حكاوي بالعامية
أسماء شميس
اليوم اللي كان بيتقدم لي فيه عريس كنت ببقى طايرة من الفرحة، وأفضل أتخيل نفسي خلاص اتخطبت وأرسم في أحلام وأتخيل نفسي عايشة جواها، وكل مرة بينتهي الموضوع بخيبة أمل، رفضت ناس كتير وأترفضت أكتر.
بقى عندي إحساس إني خلاص عمري ما هتجوز، بطلت أتخيل وأحلم بأحلام على الفاضي عشان بقيت عارفة إن عمرها ما هتتحقق، مش قلة إيمان بكرم ربنا بس أنا مبقيتش حاسة إن في حاجة هتتغير، كل الأسباب حواليَّ كانت صفر، بس دائمًا كنت بقول لنفسي تمسكِ بأملك في ربنا، اليأس كُفر، الإيمان الحقيقي هو اللي بيكون موجود في قلوبنا في أتعس الظروف لما تكون الأسباب صفر، عشان هو مُسبب الأسباب، فَالأمل فيه هو وبس، وانقطعت الأسباب نهائي، قعدت أكتر من سنتين محدش بيتقدم لي.
كنت بخرج وبشتغل وخلاص عودت نفسي إن حياتي بقى ده نظامها، وصلت لسن ٣٢ سنة ولسه لوحدي، الحياة كانت محتاجة رفيق.. الوحدة مُخيفة، كنت زمان بقول الوحدة مش حلوة بس بحاول اتأقلم، لكن بعد المسافة اللي قطعتها لوحدي دي كلها، اكتشفت إن الوحدة مُخيفة وممكن تكون سبب إني أتجنن في يوم من الأيام، خصوصًا لما تكون الناس مش سيباكِ في حالك وأولهم أهلك أكتر ناس المفروض بيدعموكِ، هما أكتر ناس عمالين يشرحوا روحك وقلبك بسكينة تلمة بكلامهم وتعبيرات وشهم.
أنا مكانش في إيدي أعمل حاجة وهما عارفين كده كويس، اللي كان في إيدي ومقدرتي، عملته كله، اجتهدت في دراستي وحافظت على نفسي واتقيت ربنا وحفظت غيبة أهلي وحافظت على سمعُتهم في حضورهم وغيابهم، خلصت دراستي واشتغلت، سعيت في كل حاجة، اتعلمت الطبخ وأي حد كان بيأكل من طبخي كان بيستغرب ازاي طبخي حلو كده، اتعلمت الخياطة وبقيت أخيط لنفسي حاجات كتير وأخبيها لجهازي، وبقيت أعمل جمعيات وأحوش فلوس شغلي عشان لما أتجوز واحتاج حاجة متحوجش لحد.
بحب اقرأ كتب من صغري كان أي حد يناقشني يقول لي تفكيرك أكبر من سنك محدش كان بيصدق عمري الحقيقي، كنت صاحبة لكل الناس اتعلمت من الدنيا كتير، رغم كل ده، الحياة ملهاش طعم من غيره، من غير زوج يكون سند وحضن وصاحب وأخ وأب وابن وطفل ومُرشد، الحياة من غيره هم مُميت، كنت بستغرب حكمة ربنا لما ألاقي بنت لسه مكملتش ٢٠ سنة ولا تعرف حاجة عن الحياة ولا اتعلمت أي حاجة في الدنيا وكل تفكيرها في التفاهة والخروج واللعب والفسح ومتعرفش تتحمل مسئولية بيت، ومع ذلك ربنا يرزقها بزوج صالح يتقيه فيها ومع ذلك برضو مش عاجبها وتفضل تتبطر على كل حاجة!
سبحانك يارب في حكمتك، هعيش وأموت من غير ما أفهم حكمتك يارب في أي شيء حواليَّ، ارزقني الصبر والحلم عشان أقدر أكمل، كنت سرحانة بفكر في حاجات كتير لاقيت هدى أختي الصغيرة داخلة الأوضة تقعد جنبي وبتبص لي وكأنها عايزة تبكي، فهمتها من غير ما تحكي حاجة.
- أنا آسفة واللّٰه يا زينب، يوسف
عايز يتقدم من واحنا في سنة أولى كلية وأنا اللي كنت برفضه وأصد فيه، دلوقت فاضل
لنا شهرين ونتخرج، خلى أخته تكلمني قالت لي يوسف جاب أخره لو مش عايزاه قولي عشان
يسيبك في حالك، ازاي يسبني في حالي يا زينب وهو كل حالي؟
- بتحبيه يا هدى؟
- بحبه دي كلمة بيقولها عيال الثانوي،
أنا مش شايفة راجل غيره على الأرض، تخيلي طلب يتقدم كم مرة من ساعة ما عرفني
وشافني في الكلية ٩ مرات، يا صبره! ده لو أنا كنت مليت وصرفت نظر، مينفعش أقول له
لأ، مش هلاقي حد يقبلني كده بكل حاجة فيَّ زيه، وكل ده وعمره ما فكر يكلمني، كان
بيخلي أخته تيجي من البيت مخصوص عشان تكلمني، ازاي محبهوش؟ ازاي؟ ده شايفني غالية
أوي يا زينب غالية لدرجة إنه مش سامح لنفسه يفرط فيَّ، أقوم أنا أفرط فيه؟
- ما شاء اللّٰه ما شاء اللّٰه ربنا
يسعدكم يا هدى إن شاء اللّٰه المرة دي هتصيب وربنا يجمعكم سوا.
- محتاجين معجزة، بابا مش موافق إني
اتخطب قبلك يا زينب عشان متزعليش، واللّٰه غصب عني، أنا آسفة واللّٰه مقصدش أزعلك
إنتِ روحي يا زينب.
- عبيطة ولا إيه إنتِ؟ هزعل عشان بنتي
بتحب وعايزة تتجوز؟ أوعي تكوني فاكرة نفسك أختي يا هبلة إنتِ بنتي أنا اللي ربيتك
على إيدي أنا سقيتك من كل حاجة اتعلمتها إنتِ الهاي كوبي بتاعتي.
- هاي كوبي إيه؟ بقى أنا حلوة كده وعسل كده؟ يا بخته يا حظه اللي هينول قلبك يا زينب، ربه وأمه راضيين عنه، هيفوز
بيكِ واللّٰه لو قلبه ما نال غيرك يبقى كسب سعادة الدنيا ونعيمها يا ست البنات.
- اللّٰه المستعان، سيبك مني أنا،
ومبروك مقدمًا يا قلب أختك قولي لأخت يوسف تطمن وتطمنه وكلها يومين ونقول لهم
يتفضلوا، هكلم بابا النهاردة بليل لما يرجع من صلاة العشاء.
- ربنا يخليكِ ليَّ يا أحن وأحلى
وأطيب أخت خلقها ربنا هاتي حضن بقى.
- تعالي يا قلب أختك.. هي ماما فين يا
هدى؟
- قاعدة برّا مع سمية، بتفرجها صور
خطوبة رانيا أختها، ربنا يستر دلوقت تقلب ماما علينا وتدخل بزعبيبها تتخانق معانا
عشان مش بنتخطب زي باقي البنات.
- اللّٰه المستعان، أنا هعمل شاي،
تشربي معايَّ؟
- لا يا حبي أنا هروح أكلم هيام أخت
يوسف أقول لها الاخبار بقى عشان تتبط هي وأخوها.
- امممم هي برضو اللي تتبط؟ ماشي ماشي
روحي.
كنت خايفة أخرج من الأوضة عشان
عارفة إن سُمية زوجة أخويا مش هتسبني في حالي، استعنت باللّٰه وخرجت من الأوضة.
- ماما أنا هعمل شاي، حد يشرب معايَّ؟
- لأ شاي إيه؟ احنا لسه بنأكل شوكولاته
حلاوة خطوبة رانيا أختي يا زينب، تأخدي شوكولاته؟ تعالي اتفرجي على الصور ما شاء
اللّٰه ربنا يحميهم من العين.
- واللّٰه! مقولتيش يعني إن أختك
اتخطبت يا سُمية وعملت خطوبة؟ عمومًا مبروك ربنا يتمم لها بخير، وشيلي الصور أحسن
حد يحسدهم، هتشربي شاي يا ماما؟
- أيوة يا زينب يا بنتي أعملي كوباية
تقيلة أحسن دماغي صدعت من الدوشة والكلام الكتير.
- بس واللّٰه الخطوبة كانت حلوة أوي
يا زينب ياريتك كنتِ جيتي بس أنا عارفة إنك مش بتسمعي أغاني عشان كده معزمتكيش، في
الفرح بقى هتيجي إن شاء اللّٰه واللّٰه يا ماما قُلت لـ رامي نعزم ماما والبنات هو
اللي مرضيش..
إنتِ عارفة يا ماما ده جاب لها شبكة بـ ٧٠ ألف جنية وعايز الفرح
بسرعة بس ماما قالت لأ بنتي لسه صغيرة عندها ٢١ سنة سيبها نشبع منها شوية، ألا
صحيح يا زينب إنتِ أكبر من رانيا أختي بكم سنة؟ بـ ١٥ سنة؟ لا لا كتير تقريبًا ١٣
ولا ١٢ باين؟
- أنا هقوم أنام يا زينب بلاش شاي يا
بنتي هقوم أتوضئ وأصلي ركعتين وأدعو ربنا يعفر لي على اللي بعمله في نفسي ده، ربنا
يغفر لي.
- رايحة فين يا ماما استني مقعدناش
سوا مكملتش باقي الكلام على أهل العريس..
- لا يا سمية قعدنا هو إنتِ قعدتك
يتشبع منها بس أنا عايزة أنام، قومي يا بنتي شوفي اللي وراكِ وحضري لجوزك أكله،
قومي شوفي شقتك عن إذنك.
- وأنا هروح أعمل شاي يا ماما عشان
صدعت أنا كمان واللّٰه، ومش هعمل حسابك يا سُمية عشان إنتِ واكلة شوكولاته حلاوة
خطوبة رانيا أختك صح!
- استني يا زينب نرغي شوية، اللّٰه هقعد
أكلم نفسي! أما أروح أحسن أشوف مين تاني معرفش بخطوبة أختي وأفرسه وأقول له.
**
فضلت طول اليوم عمالة أفكر هقول إيه
لبابا وأفاتحه إزاي بموضوع هدى أختي! فضلت أدعو ربنا وأترجاه يوفقني ويساعدني
وأعرف أقنع بابا، أول ما رجع من المسجد بليل عملت له فنجان قهوة ودخلت له.
- بابا حبيبي فاضي نتكلم شوية؟
- تعالي يا زينبُ.
- تصدق يا بابا مفيش حد بيقول لي يا
زينبُ غير حضرتك! ربنا ما يحرمني منك يا أجمل وأطيب وأغلى وأحلى وأوسم أب في
الدنيا.
- التشريفة الطويلة دي وراها حاجة صح؟
- صح دائمًا كده كاشفني يا حاج، اتفضل
القهوة الأول قبل ما تبرد، احمممم وتم بحمد اللّٰه تهريب قطعة شوكولاته في الخباثة
اتفضل أهي بس بلاش ماما تسمع بالصفقة دي عشان ممكن أتعرض للاغتيال، سُكرك مظبوط
الحمد للّٰه وكله تمام ودي حتة صغيرة مش هترفعه إن شاء اللّٰه.
- هاتِ بسرعة قبل ما ماما تطب علينا،
بس إيه الرضا ده كله؟ هاتِ ما عندك يا فتاة..
- بصراحة الموضوع مش خاص بيَّ، ده
يخُص هدى.. فيه عريس كويس جدًا جدًا جدًا واللّٰه وابن ناس جدًا جدًا عايز يتقدم
لها.
- مش عايز كلام في الموضوع ده!
- يا بابا حضرتك مش ظالم وإنسان تقيّ
وبتخاف ربنا وبتنفذ أوامره والنبي عليه الصلاة والسلام قال "إذا جاءكم من
ترضون دينه وخُلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبير" إزاي
بقى حضرتك هتسمح بظلم بيّن زي ده؟
- يا بنتي حاشا للّٰه، واللّٰه أنا
خايف على مشاعرك إنتِ.
- يا بابا واللّٰه أطمئن أنا مش
زعلانة ده نصيب، بالعكس أنا هفرح جدًا لفرحتها والفرحة هتدخل بيتنا وحضرتك هتفرح
وماما هتفرح، باللّٰه وافق بقى يا بابا، باللّٰه عليك واللّٰه هدى قاعدة على
أعصابها، والولد كويس جدًا يا بابا ومحترم وتقيّ حافظ على هدى ومكانش بيرضى يكلمها
وكان بيخلي أخته تطلب من هدى كل شوية إنه يتقدم وهي كنت بتأجل الموضوع عشان بتخاف
إنه يتقدم وحضرتك ترفضه، يا بابا باللّٰه وافق ده فرصة كويسة جدًا وهدى بدأت تتعلق
بيه كفاية إنه جدع وشهم زي حضرتك، ولو وافقت هتقعد معاه وتتأكد بنفسك، باللّٰه قول
موافق بقى يا بابا.
- لا اله إلا اللّٰه، أقول إيه بس؟
اللّٰه المستعان ما إنتِ مظبطة كل حاجة وحبستيني في خانة اليّك!
- يعني موافق بجد؟
- على بركة اللّٰه.
- قول واللّٰهَ.
- اللّٰه اللّٰه أرجع في كلامي ولا
إيه؟
- لا واللّٰه يا حاج، سيد الرجال ميرجعش
في كلامه أبدًا.
- معرفش إزاي بتغلبيني كده، ربنا
يبارك فيكِ ويسعدك ويفرحني بيكِ يا أول فرحتي.
- طول ما حضرتك فوق رأسنا كده أنا مش
عايزة حاجة من الدنيا واللّٰه يا بابا ربنا يبارك لنا فيك وفي ماما ويحفظكم يارب.
تاني يوم وأنا راجعة من الشغل وطالعة البيت كالعادة قابلت طنط أمينة جارتنا على السلم، خاطبة المنطقة والمناطق المجاورة.
- أهلًا أهلًا بِـ ست العرايس، أنا كنت عندكم فوق أطلعي بقى لماما تبشرك يا حلوة وأبقوا ردوا عليَّ..
هزيت رأسي وطلعت البيت، وأنا عمالة اتمتم وأدعو ربنا يصبرني، وماما استلمتني طبعًا أول ما دخلت.
- طنطك أمينة جايبة لك عريس يا زينب.
- يا اللّٰه، الرحمة ياربنا يا ماما طنط أمينة تاني حرام واللّٰه أومال لو مكنتيش عارفة أكتر واحدة باللي حصل لي بسببها وبسبب العرسان اللي بتجيبهم.
- واللّٰه لأ ده لأ إن شاء اللّٰه هو ده المرة دي هتظبط وكل حاجة هتبقى كويسة.
- يا أمي اتلطفي بحالي واللّٰه مبقيتش قادرة اتحط في موقف تاني زي اللي بيتعمل فيَّ كل مرة.
- عشان خاطري فرحيني بيكِ أنا وأبوكِ يا بنتي.
- وهو أنا مش عايزة أفرحكم يا ماما؟ بس دي مش بيجي من ورارها خير يا ماما وحضرتك عارفة كده كويس!
- واللّٰه لأ المرة دي عريس زي الفل عشان خاطري وافقي عشان أقول لأبوكِ.
- طب موافقة بس بشرط، هو كده كده الموضوع مش هيمشي بس هوافق عشان ترتاحي، بس بعدها لو شوفت الست دي هنا متلومنيش على اللي هعمله، واللّٰه يحب المحسنين وأنا صبرت عليها كتير، لكن كده كفاية أوي.
- ماشي ماشي خلاص أوعدك مش هدخلها هنا تاني، بس أهدي كده عشان جايين بكرة عشان وشك يبقى رايق.
- يا ربنا، كمان متفقة على كل حاجة يا ماما! للّٰه الأمر..
**
كالعادة وافقت ودخلت أقعد وياه وأنا عاصرة على نفسي قفص لمون بنزهير، طنط أمينة والعينة اللي شبهها عمر ما يجي من وراها خير بس المرة دي كانت غير كل مرة، كان كارثة بكل المقاييس!
- اسمك زينب مش كده؟
- أيوة.
- امممم اسم تقيل كده وقديم أوي زيزي أحلى.
- زيزي مين؟
- إنتِ!
- إنتَ اسمك إيه؟
- شادي وممكن تقولي لي يا شيدو..
- امممم طيب بص يا استاذ شادي، أنا اسمي زينب زاي ياء نون باء، بتعرف تنطقها على بعضها ولا أجيب لك طفل من الشارع يعلمك تنطقها صح؟
- إنتِ اجرسف أوي ليه كده! أنا بحاول أخليكِ تفكي مش أكتر تيكيت ايزي يعني!
- افُك! اممممم، ممكن اسأل حضرتك سؤال نفسي اسأله من أول ما قعدت بصراحة.
- جو أون نو بلروبلم..
- هي اللي في رقبتك دي سلسلة ولا أنا فاهمة غلط؟
- ياااااب دي سلسلة شيري صاحبتي جابتهالي في البيرث داي ماين، الشهر اللي فات..
- لا لا لا ثواني معلش عيد الكلام تاني كده؟ عشان مكنتش مركزة، إنتَ قُلت شيري صاحبتك صح؟
- يااااب آي تولد يو..
- يا ما شاء اللّٰه، بحترم الناس الدُغري اللي مش بتخبي حاجة دول واللّٰه.
- تانكس بيبي..
- لأ زينب، ز يـ ن ب، بيبي دي خليها لشيري، عشان منزعلش من بعض يا استاذ شادي، إنتَ متجوزتش شيري ليه؟ اعذرني لو كنت بحشر نفسي في خصوصياتك وبتطفل عليك، بس أنا ممكن أبقى خطيبتك ومن حقي اسأل وكده.
- اوك نو بروبلم، أنا الريدي كنت عايز أتجوزها بس هي رفضت عشان بتتخنق من القيود وكده، بس تيكت ايزي طالما احنا مع بعض في كل الأحوال..
- مع بعض ازاي؟
- أنا وهي عايشين في نفس البيت، أنا أوبن مايندد جدًا عشان لو هتستغربي ولا حاجة، ومليش في الرجعية والتخلف ده، وبصراحة إنتِ عجبتيني جدًا ومعنديش أي مشكلة تمنعني إني أتجوزك، بس محتاجين نغير شوية في استايل لبسك الخنيق ده يو آر كيرڤي آند سو هوت بس إنتِ مش مبينة ده، اتس لايك امممم بصي أصل مستحيل أخرج معاكِ باللبس ده!
- نزل رجلك دي.
- وات يو ساي؟!!
- بقول لك نزل رجلك وأقعد عدل، بدل ما أخلع الشوذ اللي في ماي ليج وأنزل بيه على يور هيد يا مستر شادي!
- إنتِ ازاي تتكلمي معايَّ كده يور آر كريزي ولا إيه؟
- أنا أقسم باللّٰه ماسكة نفسي بالعافية عشان لو أبويا سمعك هيخليك تخرج من هنا على أربع أجزاء، فَـ وطي صوتك واتكلم بأدب يا أوبن مايندد يا نايتي، كلمة كمان وهخزأ لك عينك اللي بتبرق لي بيها دي، عارف أنا عمري ما ضربت راجل في حياتي، بس في حالتك إنتَ ممكن أعمل اكسبشن ولا أقول لك مش هعمل كده لأ، أصل مش أول مرة هفكر أضرب فيها راجل هضربك إنتَ، أصل فين الراجل اللي هضربه ده؟ وحاجة كمان أنا مبسوطة جدًا من صراحتك، بس للأسف ولا للأسف ليه للفرحة العارمة اللي أنا فيها دي أنا عندي مليون سبب يمنعوني أتزوج شخص زيك، أطلع برا، يا بابا يا بااااابا..
- فيه إيه يا زينب؟
- العريس عايز يمشي، استنى خد معاك الورد والشوكولاته وطنط أمينة عشان احنا بنام بدري.
**
شكله واسلوب
كلامه كانوا سبب كافي إن محدش يسألني عن رأيي، لأن كل حاجة كانت واضحة وضوح الشمس،
حتى ماما معرفتش تحط عنيها في عيني عشان شافت بعنيها الموقف اللي هي حاطتني فيه!
نزلت تاني يوم الشغل وانا مضايقة ومش طايقة نفسي لدرجة إني ضربت طالب عندي في
الفصل وكانت أول مرة أعملها ومحصلتش قبل كده، وندمت جدًا بعدها ونويت تاني يوم
أجيب هدية للولد واعتذر له قدام زمايله لأنه يا حبيبي معملش حاجة أنا اللي ظلمته
وهو ملهوش ذنب، بالفعل روحت الشغل وأنا ناوية أصالح الولد وجبت له شوكولاته، وقفت
في الطابور الصبح أدور عليه ملقتهوش، بعدها بشوية كنت قاعدة في أوضة المُدرسات
لاقيت الدادة روحية جاية تقول لي المديرة عايزاكِ حالًا في المكتب، معرفش ليه قلبي
اتقبض، قومت معاها وروحت أول ما دخلت مكانتش لوحدها كان معاها شخص غريب أول مرة
أشوفه في المدرسة!
- السلام عليكم، حضرتك طلبتيني يا
استاذة وفاء، خير؟
- اقعدي يا استاذة زينب، إنتِ ضربتي
حد البارح من طلبة سنة رابعة؟
- أيوة حضرتك حصل وكنت جاية...
- ليه؟ مين سمح لك تضربيه؟ وهو أصلًا
معملش حاجة كمان؟
- مين حضرتك؟
- أهدى يافندم، ده أستاذ وسيم ولي أمر
خالد يا زينب.
- أنا عارفة إنه معملش حاجة وأنا عشان...
- يعني عارفة إنه معملش حاجة وكمان
تضربيه! إيه البجاحة وعدم تحمل المسئولية دي؟! إنتِ تعرفي ظروف الطفل ده عشان
تسببي له رعب بالشكل ده، الولد مريض نفسيًا وبيتعالج ونقلته من مدرسته القديمة
عشان كان رافض يروحها، وإنتِ جاية بكل بساطة تضربيه من غير سبب، مين سمح لك؟
- بجاحة وعدم تحمل للمسئولية؟!
- وقلة احترام كمان!
- لو سمحت احترم نفسك واتكلم بأدب.
- أنا مؤدب غصب عنك، إيه أربع إيدي
كمان بدل ما تضربيني؟!
- واضح جدًا إنك مضايق وزعلان عشان
الطفل وأنا مقدرة ده جدًا ومش راضية أخد أي موقف عشان عارفة إني غلطانة، لكن مش
هسمح لك أبدًا تقلل احترام معايَّ، أنا فعلًا غلطت لما ضربته، وده مش اسلوبي أبدًا
ولا عمري عملت كده وتقدر تتأكد من ابنك، وعشان حسيت إني غلطت جبت له هدية وكنت
ناوية اعتذر له قُدام زمايله عشان ميزعلش وأنا لسه عند كلامي ومش هغيره، بس مفيش
تعامل معاك نهائي لحد ما تعرف تتكلم كويس وتنتقي ألفاظك، بعد اذنك يا استاذة وفاء.
- يبقى أحسن برضو، لو مفيش تعامل
نهائي هكون ممنون جدًا.
- واضح إنك مُصر تقلل احترام، و ده
يخليني اتمسك أكتر برأيي.
- استني هنا، الولد معايَّ برّا في
العربية، تروحي تجيبي الهدية وتيجي تعتذري زي ما قُلتِ وإلا متلوميش حد غير نفسك!
- كفاية يا جماعة كده، طب اعملوا ليَّ
أي اعتبار أو خاطر حتى؟
- مش شيفاه بيتكلم ازاي؟
- مش شيفاها بتتكلم ازاي؟
- إنتوا الاتنين غلطانين، اتفضل يا استاذ وسيم هات خالد وتعالى وياريت تهدى شوية عشان الطفل يرضى يدخل معاك،
روحي يا زينب هاتي الهدية وتعالي، احنا في انتظارك.
- أستاذة زينبُ أهلًا ازيك عاملة إيه؟
- مين أنا؟ احمممم أيوة الحمد للَّه كويسة، ازيك حضرتك؟
- احنا كويسين جدًا على فكرة بس زعلانين منكم وجايين نسحب الملف بتاع خالد من المدرسة دي خلاص مش عايزين نيجي هنا تاني!
- ليه كده يا خبر؟ لأ مش هينفع وبعدين مين اللي هياخد الهدية اللي أنا جبتها لخالد؟
- هدية؟ هدية إيه؟
- هدية كده أنا جبتها له عشان هو زعلان مني.
- زعلان، أيوة احنا فعلًا زعلانين منك ومش هنكلمك خالص صح يا خالد؟
** لاقيت الولد بيحرك رأسه بمعنى إنه أيوة زعلان! اسلوبه في إدارة الحوار كان عظيم وأذهلني..
- احمممم يعني مش ممكن تسامحوني أبدًا أبدًا يا استاذ وسيم؟
- اممممم ممكن بس بشرط واحد!
- إيه هو الشرط؟
- تعتذري لخالد في الفصل قُدام زمايله كلهم عشان هو ولد لطيف ومؤدب جدًا ومش بيعمل أي تصرفات وحشة، ومكنش يستحق اللي حصل له! صح يا خالد؟
** لتاني مرة لاقيت الولد بيحرك رأسه وموافق!
- صح فعلًا عندك حق، هو ولد لطيف جدًا ومؤدب جدًا ومحبوب وزمايله كلهم بيحبوه، وأنا كمان بحبه ومكنتش أقصد أزعله، وموافقة إني أعتذر له دلوقت قُدام زمايله في الفصل، أنا عندي حصة دلوقت في فصله، ممكن نروح هناك عشان أعتذر له قدامهم؟
- استني حضرتك هسأله..
** لاقيته في ثواني نزل على ركبته وبيبص لخالد وهو بيبتسم له، إيه رأيك يا بطل؟ موافق؟ هي كمان طلعت شجاعة زيك ووافقت إنها تعتذر عشان هي غلطت وزعلتك، المفروض نقبل اعتذارها، هااا موافق؟
- أيوة يا عمو وسيم موافق.
- عمو!!
- اتفضلي يا استاذة زينبُ قُدامنا على الفصل!
- الفصل آها أيوة اتفضلوا.
بعد الحصة ما خلصت وأنا خارجة لاقيت وسيم عم خالد واقف منتظرني برّا قُدام الفصل وعايز يكلمني..
- أنا آسف عشان الاسلوب اللي كلمت حضرتك بيه ياريت تقبلي اعتذاري.
- مفيش مشكلة حصل خير، هو حضرتك مش والده؟
- لأ، أنا عمه، خالد باباه ومامته ماتوا في حادثة من ١٠ شهور، ورفض يرجع المدرسة تاني وحالته النفسية كانت متحطمة ودي تاني مدرسة يروحها، وبقالي فترة بحاول أبني معاه علاقة صداقة وأحببه هنا في المدرسة وإنتِ جيتي هديتِ كل حاجة.
- أنا آسفة بجد واللّٰه مكنتش أعرف حاجة ياريت كان فيه تواصل معانا هنا في المدرسة أكيد كُنا هنساعدك، اللّٰه يرحمهم يارب، أنا بجد بعتذر من قلبي وآسفة جدًا جدًا أنا عمومًا واللّٰه مش بضرب خالص ولا عمري عملت كده بس للأسف غلطة ومش هتتكرر تاني إن شاء اللّٰه وهكون مبسوطة لو قدرت أكون سبب إنه يتخطى الحالة دي، أنا عارفة إنه كرهني، بس هحاول إني..
- لا خالص هو مش بيكرهك، دا بيحبك جدًا وشايفك جميلة، لأ مقصدش اللي فهمتيه واللّٰه أنا مش بعاكسك، افهميني اللّٰه يكرمك، إنتِ شبه مامته وكان بيجي يحكي عنك دائمًا واللي زعله بالشكل ده إنك إنتِ اللي ضربتيه لو كان حد تاني ضربه مكنش هيزعل بالشكل ده، هو بيحبك جدًا لو كان بيكرهك مكنش هيقبل يجي هنا تاني ولا كان هيقبل اعتذارك ولا يفرح أوي كده بهديتك.. أنا آسف واللّٰه مقصدش أخليكِ تبكي!
- لأ أبدًا محصلش حاجة أنا اللي آسفة وأوعدك إني أحسن علاقتي بيه جدًا، ويارب أقدر أساعده.
- شكرًا لحضرتك جزاكِ اللّٰه خيرًا بجد مش عارف أقول إيه!..ممكن اطلب من حضرتك طلب؟ ممكن رقم تليفونك؟ لو مش هينفع أنا مُتقبل ده جدًا بس أنا مش هتعامل معاكِ نهائي أنا هخلي جدته هي اللي تكلمك..
- ينفع رقم البيت؟
- أكيد ينفع، ممكن تكتبيه هنا... شكرًا، بعد إذن حضرتك فرصة سعيدة جدًا.
**
كانت أول وأخر مرة أشوفه، إنسان غريب بمعنى الكلمة، عامل زي البرق بينور المكان ويمشي في ثانية، فات ٣ شهور وبقيت بتواصل مع جدة خالد في التليفون واتصاحبنا أنا وهي وبقت علاقتنا حلوة جدًا، وعلاقتي أنا وخالد أجمل بكتير مما كنت أتخيل، وهدى أختي اتخرجت من الكلية وحددوا فرحهم، وأخدنا الأجازة وجدة خالد كانت بتيجي كل أسبوعين تزورني في البيت وتجيب خالد معاها عشان ده كان طلبه وهما مكنوش بيحبوا يرفضوا طلباته خصوصًا لو حاجة هتفرحه، كنا قاعدين سوا لاقيت ماما بتتكلم فجأة ومش فاهمة هي جابت الكلام ده منين!
- واللّٰه يا أم وسيم أنا عايزة اشتكي لك في زينب بنتي دي غلبتني معاها.
- ليه بتقولي كده يا أم زينب؟ دي بلسم واللّٰه تتحط على الجرح يطيب.
- عارفة واللّٰه يا حبيبتي، بس نفسنا بقى نفرح بيها..
- إيه يا ماما الكلام ده؟
- أهو اتفضلي كل ما افتح لها الموضوع تعمل كده ومش عاجبها حد عمالة ترفض ترفض كل شوية، حتى العريس اللي كان هنا أول البارح ده أتقدم لها أربع مرات ومش راضية تقعد معاه، واللّٰه مش عشان بنتي بقول كده، بس لو أنا كان عندي ابن مش هتمنى له عروسة أحسن منها أدب وجمال وذوق وفهم وتديُن وحاجة تشرف.
- فعلًا واللّٰه ما شاء اللّٰه صادقة في كل كلمة ربنا يبارك فيها ويسعدها و يرزقها باللي يستاهلها.
- هو أنا ينفع أخطبك يا مس زينب ولما أكبر وأبقى في سنك نتجوز؟
- يا خبر وأنا مش هلاقي عريس أحلى منك ليها يا حبيبي بس هي صغيرة شوية عليك يا خالد..
- ماما لو سمحتي بابا كان عايزك جوا اتفضلي روحي له.
- آها أيوة، طب عن إذنكم يا جماعة..
- إنتِ ليه مش موافقة على العريس يا زينب؟
- نصيب يا طنط نصيب، هو مش مناسب، مفيش حد مناسب لو كنت لاقيت الإنسان اللي هطمن على نفسي معاه كنت هوافق.
- طب ما هو لازم تقعدي معاه عشان تعرفي اذا كان مناسب ولا لأ!
- أيوة إن شاء اللّٰه.
- هتقعدي معاه يعني؟
- أيوة عشان ماما متشتكيش لحد تاني.
- طيب يا حبيبتي احنا هنمشي بقى ونشوفك المرة الجاية.
- ماشي يا طنط مع السلامة، مع السلامة يا خالد هتوحشني.
**
دخلت وأنا متعصبة عند ماما عشان أفهم منها هي عملت كده ليه!
- إيه يا ماما الكلام اللي قولتيه ده؟
- ماله الكلام؟
- حضرتك بتكذبي يا ماما محدش اتقدم لي أصلًا!
- متقلقيش، هيتقدموا
- هما مين دول يا ماما؟
- أصحاب النصيب يا حبيبتي، أصحاب النصيب.
**
فات شهر من وقت اخر مرة كان خالد وجدته عندنا من وقتها مفيش حد منهم زارنا ولا حتى اتصلوا، فكرت أتصل بيهم أطمن على خالد، بس كنت بخاف إني اتفهم غلط، الدراسة بدأت ورجعنا المدرسة تاني، كان خالد نجح واتنقل لسنة خامسة، ولما روحت اسأل عنه، عرفت إنه مش موجود أصلًا وطلع من المدرسة ونقل مدرسة تانية، حسيت بخيبة أمل وحزن فظيع إني اتحرمت من الطفل ده بعد ما حبيته وحسيت ناحيته بعاطفة الأمومة، لو كنت تزوجت بدري كان هيبقى عندي طفل في سنه!
تمتمت بالموافقة ودخلت أوضتي وقفلت عليَّ الباب وقعدت وراه وأنا ببكي، وبصيت لفوق وأنا بدعو يارب لو ليَّ خير فيه ردُه لقلبي يارب لو ليَّ خير في وسيم اجمعنا سوا يارب اللهم إن في قلبي مُضغة تهفو إلى عبدك هذا فَاجمعنا في حلالك إن كان لي فيه خير، وفضلت أبكي، يومها بليل دخلت قعدت مع العريس، لو أقسمت إني مش فاكرة حاجة ولا فكرة كلمة من اللي سمعتها محدش هيصدقني، عقلي مكنش معايَّ مكنتش شايفة حاجة ولا فاهمة ايه اللي بيحصل!
تاني يوم كنت قاعدة في المدرسة سرحانة وبفكر ومش عارفة أخد قرار جزء مني بيقول لي وافقي لو عندك كرامة وجزء تاني بيقول لي لأ استني لسه فيه أمل! طب وبعدين هو ينفع نستنى حد مقالش إنه جاي؟ ينفع نستنى حد عمره ما طلب يكون معانا؟ حسمت قراري النهائي وقُلت لنفسي خلاص دي النهاية وافقي هو مناسب ليكِ زي ما بابا قال.
- مس زينب.
- خالد؟ حبيبي تعالى وحشتني.
- وإنتِ كمان وحشتيني أوي
- إنتَ كنت فين يا خالد وجاي مع مين؟
جاي معايَّ
- استاذ وسيم!
- ازيك يا استاذة زينب؟
- الحمد للَّه كويسة، إنتوا طلعتوا خالد من المدرسة ليه؟
- كنا مسافرين يا مس زينب ورجعنا البارح مش هنسافر تاني خلاص وهرجع هنا تاني.
- أنا مش فاهمة حاجة؟
- كنا مسافرين عشان كان عندي شغل تبع الشركة اللي بشتغل فيها في فرع دبي، وسحبنا ورق خالد عشان كنا هنستقر هناك شوية لحد ما الشغل يتظبط ونبقى نرجع تاني بس الحمد للَّه كل حاجة اظبطت في شهر ونص ورجعنا.
- آها حمد للَّه على السلامة.
- صحيح نسيت أبارك لحضرتك على الخطوبة.
- خطوبة؟ خطوبة إيه؟
- خطوبتك أخر مرة ماما كانت عندكم قُلتِ لها إنك هتقعدي مع العريس!
- لأ متخطبتش.
- يعني إنتِ دلوقت مش مخطوبة؟
- لأ مش مخطوبة!
- ولا فيه حد في حياتك؟
- مفيش!
- أنا همشي، يلا يا خالد.. أقصد بلغي والدك إننا جاين لكم النهاردة.
- ليه؟
- عشان عايز أخطبك يا زينبُ!
**
اللحظة اللي فضلت تايهة حياتي كلها عشان أوصل لها، أنا اتصدمت بمليون مطب في حياتي عشان أوصل للحظة دي، اللحظة اللي الكون كله بيسكت فيها من حواليك، وصوت قلبك وهو فرحان وإنتَ بتقول لنفسك استجاب أخيرًا استجاب، عشان تكتشف في لحظة إن الكون كله كان بيتحرك عشان يوصل لك نصيبك لحد عندك، ومش بس كده الأسباب كلها بعد ما كانت صفر، فجأة أتكونت كلها من ولا حاجة على إيد طفل صغير يتيم، فَـ جميل صبرك تاخد كمان عليه جزاء وهدية عبارة عن طفل صغير محتاج لك في حياته ومتبقاش عارف هو اللي محتاج لك ولا إنتَ اللي محتاج له!
اتجوزت أنا وهدى أختي في يوم واحد كانت فرحة عمر ما حد فينا يتخيلها، فرحة من ولا حاجة من غير أسباب ولا ترتيبات فرحة محدش يقدر يسببها غير مُسبب الأسباب، فرحة تخليني أبقى مؤمنة إن لما العقدة تشتد والأسباب تنتهي يبقى هو ده الوقت عشان المعجزة هتحصل وصاحب الأمر يقول له كن فيكون، المهم متفقدش إيمانك ومتبطلش تتدعو لأنه هيستجيب حتى لو الأسباب كانت صفر، عشان الدعاء بيعيد ترتيب المشهد في أحلى صورة.
Kommentare
Kommentar veröffentlichen