القائمة الرئيسية

الصفحات

أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية

 


حكاوي بالعامية


أسماء شميس



بعد ما رجعت من الشغل لاقيت عمتي عندنا وقاعدة تضحك مع ماما وتقول لها دا شاب زي الفل وكويس وأمل هتوافق عليه ومتخافوش دا محترم وابن ناس، دخلت سلمت عليهم وقعدت معاهم، وماما قامت تعمل حاجة في المطبخ، سألت عمتي قبل ما ماما ترجع تاني..

- كنتوا بتتكلموا عن مين يا عمتو؟

- خلي ماما تحكي لك أحسن! اتغدي و ارتاحي شوية و ابقي كلميني بليل قولي لي رأيك.

- عريس!؟

- أيوه.. بس واللّٰه عريـ...

- تاني يا عمتو تاني؟ هيجي يتقدم ويمشي زي ما كلهم بيعملوا لما يعرفوا اللي حصل لي!

- يا بنتي وإنتِ مالك دي إنتِ بنت زي الفل واللّٰه وأي شاب عاقل يتمناكِ ♡

- مش عايزة حد يتمناني يا عمتو مش عايزة أفرح تاني وفرحتي تتسرق مني زي كل مرة.

- يا بنتي واللّٰه دا ابن صاحبتي وجدع زي الفل استني بس وشوفيه.

- المشكلة مش فيه ولا في غيره يا عمتو المشكلة فيَّ أنا وكلكم عارفين وبتكذبوا على نفسكم، كفاية بابا اللي مات من قهرته على اللي حصل لي

- اللّٰه يرحمه، استهدي باللّٰه بس ، و ادي لنفسك فرصة

- ممكن اطلب منك طلب يا عمتو!

- طلب بس، اطلبي عشرة يا حبيبتي ♡

- عايزة رقمه.....

- رقم مين؟

- العريس

- يالهوي! هتعملي ايه؟

- مش هكلمه انا هعمل بحث على الفيس برقمه هتطلع لي صفحته على الفيس هدخل اتفرج على صفحته بس.

- آها إذا كان كده ماشي حلوة الفكرة دي، استني رقمه عندي مامته كانت بتتصل بيَّ ساعات من عنده، اهو

- ممكن متقوليش لماما!

- لا يا حبيبة عمتو متقلقيش

..

أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية


يومها بليل فضلت ماسكة التليفون، ومش عارفة اللي انا هعمله ده صح ولا غلط، بس هرتاح بدل الألم اللي عمال بينخر جوا قلبي ده، سجلت الرقم عندي، وظهر لي في قايمة الواتس، لاقيت عنده واتس الحمدللّٰه، صورته مظهرتش عندي، بدأت اكتب..

أنا مش حمل أي حد يجي بيتنا يتفرج عليَّ ويحصل زي كل مرة، أنا اللي برفض حضرتك لأني عارفة إنك هتيجي وترفضني زي كل مرة، لو سمحت مفيش داعي تتعب نفسك وتيجي يا بشمهندس مُنصف، أنا أمل بنت أخو صاحبة والدتك، العروسة اللي كنت ناوي تتقدم لها.

وضغطت إرسال، مفوقتش غير وأنا بقرأ الرسالة مرة واتنين وعشرة، وعملت بلوك للرقم عشان ميردش ومسحته من عندي، ونمت وأنا حاطة إيدي على وجعي اللي عمره ما خف ولا هيخف مهما ظهرت للناس وأنا بضحك ومفيش حاجة هماني!

صحيت الصبح نزلت الشغل، لاقيت الرقم بيتصل، مجتش في بالي دي نهائي؛ إنه يتصل! طب عايز يقول إيه؟ خوفت من التصرف المجنون اللي عملته حتى لو رفضته أنا، هيقول عني إيه دلوقت؟

خلصت شغل ورجعت البيت، كان كل شيء عادي مفيش حاجة غريبة، لاقيت عمتو بتتصل بيَّ

- هاا شوفتيه؟

- مين يا عمتو؟

- مُنصف يا أمل العريس!

- اهااااا لأ يا عمتو نسيت خالص الموضوع ده، هشوفه حاضر

- طيب ماشي سلمي لي على أمك بقى هجيلكم بكرة

- ماشي يا عمتو..

..

يوم، يومين، تلاتة، مفيش جديد ولا خبر، كده تأكدت إنه صرف نظر ومستحيل يفكر يجي، دخلت المطبخ بعمل نسكافيه عشان كنت زهقانة وماما دخلت تنام، لقيت الباب بيخبط

- عمتو ازيك

- ادخلي بسرعة أنا مش لوحدي، تليفونكم غير متاح ليه يا بنتي

- فيه إيه يا عمتو؟

- يا بنتي ادخلي بخمار أمك اللي لابساه على البيجامة ده العريس ووالدته معايا ادخلي بقى

..

لمحته وشوفت إبتسامته، كان بيضحك عليَّ شاف البيجامة ولا إيه؟!

دخلت صحيت ماما وقولت لها تقوم عندنا ضيوف، وجريت استخبى في أوضتي، دا جالنا وقاعد برا! يعني مصرفش نظر؟ واللّٰه برا، مُنصف جه!

فضلت قاعده اكلم نفسي في الاوضة زي المجانين، لاقيت عمتي بتخبط ودخلت

- يا أمل قومي البسي يلا إنتِ قاعدة كده ليه؟ يلا عشان تقومي تشوفي العريس وتسلمي على الناس

- عمتو هو ده مُنصف؟

- أيوه هو يا حبيبتي

- مش خارجة

- لا حول ولا قوة إلا باللّٰه ليه بس يا بنتي؟

- يا عمتو دا ما شاء اللّٰه عامل زى عمود السواري وزي القمر يعني حيرفضني أكيد

- يا بنتي هو إنتِ عامية؟ ما إنتِ كمان زي القمر♡

- قمر إيه يا عمتو ربنا يجبر بخاطرك إنتِ مش عارفة اللي فيها؟

- وإنتِ ذنبك إيه يا بنتي دي عطية ربنا وبيختبرنا هنعترض؟ قومي ربنا يهديكِ ربنا يكتب لكم القبول في وش بعض ويطمنا عليكِ يا روح عمتك عشان خاطري أنا وأمك قومي بقى يلا متكسريش فرحتها دي طايرة من الفرحة برّا زي العيلة الصغيرة اجبري بخاطرها واطلعي بقى

- حاضر يا عمتو أمري للّٰه وربنا يكون في عوني في اللي هيحصل بعد كده

..

غيرت هدومي ولبست فستان أزرق وحجاب أبيض وخرجت، كنت خايفة، بس قُلت لنفسي عادي هي كده خربانة وكده خربانة، دخلت سلمت عليهم وقعدت محاولتش أبص ناحيته، بس كنت حاسة بنظرة عتاب منه كانت وجعاني، عمتو اقترحت علينا إننا نخرج نقعد في البكلونة عشان نعرف نتكلم، هنقول إيه ما أنا خربتها من قبل ماتبدأ!
..

- ازيك يا استاذة أمل؟

- الحمدللّٰه..

- أنا كنت عايز أجيلك تاني يوم ما بعتي الرسالة بس معرفتش كنت مسافر تبع الشغل، ممكن أعرف رفضتيني ليه من قبل حتى ما تعرفيني؟

- دلوقت أو بعدين هو ده اللي كان هيحصل الأسباب مش هتفرق

- من حقي أعرف على فكرة!

- وأنا من حقي مقولش

- بس إنتِ مش حد يترفض، سمعة وتربية وبيت طيب وأخلاق وجمال، مكنتش هرفضك، بتقرري مكاني ليه؟ هو إنتِ تعرفي ذوقي وهل هتعجبيني ولا لأ؟

- إيه هتعجبيني دي احنا قاعدين فين هنا؟ خد بالك من كلامك لو سمحت !

- اخد بالي من كلامي ازاي ؟ أنا مقولتش حاجة غلط ولا حرام، واحنا أصلًا قاعدين في رؤية شرعية عشان أشوف هل إنتِ هتعجبيني ولا لأ وأنا هعجبك ولا لأ

- لو سمحت!

- طب خلاص اقعدي، لو سمحتِ، أسف، اقعدي بقى

..

- شكرًا انك قعدتي ومخرجتيش، عندي اقتراح، ممكن نتعرف على بعض من البداية؟

- حضرتك عارف عني كل حاجة تقريبًا!

- لأ معرفش، غير إنك أمل، وعايز اسمع منك، أنا اسمي مُنصف وعندي ٣٥ سنة وبشتغل مُهندس، وخطبت قبل كده والخطوبة اتفشكلت قبل الفرح بأسبوع، أنا اللي سيبتها، عايزة تعرفي سيبتها ليه؟

..

غلطت في أمي ومش بس كده، قالت لي يا أنا يا أمك، مفكرتش لحظة في الاختيار، عارفة أنا وقتها فكرت في حاجة واحدة إن ازاي أعيش مع زوجة قبلت تفرق ابن عن أمه وتحرمها منه، وهي مرتاحة وحاسة بالنصر إنها هزمتها، حسيت إنها مريضة خوفت منها، وسيبتها، معرفش ليه بحكي التفاصيل دي لواحدة رفضاني أساسًا بس حاسس إني عايز اتكلم معاكِ، وكتير، مش هتقولي حاجة؟

- اسمي أمل، مُدرسة رسم، عندي ٣٣ سنة، كنت مخطوبة واتكتب كتابي وسابني قبل الفرح بيومين، عشان اتحرقت، وأي حد بيجي مكانك وبيسمع إني اتحرقت بيمشي ومبيرجعش تاني

- عشان كده قررتي ترفضيني من قبل ما تعرفيني حتى!

..

- بس دي حاجة ملكيش ذنب فيها، مش سبب أرفضك عشانه، ولا عندك أسباب تانية؟

- أسباب إيه؟

- تكوني لسه بتحبي اللي سابك ده مثلًا!

- بحبه؟ أنا مبكرهش إنسان في حياتي زي ما بكرهه الإنسان ده، سابني من ٦ سنين، وبابا يومها كان معايا في المستشفى عمالين يخرجوني من عملية لعملية، اتصلوا ببابا قالوا له كل شيء نصيب، بابا مستحملش مات من قهرته عليَّ وأنا مرمية في المستشفى بين الحياة والموت، وكمان اطلقت، يا حبيبي مقدرش يستحمل، مات وأنا في العمليات ملحقتش أشوفه وأطمنه عليَّ حتى، ومعرفتش بطلاقي غير بعدها بشهر لما بدأت أفوق من الصدمة ومن موت بابا، مكنتش بشوفه خالص ولا هو ولا أهله، وعرفت إنه طلقني، تفتكر إني رفضتك عشان بحبه؟

- أنا آسف

- عادي، مش مهم، كلامك مش هيفرق، وقعدتنا دي برضو مش هتفرق

- بس هي فرقت معايا يا أمل، مش ملاحظة حاجة؟

- لأ مش ملاحظة !

اسمك أمل، وأنا اسمي مُنصف، مش يمكن دي علامة!

- مش بَؤمن بالعلامات

- لازم نؤمن بيها عشان نقدر نكمل، وربنا مجمعناش صدفة كده وخلاص، وأنا مؤمن إننا هنتجمع تاني، ودي مش هتكون اخر مرة، لو سمحتِ متقوليش لأ، ادينا فرصة، أديني فرصة أنصفك على الأقل، وأدي لنفسك فرصة يمكن تكوني أملي اللي كنت بدور عليه، ممكن؟

..

- اعتبر سكوتك ده علامة رضا؟

- بفكر..

- وقررتي؟

- اللي ربنا مقدره هو اللي هيكون

- خير إن شاء اللّٰه ♡

.....

بعد ما كلهم خرجوا من عندنا، فضلت قاعدة في أوضتي بفكر في كلامه، كله، وردوده، أكتر كلمة رنت جوا دماغي، لازم نؤمن بالعلامات، قمت اتوضيت ونمت وأنا عمالة أصلي على سيدنا النبي عليه الصلاة والسلام لحد ما عيني راحت في النوم، وحلمت إني قاعدة في أوضة ضلمة ومش لاقية فيها لا نور ولا شباك ولا باب، ببص لإيدي لقيت معايا مفتاح فضة محفور عليه اسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام، ركزت أكتر لاقيت باب قربت منه وبفتحة لاقيت الاوضة بقت كلها نور أبيض، صحيت من النوم وآذان الفجر بيأذن و المؤذن بيقول الصلاة خير من النوم.


أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية


استبشرت خير بالرؤية دي، وقومت أصحي ماما وصلينا سوا، وحكيت لها اللي شوفته في منامي، استبشرت خير هي كمان وقالت لي صلي استخارة واللي فيه الخير هو اللي هيكون، صليت الاستخارة، ونمت، صحيت الصبح أول ما صحيت مسكت تلفوني وفكيت البلوك اللي كنت عملاه لمُنصف على الواتس، وجهزت نفسي وفطرت مع ماما، ونزلت الشغل، طول اليوم ماغابش عن بالي لحظة وكل ما أبص في حتة أشوفه هو، كنت حاسة اني محتاجة أشوفه واتكلم معاه، كل شويه ابص لتليفوني مستنياه يتصل، كنت حاسة إنه وحشني وإني أعرفه من زمان، فات أسبوع من وقت ما شوفته، كل مرة ماما تسألني عن رأيي أقول لها بفكر، كنت خايفة إنه يخذلني، مكنتش هقدر استحمل المرة دي، معرفش ليه كنت خايفة بالشكل ده!

تاني يوم كلمت ماما وقولت لها تبلغ عمتو إني موافقة، كانت الفرحة مش سيعاها، واتخطبنا، ٦شهور، في الـ ٦ شهور دي اكتشفت إن ممكن يكون لك توأم صورة طبق الأصل منك في أحلامك وحنيتك وتصرفاتك وردود أفعالك برغم إن طول عمركم اللي فات ده متقبلتوش ولا مرة بشكل يخليك تنبهر، كل يوم كنت بكتشف حاجة في مُنصف تخليني أكمل معاه وأنا راضية ومبسوطة عن اختياري، ولا لحظة معاه حسيت فيها إني خايفة من حاجة كنت دائمًا مطمنة في وجوده جنبي وحاسة إن ربنا راضي عني.

في لُقاك.. الدنيا تجيني معاك.. ورضاها يبقى رضاك..

- أمل أنا عايز أتجوزك الشهر الجاي

- بس لسه فاضل كم شهر!

- لأ عايزك معايا خلاص عايز أصحى وأنام وإنتِ في بيتي، أنا أصلًا صبرت ٦ شهور بالعافية، هزوركم النهاردة مع ماما عشان نتفق، موافقة؟

- ماشي يا مُنصف موافقة، مع السلامة ♡

..

واتجوزنا ♡، أول حاجة قالها لي بعد ما دخلنا بيتنا صدمتني!

..

- أمل ممكن أطلب منك طلب!

- ايوه طبعًا أكيد!

- عايز أشوف الحرق دلوقت حالًا

- خايف يكون شكله وحش ويكرهك فيَّ!

- لأ طبعًا، خليني بس أشوفه، ممكن؟

....

كنت خايفة ويدي ترتعش، دخلت الأوضة غيرت هدومي وخرجت وأنا لابسة بيجامة، كان الحرق من أول بطني لحد ركبتي اليمين، أول ما مُنصف شافني قعد جنبي في الأرض وأنا واقفة ولاقيته قرب من الحرق وهو بيلمسه بيده و يبكي، لاقيته فجأة قرب من الحرق وبدأ يبوس كل جزء منه وهو بيبكي، وأنا واقفة مذهولة ومش عارفة انطق، فجأة قام وقف وحضني وهو لسه بيبكي..

- اتألمتي كل ده لوحدك؟ أنا آسف بس كنت عايز أشكره حسيت إن الحرق ده ليه فضل عليَّ لو مكنش حصلك مكنتش عرفتك ولا أتجوزتك يا أمل يا كل أملي في الحياة، أنا آسف إنك عانيتي بالشكل ده وآسف إنك أتوجعتي وأنا مش معاكِ عشان أخفف عنك، بس ربنا يقدرني وأعوضك عن كل شيء وجعك وكل شيء فقدتيه، ربنا يقدرني وأكون مُنصفك وأمانك ♡

- إنتَ كده فعلًا، أنا اللي آسفة إني رفضتك في البداية مكنتش فاهمة ولا عارفة إنك قدر ربنا الحلو اللي كان متشال لي عشان يعوضني عن كل الوجع اللي شوفته في حياتي وصبري على كل حاجة شوفتها، أنا بحبك يا مُنصف بحبك ونفسى ربنا يطول في عمري معاك عشان أفضل جنبك وارضي ربنا وأتقيه فيك، وتبقى منابي وجاري وجوزي في الجنة زي ما نولتك في الدنيا ♡

- أنا اللي بتمنى من ربنا ما يحرمنيش منك ولا من طلتك اللي بتخلي قلبي يدق كل مرة كأني بشوفك لأول مرة، ربنا يحليكِ في عنيا أكتر ما إنتِ حلوة عشان أنا مش هعرف أبص لواحدة غيرك يا أملي♡


أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية


فات شهر واتنين وتلاتة ولأول مرة أحس إن فيه جنة على الأرض، كنت عايشة فيها مع مُنصف، كان مسافر من أسبوعين في شغله والمفروض هشوفه النهاردة، لقيت تليفون البيت بيرن..

- بيت البشمهندس مُنصف؟

- ايوه

- مين بيتكلم؟

- أنا مراته، مين اللي بيتصل؟

- أنا.. أنا حاتم، زميل مُنصف في الشغل، هو

- مُنصف حصل له حاجة؟

- لا لا هو الحمدللّٰه كويس في المُستشفى دلوقتى، عربية الشغل عملت حادثة وهو كان راكب فيها وهو مروح

- مستشفى إيه؟

- مستشفى ....

...

قفلت معاه وأنا مش شايفة قدامي، نزلت من البيت وأنا زي المجنونة، من الصبح وأنا قلبي بيوجعني وجسمي كله كأني متكسرة، وصلت المستشفى بعدها بحوالي ٣ ساعات، سألت عنه، في العناية المركزة، كنت حاسة إني عايزة أروح اترمي في حضنه وأشتكي له اللي حصل، بعدها بكم ساعة لاقيت الدكتور جاي بيكلم زمايله، لاقيتهم بيشاوروا عليَّ

- مساء الخير يا مدام، أنا الدكتور اللي بيتابع حالة جوز حضرتك الاستاذ مُنصف، هو الحمدللّٰه، وظائف جسمه شغالة كويس ونطمن عليه أكتر خلال الـ ٢٤ ساعة الجاية، لكن للأسف رجله اليمين تضررت جدًا من الحادثة ومش هيقدر يمشي عليها تاني أبدًا، وحالته دلوقت بتتطلب بتر الفخذ، وبعد كده هنحتاج معالجة نفسية وعلاج طبيعي بس بعد ما يفوق إن شاء اللّٰه، المطلوب دلوقت من حضرتك إنك تمضي على أوراق عملية البتر عشان لازم العملية تتم النهاردة، أنا عارف إن الموضوع صعب ومؤلم بس تأكدي إننا بذلنا مجهود خرافي عشان ننقذ حياته والحمدللّٰه ربنا وفقنا، هو كان واصل المستشفى والنبض واقف، لو سمحتي فكري بهدوء بس حاولي متتأخريش لأن حياته في خطر وعنده نزيف داخلي، ومحتاجين كل دقيقة بتروح مننا دلوقتى مبنعملش فيها حاجة، بعد اذنك..

مكنتش قادرة أفكر، كان كل همي وقتها هو أزاي اتألم كل الألم ده لحد ما نبضه وقف، حسيت إني عايزة اكلمه عايزة اكلم ربنا، وقفت ممرضة وسألتها عن مكان أصلي فيه أخدتني أوضة في نهاية الدور وقالت لي بنصلي هنا، اتوضيت ووقفت أصلي أول ما سجدت فضلت أبكي بحرقة وأنا بكلمه

لا يارب أكيد مخلتنيش أقابله وأعرفه وأحبه عشان تحرمني منه بعدها، دا هو الإنسان الوحيد اللي نصفني يارب متحرمنيش منه واحفظه، يارب قدرني أساعده وأكون أمله يارب متوجعش قلبي عليه، بعد ما خلصت صلاة، وخرجت لاقيت ماما وحماتي وعمتي وأخواته، أول ما شفت حماتي جريت عليها وأترميت في حضنها وأنا ببكي

- مُنصف يا ماما مُنصف

- قولي يارب يا حبيبتي قولي يارب

- يارب مُنصف يارب

..

بعد ما كُلنا فكرنا وأخدنا القرار مضيت على الورقة أنا وأخو مُنصف، كنت حاسة إن بقالي سنين مشفتهوش، كأنه كابوس، هقول له إيه لما يفوق!

كنت كل يوم واقفة قدامه بكلمه وبدعو ربنا انه يفوق وهو بخير، فاق بعدها بخمس أيام، كلهم دخلوا شافوه واطمنوا عليه إلا أنا كنت خايفة أبص في عنيه، أقول له إيه؟ إن أنا مضيت على ورقة عشان يقطعوا روحي، فضلت خايفة أشوفه لحد ما هو طلب يشوفني

- أملي، وحشتيني، كنتي فين؟

- أنا كنت بصلي

- ودعيتِ لي؟

- لو مش هَدعو لك إنتَ هَدعو لمين!


أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية


- أنا كويس صح! هبقى كويس وأعرف أمشي؟ مش حاسس بجسمي من تحت وحاسس إن فيه تقل جامد عليَّ

- أصل رجلك الشمال في الجبس

- آها عشان كده طب الحمدللّٰه، يعني اليمين كويسة! يبقى مش حاسس بيها من البنج

..

- متبكيش يا أملي أنا الحمدللّٰه بخير

- الحمدللّٰه إنك قدامي وشيفاك ربنا يحفظك ليَّ إنتِ نعمَّ الزوج ومشوفتش منك غير كل خير وتقوى وطاعة للّٰه وعارفة إنك إنسان مؤمن وراضي بقضاء اللّٰه ♡

- الحمدللّٰه ربنا يغفر لي بس بتقولي كده دلوقت ليه؟

- عشان إنتَ مؤمن يا حبيبي والمؤمن مُصاب، ربنا ابتلاك في رجلك اليمين

- ابتلاني ازاي أنا مش فاهم حاجة؟!

- رجلك اتبترت

- لا إنتِ بتهزري! أمل لا يا أمل

- حبيبي اهدى قول إنا للّٰه وإنا إليه راجعون

- آاااااه يارب يارب الصبر إنا للّٰه وإنا إليه راجعون

- مُنصف اهدى يا حبيبي يا دكتور إلحقني يا دكتور حد يلحقني

...

يوم والتاني والتالت بياخد في مُهدئات، ولما فاق، طلب يرجع البيت عند والدته في اوضته، ومكنش بيرضى يخلي حد يشوفه ولا حتى أنا

...

يا ماما عايزة أشوفه، مش قادرة أتخيل إن بيني وبينه حيطة وباب وممنوعة إني أشوفه يا ماما أنا بدخل أشوفه وهو نايم زي الحرامية وأخرج قبل ما يصحى، عايزة أشوفه، هو بيعاقبني على إيه؟ أنا مش قادرة استحمل عايزة اكلمه واسمع صوته

- يا ماماااااا

- أيوه يا مُنصف جاية

- أنا هدخل له خليكِ يا ماما

- يا بنتي استني لما هو يطلب يشوفك

- مش قادرة سامحيني

...

أول ما فتحت الباب ودخلت كنت مرعوبة، عيونه، العيون اللي شوفتها دي مكنتش عيون مُنصف دي كانت عيون نمر مجروح شرس هينقض على أي حد يقرب منه ما بين لحظة والتانية، كنت خايفة بس مش منه، كنت خايفة عليه..

- مُنصف.. أنا

- إنتِ لسه هنا؟ بتعملي إيه؟ عايزة تتفرجي على العاجز اللي مرمي في السرير

- مُنصف لأ متقولش كده مش هسامحك

- ميهمنيش كلك على بعضك متهمنيش

- أنا عارفة إنك مجروح وموجوع ومش هزعل منك ولا من كلامك مهما تقول

- بس أنا مش عايزك، مش عايز أعيش مع واحدة ممكن أشوف في عيونها نظرة شفقة

- ليه هو إنتِ كنت حبيتني شفقة إن شاء اللّٰه عشان اتحرقت؟

- لأ بس أنا..

- مبسش لو سمعت منك كلمة مش عايزك دي تاني متلومنيش على اللي هعمله

- قولت لك مش عايزك، أنا عايز أسيبك أنا اللي برفضك أنا بكرهك يا أمل ومش عايز أشو....

..

محستش بنفسي غير وأنا بقرب منه وبكتم صوته عشان ميتكلمش..

- اسكت يا مُنصف اسكت ارجوك، مش عدل إنك تعاقبني بالشكل ده وتحرمني منك

- إنتِ مش عايزة تفهمي ليه أنا مش بحرمك مني أنا بديلك حريتك إنتِ ممكن تفضلي متقيدة بواحد عاجز طول العمر

- كلامك ده بيدبحني أرجوك كفاية متخلنيش أعيش في رعب إني ممكن أفقدك مرة تانية كفاية اللي عيشته وإنتَ مش معايا ومكنتش لاقيه حد أعيط في حضنه وأشتكي له غيابك غيرك، يا مُنصف أنا من غيرك أموت، إنتَ عايزني أموت كل يوم وأنا بعيدة عنك؟

- بعد الشر عنك يارب أنا ألف مرة ولا تتوجعي بسببي أبدًا

- بتحبني أهو يا كذاب يا أحلى وأجمل راجل كذاب في الدنيا دي كلها وحشتني، ريحتك وصوت نفسك وحشني

- دا على أساس إنك مكنتيش كل يوم بتتسحبي وتدخلي هنا وتتمسحي فيَّ زي القطط وأنا نايم!

- واللّٰه كنت عارفة إنك صاحي وحاسس بيَّ

- وجودك في المكان كان كفيل يطير النوم من عيني كنت ببقى عايز أشدك جوا حضني واعيط، عايز أقول لك خليكِ متخرجيش وجودك هو الوحيد اللي بيخليني أحس اني عايش

- إنتَ عايش يا مُنصف بيَّ، من غيري عايش، وربنا كتب لك عمر جديد وحطك في اختبار عظيم عشان هو عارف إنك هتقدر تشيل الحمل

- اشيله ازاي وأنا عاجز

- بس بقى كفاية إنتِ مش كده وعمرك ما هتكون كده، إنت بس محتاج توقف تاني على رجلك

- اللي مبقتش موجودة!

- وانا روحت فين؟ مش أنا سندك!

- انا لسه هبدأ من جديد هتعلم كل حاجة من الأول حتى المشي

- يسعدني أكون العُكاز اللي هيعيش معاك لحظة أول خطوة

- المشوار طويل أوي يا أمل

- وماله نمشيه مع بعض، هياخد مننا سنة سنتين ياخد زي ما ياخد، لكن تمشيه لوحدك من غيري، مش هسمح لك، محدش كان دوا ليَّ غيرك، ومحدش غيري هيكون دواك يا مُنصف

- أملي ♡

- ياااه أكتر كلمة كانت وحشاني أسمعها منك

- عارفه إيه أول حاجة هعملها لما أقدر أقف على رجلي تاني بإذن اللّٰه ♡


- إن شاء اللّٰه هتعمل إيه ؟

- هسجد لربنا سجدة شكر إن سبحانه رزقني بيكِ

- بقى كنت عايز تسيبني ومبحبكيش ومش عايزك ومتهمنيش! عارف لو لحظة كنت حسيت إنك صادق أنا كنت قتلتك

- تقتليني! طب تعالي

- هتعمل إيه؟

- سمعتي عن القتل الرحيم قبل كده

- قتل رحيم ده ازاي ده؟

- بيبوسوا الضحية في عنيها قبل ما يقتلوها

- يا سلام!

- آها وانا هكدب عليكِ!

- لا طبعًا وإنتِ مش كذاب خالص!

....

كانت فكرتي دائمًا عن الحب كما قال أرثر ميلر أن الحب هو شخصان مليئان بالأضرار يتركان العالم جانبًا، ويحاولان ترميم بعضهما البعض بِهدوء وَرِقَّة.


أمل و منصف ♡ أسماء شميس حكاوي بالعامية





هل اعجبك الموضوع :

Commentaires