المهاتما غاندي ، الزعيم الروحي للهند و اللاعنف

 

المهاتما غاندي
(Mohandas Gandhi)

السياسي البارز والزعيم الروحي للهند في فترة استقلالها موهانداس كرمشاند غاندي ،المشهور بلقب المهاتما ،  نشاء غاندي في ولاية غوجارات الهندية، حيث انحدر من عائلة ذات أخلاق رفيعة و لها باع طويل في العمل السياسي ، كانت طفولته عادية و طبيعية جداً.

حينما بلغ غاندي الثالثة عشرة من عمره تزوَّج ، و كما ذكر عنه أنه لم يكن راضياً عن العادات الهنديّة التي تنصُّ على ذلك، بسبب صغر سِنّه .

كان غاندي يُحبِّذ أن يدرس الطبّ ، و لكنه اختار دراسة القانون، احتراماً لوالده، حيث أن والد غاندي لم يكن يُحبُّ الجُثَث، و تشريحها ، بالإضافة إلى أنّ الطب لا يؤدّي إلى تنصيبه لرئاسة الوزارة،  ذلك لأنّ اخوه الكبير لاحظ فيه الذكاء، والمقدرة على العمل، والاجتهاد، فرشَّحه لتولّي رئاسة أسرتهم، و من ثم الترقِّي ليحتلَّ مركزاً في الوزارة مثل والده.

حياة غاندي التعليميّة:

و لما كان على غاندي أن يصبح جاهزاً لتولّي مركزاً في الوزارة ،  درس القانون في كُلّية ساملداس في جامعة بافنجار، وكان لغاندي  خيارين من أجل الدراسة ، إمّا أن يدرس  في جامعة بومبي التي كانت تتطلَّب نفقة كبيرة أو ان يختار جامعة بافنجار، ووقع إختيار غاندي على جامعة بافنجار.

و بعد السنة الدراسية الأولى ، عاد غاندي إلي منزله و نصحه صديق للعائلة بأن يسافر إلي بريطانيا ليكمل دراسة القانون ، و سافر غاندي إلي بريطانيا في عام 1882، فأخذ يتعلم القانون، ويقبل ما يشبع العقل، ويعمل على تفسير النصوص بطريقة تناسب عقلية شعبه، ويوحِّد عقله مع دينه، ويطابقه بما يملي عليه ضميره.

غاندي و هو شاب 

عاد من بريطانيا بعد أن حصل على الإجازة الجامعية التي تخوله ممارسة مهنة المحاماة، و مارس غاندي مهنة المحاماة مدّة سنتَين في الهند، و لكنه  واجه مصاعب كثيرة، وذلك لانه كان يبتعد كلّ البُعد عن محاولة كسب القضايا بالتحايل ، كمان أن فقدانه لوالدته التي غيبها الموت أثر فيه.

صفات غاندي:

 اشتهر غاندي بسلوكه مبدأ المقاومة السلمية واللاعنف ، وعلى الرغم من شعبيته كان متواضعاً ، وشجاعاً لا يهاب الموت في سبيل تحقيق مبادئه، يفي بالوعود و صادقاً في أقواله ، و لقد كان يؤمن بأنّ التغيير ينبع دائماً من داخل الشخص نفسه، و بأهمية التربية الذاتية للنفس ، و كان لدية إصرار و عزيمة في مقاومة الظلم و الإستعمار و نجح في تحقيق ذلك.

انجازات غاندي:

لقد كان لغاندي إنجازات عديدة في الهند، فعندما عاد إلى وطنه في سنة  1915م، كان وطنه وقتها قيد الاستعمار البريطاني الذي  كان ينهب ثروات الهند و خيراتها، فطالب  باستقلال الهند من هذا الاستعمار و قام بمحاربته  عن طريق سياسة اللاعنف ، كما قام بسياسة الاستغناء عن بضائعهم ، و يعد من أشهر عصياناته التي اشتهر بها  ما يسمى بعصيان الملح.

كما أنه طالب بحقوق المرأة، وتحسين الظروف المعيشية ومحاربة الفقر، اشتهر غاندي و ذاع صيته بين دول العالم كقائد فذ و محنك التف حوله الهنود، واستطاع بدهائه وعزيمته تخليص الهند من الاستعمار البريطاني، بعد الحرب العالمية الثانية حصلت الهند على استقلالها اخيراً .

 و لكن بعد ذلك  عانت الهند من الانقسام والفرقة الداخلية بين شعبها حيث انقسم المسلمون والهندوس، و لكن غاندي كعادته كان من الذين يدعون إلى الوحدة الوطنية ورفض هذا الانقسام والتفرق . كما أنه  الذين دافعوا عن حقوق تلك الأقليات المسلمة.

كما كان لغاندي إنجازات في البلاد  الأخرى التي زارها ، ففي جنوب إفريقيا التي كانت تحت الاستعمار البريطاني كالهند، كما أن بها عدد من العمال الهنود ، قرر غاندي الدفاع عن حقوق هؤلاء أمام الشركات البريطانية التي كانوا يعملون فيها. و كان ذلك في الفترة وتعتبر الفترة من عام 1893 – 1915، و تعد هذه الحقبة  من أهم الحقبات الزمنية.

اطلع غاندي في هذه الفترة على ديانات وعقائد مختلفة ، كما اُتيحت له الفرصة للتعمق في ثقافاته و تطوره الفكري والسياسي ، وانتهج نهجاً في العمل السياسي أثبت فعاليته ونجاحه ضد الاستعمار البريطاني. 

اقوال غاندي :

اشتهر غاندي بحكمته،خاصة في مواجهة الاستعمار والظلم و قد خلد في التاريخ اقولاً منها :

• ليس لدي ما أُعلمه للعالم، فالحقيقة واللاعنف موجودان منذ بداية الزمن.
• سيبقى ما فعلته أنت و ليس ما قلته أو ما كتبته.
• حارب عدوك بالسلاح الذي يخشاه هو، لا بالسلاح الذي تخشاه أنت.
• إن مبدأ العين بالعين يجعل العالم كله أعمى.
• إنّ الغضب وقلة الاحتمال ،أعداء الفهم الصائب.
• ساعة الغضب ليس لها عقارب.
• لا يوجد في الهند سياسي شجاع ، حتى يحاول ان يشرح أن الأبقار يمكن أكلها.
• ليس هنالك طريق للسلام، بل أن السلام هو الطريق.
• ليس هنالك طريق للسلام، بل أن السلام هو الطريق.
• الضعيف لا يغفر، فالمغفرة شيمة القوي.

وفاة غاندي :

يعد غاندي أحد القادة المشهورين على مر التاريخ، حيث  اشتهر بالنضال من أجل مبادئه، وانتهج نهج العصيان المدني كوسيلة لمقاومة و دفع الظلم والاستعمار، كما أنه كان ذا أثر في نيل الهند لحريتها في العصر الحديث، و التحرر من الاستعمار البريطاني .

كما عمل على الدفاع عن حقوق الأقليات المسلمة في الهند ، لكن لم ترق هذه الفكرة  للأغلبية الهندوسية ، واعتبرت بعض الفئات الهندوسية المتعصبة ان هذا نوع من انواع الخيانة العظمى فقررت التخلص منه.

 تعرض غاندي في حياته لمحاولات اغتيال بلغ عددها  لستة محاولات لاغتياله، و في سنة 1948  قام رجل يدعى ناثورم جوتسى بإطلاق ثلاث رصاصات قاتلة لقي على أثرها المهاتما غاندي حتفه عن عمر يناهز 78 عاماً.

و لقي مصرعه في المحاولة السادسة. و قبل وفاته قال غاندي مقولته المشهورة سيتجاهلونك ثم يحاربونك ثم يحاولون قتلك ثم يفاوضونك ثم يتراجعون، وفي النهاية ستنتصر.

المراجع :

• المهاتما غاندي داعية اللاعنف ، www.aljazeera.net
• المهاتما غاندي ، www.aljazeera.net
• بعض المقالات على الإنترنت.