حكاوي بالعامية
أسماء شميس
أول ما دخلت الشغل الصبح لاقيت علبة صغيرة على كرسي مكتبي ملفوفة في ورق هدايا، قربت أخدتها وفضلت أدور على أي حاجة تدل مين صاحبها ملقيتش حاجة خالص، كان معايا زمايلي في الشغل بس كل واحد مشغول في الورق اللي قدامه ومحدش مركز معايا، قعدت على مكتبي ومسكت العلبة وشيلت الورق من عليها وفتحتها، لقيت جواها سلسلة فضة في آخرها وردة صغيرة كان شكلها حلو أوي، رجعت السلسلة في قلب العلبة تاني وأنا بحطها انتبهت إن فيه كارت جوا العلبة طلعته عشان أشوف اللي مكتوب عليه، لاقيته مكتوب فيه :
" ملقيتش هدية ألطف من دي أقدمها لك عشان تكون بداية تعارفنا، أنا منتظرك بعد الشغل في الكافيه اللي تحت المكتب، متتأخريش".
فضلت اقرا في الورقة وأعيد وأزيد الكلام في دماغي كل شوية، هي لافتة جريئة ولطيفة بس حسيت بخيبة أمل معرفش ليه!
يمكن كنت عايزة أشوف اللي عمل كده، كنت حابة إنه يحاول يكلمني الأول يخليني أوافق بطريقة أحلى من دي، معرفش بس حسيت إنه بيفرض عليَّ حاجة وبيحطني قدام الأمر الواقع، مش هروح، ومش عايزة أعرف هو مين.
خلصت شغل في المكتب ونزلت، كنت خايفة رجلي تخوني وتأخدني على الكافيه، مشيت بسرعة وقفت تاكسي وركبت ورجعت البيت، أول ما دخلت البيت لاقيت بابا بينادي عليَّ
- أُمنية إنتِ جيتي؟
- أيوه يا بابا
- حمدللّٰه ع السلامة يا حبيبتي، اتصلي بحسام أخوكِ شوفيه خلص كلية ولا لأ عشان نتغدى سوا كلنا
- حاضر يا بابا ♡..
قعدنا كلنا نتغدى وأنا بالي مشغول، وعمالة اسأل نفسي يا ترى لسه بيستناني ولا مشي؟ يا ترى أصلًا هو مين؟ هو أكيد زميلي في المكتب، بس مين فيهم دول تسعة! وأكيد دكتور أشرف مش هيعمل الحركة دي معايا دا من سن بابا ومتجوز أصلًا، طب مين؟
- مين إيه يا أُمنية؟ إنتِ مش بتأكلي ليه يا حبيبتي؟
- هااا؟ أيوه يا بابا باكل اهو
- كان عندك محكمة النهاردة؟
- لأ الشغل كان كله في المكتب النهاردة، بس هروح المحكمة بكرا بدري وهفضل اليوم كله هناك فَـ هعدي على المكتب الأول أخد كم ورقة من هناك وهطلع ع المحكمة.
- يابني سيب تليفونك ده وكُل بقى، أنا بعد كده هصدر أمر مفيش تليفونات على الأكل، عيب كده اتكلم معايا أنا وأختك.
- يا بابا بتفق مع أصحابي عشان هننزل بليل.
- وطبعًا هتتأخر!
- هنسمع ماتش على القهوة، تعالى معانا يا بابا.
- أيوه يا بابا أخرج معاهم غير جو يا حبيبي.
- لا يا ولاد أخص عليكم أخرج وأسيب أمكم لوحدها ومين يسمع الست وهي بتغني، أنا ولا ليلة نزلت بليل واتاخرت برا وسيبت أمكم لوحدها هنزل واسيب البيت فاضي كده!
- اللّٰه يرحمها يا بابا ♡
- يعني مش هتيجي معانا؟
- لأ ، ومتتاخرش سيادتك برا عشان الجو برد بليل ماشي يا حضرة الدكتور حسام
- تمام يا أفندم حبيبي يا بابا ♡
- رايحة فين يا بنتي؟ إنتِ مأكلتيش!
- لا حبيبي شبعت أصل كنت اكلت ساندوتش في المكتب، هعمل الشاي، ولا تحب اعملك قهوة يا بابا؟
- ماشي يا حبيبتي اعملي قهوة.
- وأنا شاي يا أُمنية بقى معاكِ ولو عندك كيك من اللي بتعمليه ده يبقى مية مية ♡
- لا مش هجيب لك طبعًا
- شفت يا بابا بنتك القاسية، قلبي اهاااا
- هههههههههههه ربنا يحفظكم ويبارك لي فيكم ياولاد، ومتجبيلوش حاجة يا أُمنية
- بقى كده الأب بنته، شكرًا يا مصر شكرًا.
خلصت اللي ورايا ودخلت أرتاح في أوضتي، لاقيت تليفوني بيرن كانت كريمان صاحبتي وهتفضل ترغي لحد تاني يوم عملته صامت وفضلت قاعدة على السرير مش عارفة أنام ولقيتني بفكر غصب عني في اللي كان مستنيني النهاردة ورفضت طلبه!
تاني يوم الصبح نزلت المكتب بدري عن امبارح، سلمت على زمايلي ودخلت مكتبي بسرعة ملقيتش حاجة! دخلت دورة المياه اغسل وشي وطلعت ببص ناحية الكرسي لاقيت علبة زي امبارح فتحتها بسرعة لاقيت انسيال شبه السلسلة بالظبط ونفس الورقة مكتوب فيها هستناكِ النهاردة.
حطيت علبة الانسيال في درج المكتب مع علبة السلسلة، أخدت الورق ومشيت عشان كان عندي محكمة، مخلصتش غير الساعه ٣ ونص، وقفت تاكسي عشان ارجع البيت، وانا في نص الطريق قلت للسواق على عنوان المكتب، مقدرتش أمشي النهاردة كمان، كنا الخميس ومكنتش هرجع الشغل غير يوم الأحد، نزلت من التاكسي وطلعت المكتب جبت العلبتين، ونزلت تاني.
دخلت الكافية وأنا بقدم رجل وبأخر رجل وعايزة أمشي مرجعش تاني، دخلت، معرفش كنت بدور على مين؟ قعدت على ترابيزة فاضية، لسه ببص في ساعة التليفون....
- متأخرة يوم وساعة ونص وأربع ثواني على فكرة!
- كرم! .... استاذ كرم!
- ممكن أقعد؟
..
- اعتبر سكوتك ده إنه ايوه اتفضل اقعد! طيب شكرًا.
- هو إنتَ اللي....
- اللي إيه؟
- الهدايا دي إنتَ اللي جبتها؟
- أيوه أنا ☺
- ليه؟
- بصراحة مكنتش عارف ابدأ ازاي وأكلمك خصوصًا يعني إن عمرنا ما اتكلمنا قبل كده، بنشوف بعض صدفة وأنا جاي لبابا المكتب وبس بصراحة ملقيتش حاجة أحسن من كده عشان أفتح معاكِ الكلام
- كلام إيه؟
- أنا مُعجب بيكِ يا أُمنية، وحابب إننا نتعرف على بعض، ومن خلال اللي عرفته عنك إنك مش مرتبطة ولا مخطوبة رسمي حتى، صح؟
- وبعدين؟
- فَـ كنت حابب إننا نتعرف على بعض، وبطلب منك الفرصة دي
- إنتَ عارف أنا جيت النهاردة ليه؟
- عشان تشوفيني ♡
- هو أنا مكنتش أعرف مين ولا توقعت إنك إنتَ، بس جيت عشان أرجع لك هداياك وأقول لك إنها مش حاجة لطيفة زي ما إنتَ مُتخيل، كان ممكن توقف قدامي بكل هدوء وتعرفني شخصك وتقول الكلمتين دول من البداية، لكن الحركات دي مش لطيفة ولا حاجة زي إنتَ مُتخيل، اتفضل، وبالنسبة لطلبك لأ مرفوض، بعد إذنك.
..
قومت ومشيت وهو مذهول من غير ما أعطي له أي فرصة، رجعت البيت، عملت الروتين اللي بعمله كل يوم، بليل لاقيت تليفوني بيرن برسالة، فتحتها عشان أشوف مين!
" على فكرة إنتِ كنتِ عصبية جدًا ومدتنيش فرصة حتى أعبر عن نفسي، بس أنا مش هيأس وهحاول كل يوم، إني اكسب اهتمامك، وانا زي بابا على فكرة عمر ي ما بخسر قضية بالذات لو كانت تخص قلبي، تصبحي على خير".
هو! طبعًا مش هسأل هو جاب الرقم منين لأنه سهل جدًا يجيبه، حضرة وكيل النيابة ابن دكتور أشرف صاحب المكتب اللي أنا بشتغل فيه، مش محتاجة تفكير يعني، بس غصب عني كنت ببتسم وفرحانة معرفش عشان رسالته ولا عشان في حد بيفكر فيَّ وبيحاول يبين إهتمامه!
بداية أسبوع جديد، نزلت الشغل، كالعادة دخلت المكتب بوكيه ورد أحمر، وعليه كارت، مكتوب عليه.. ممكن فرصة!
أخدت الورد ورميته في الباسكت وزمايلي ماليهم الفضول والاستغراب، كملت اليوم عادي وخلصت شغلي ومشيت، تاني يوم لاقيت بوكيه زي اللي قابله وكارت مكتوب عليه.. طب ممكن كلمة!
عملت زي المرة اللي قبلها، في الباسكت، وكملت اليوم عادي، تالت يوم نفس الحوار بس كاتب على الكارت.. طب ممكن نظرة!
هو مجنون؟!
رابع يوم لاقيته مكرر نفس السيناريو وكتب لى على الكارت "طب ممكن ابتسامة"!
لاقتني ببتسم، هو فعلًا مجنون دا أكيد يعني!
اليوم الخامس طالعة المكتب لاقيته في وشي
- اتخضيتي ليه كده!
- لو سمحت عديني، ميصحش اللي إنتَ بتعمله ده.
- يا أُمنية غلبتيني معاكِ
- على فكرة يا حضرة وكيل النيابة إنتَ مش صغير عشان أروح اشتكي فيك لوالدك اللي أنا شغالة في مكتبه، لو سمحت سيبني في حالي
طب أوعدك إنك لو جيتي معايا الكافية دلوقت نشرب قهوة ونتكلم عشر دقايق بس، مش هضايقك تاني، ممكن!
..
- شكرًا إنك قبلتي طلبي ☺
- عشان مكنتش عايزاك تزعجني تاني بس
- أُمنية هو أنا مُزعج بجد! يعني بجد متضايقه مني؟
- أيوه
- أنا أسف بجد، طب ممكن تديني فرصة عشان اثبت لك اني مش مزعج خالص و مش هضايقك واللّٰه.
- ليه؟
- عشان نتعرف على بعض زي ما قولت لك قبل كده.
- وبعد ما نتعرف على بعض!
- وقتا هنبقى في مرحلة تانية هنختار ونقرر نكمل مع بعض ونرتبط أو نبعد، أنا مش هفرض عليكِ حاجة بس كل اللي طلبه منك فرصة وبعد كده اعملي اللي إنتِ عايزاه.
- ليه أنا؟
- وليه مش إنتِ!
- أنا اللي بسأل!
- عشان انا مُعجب بيكِ إنتِ، عنيا بتحب تشوفك، ممكن تدينا فرصة يا أمنية؟
..
- مقولتيش لأ يبقى بتفكري صح!
- أنا همشي عشان اتأخرت على الشغل.
- أُمنية
- نعم؟
- هتدينا فرصة؟
- هفكر..
- طيب.
- بعد اذنك.
..
مكنتش عارفة افكر، كنت عايزة ارجع تاني اقول له ايوه موافقة، معرفش انا اتجننت انا كمان ولا إيه! بس الاحساس اللي ببقى حاسة بيه وأنا بكلمه كان بيخليني عايزة أشوفه واسمعه وأبص له وهو بيكلمني وبس.
بالليل لقيته باعت لي رسالة،
- نمتي؟
- فيه حاجة؟
- فكرتي!
- لسه..
- وهتفكري إمتى؟
- لسه بفكر.
- طب هتاخدي قرار إمتى؟
- لما اخلص تفكير.
- أُمنية
- نعم!
- تصبحي على خير♡
..
حسيت بخيبة أمل، كنت حابة نفضل نتكلم وقت أطول، كل يوم قبل ما أنام كان بيبعت لي رسالة يقول لي تصبحي على خير، لحد ما الأجازة خلصت ونزلت الشغل تاني على أول الأسبوع، قابلته وأنا داخلة المكتب
- ازيك يا أُمنية
- الحمدللّٰه كويسة، وإنتَ؟
- الحمدللّٰه كويس، أنا كنت جاي لبابا بستشيره في حاجة، لحسن تقولي إني جاي بزعجك ولا حاجة.
- مكنتش هقول كده، بعد إذنك.
- فكرتي؟
- هرد عليك بليل.
- طيب، أنا همشي.
- مع السلامة ♡
..
خلصت شغل ورجعت البيت، أول ما خلصت اللي ورايا دخلت أوضتي لاقيت تليفوني بيرن
- ايه يا ست هانم سنة عشان الواحد يعرف يوصل لسيادتك؟
- كريمان حبيبتي عاملة إيه وحشتيني واللّٰه
- لا ماهو واضح أوي.
- يا بنتي واللّٰه وحشتيني رجعتي من السفر؟
- ايوه رجعت أنا ومجدي امبارح وهنسافر الأسبوع الجاي تاني لازم أشوفك ♡
- أيوه أكيد أنا كمان عايزة أشوفك ♡
- عندك أخبار حلوة؟
- الأخبار كلها عندك إنتِ، جوزك بينادي عليكِ ولا إيه؟
- ايوه بقولك هقفل دلوقت وهكلمك لما ينزل هو رايح يقابل أصحابه، هكلمك تاني متناميش
- طيب
..
قفلت معاه وخرجت من الأوضة أجيب ماية من المطبخ لاقيت التليفون بيرن تاني هي لحقت ترجع بسرعة كده
- ايوه يا حبيبتي♡
- انا مش حبيبتك.
- كرم!
- أيوه
- فيه إيه؟
- مفيش حاجة خالص♡
- أقصد يعني...
- أُمنية
- نعم!
- مش قولتي هرد عليك بليل؟
- ايوه بس مجاش في بالي إنك هتتصل!
- طب أنا عايز الرد لو سمحتي بقى
..
- أُمنية
- نعم.
- ساكتة ليه؟
- موافقة
- بجد!
- بجد..
- ياااه أخيرًا لأ مش مصدق
- أنا هقفل عشان عندي شغل بدري، تصبح على خير
- طيب طيب استني هشوفك بكرا بعد الشغل!
- ليه؟
- لما أشوفك هقول لك، متنسيش هستناكِ، متتأخريش، وإنتِ من أهله.
..
كنت فرحانة حاسة إني طايرة ومش مصدقة اللي بيحصل، تاني يوم نزلت الشغل وخلصت وطلعت على الكافيه
متأخرة نص ساعة على فكرة!
كويس إني جيت أصلًا، وعشر دقايق وهمشي عشان بابا مستنيني في البيت
وحشتيني♡
..
معرفش المفروض يتقال إيه في المواقف اللي زي دي بس إنتِ حقيقي وحشتيني وتعبتيني جدًا جدًا
- أنا تعبتك؟
- وبالنسبة لوحشتيني دي إيه؟
- مش وقتها
- شايفة كده؟
- ايوه
- طب تشربي إيه؟
- مفيش وقت عايزة أمشي عشان متأخرش، كنت عايز تقول لي إيه؟
- كنت عايز نخرج سوا
- ما أحنا خارجين أهو.
- لا نتعشى مثلًا نخرج في مكان ظريف أو نروح سينما
- مش هينفع
- ليه؟
- الحاجات دي كلها متأخر وأنا مبتأخرش برا بخلص شغلي وبرجع البيت.
- طب نتغدى سوا ؟
- للأسف دي كمان لأ الغدا بالنسبة لبابا مُقدس مينفعش حد يغيب عنه.
- طب نفطر سوا ؟
- نفطر!
- بكرا، ومتقوليش لأ أهو بدري وكل حاجة ومش هأخرك عن الشغل، موافقة؟
- طيب موافقة، هنا بكرا الساعة ٨
- لأ مش هنا، سيبيني أنا اختار المكان وأقول لك عليه، هقول لك بليل ماشي
- أنا همشي...
- خدي بالك من نفسك، مع السلامة ♡
..
بقينا نتقابل كل يوم الصبح نفطر سوا على النيل ونتكلم لحد ما عرفنا بعض، عرفنا كل حاجة عن بعض، حبينا بعض، بقالنا ٣ شهور بنخرج سوا، نتفسح نتمشى نروح سينما، عملنا حاجات كتير سوا، بقيت أحس إن حياتي قبل منه كانت حياة مملة باهتة وحياتي بعد ما بقى فيها بقت حياة بمعنى حياة ، مبقتش أتخيل نفسي من غيره ، ولا حتى عندي الجرأة إني أفكر في حياتي لو هو بطل يكون موجود فيها.
برغم إن عندي ٢٤ سنة وشايفة إني كبيرة ومسئولة عن تصرفاتي بس كنت بحس بالذنب كنت بحس إني مش صح لو كنت صح مكنتش هخبي حاجة عن بابا ولا عن أخويا، كان فيه جوايا عقدة احساس بالذنب، إني بخون بابا وأخويا، ومكنش عندي الطاقة إني اتحط في دور المُذنب الإحساس كان مُتعب..
- يعني إيه يا أمنية إنتِ عايزة تسبيني!
- مش هقدر أسيبك يا كرم وإنتَ عارف كده كويس مش هقدر أبعد عنك، إنتَ بقيت كل حياتي، أنا بس عايزاك تاخد خطوة، تيجي تتقدم، احنا بقينا متأكدين من مشاعرنا وعارفين احنا عايزين إيه ليه نأجل الخطوة دي
- أنا مبقولش نأجلها، أنا كمان عايز أتعرف على أهلك بس لازم أمهد الموضوع لبابا لأنه هيتصدم لما يعرف إني عايز أتجوزك
- عشان شغالة عنده في المكتب!
- طب وإيه المشكلة! سيبني بس افاتحه ومتضغطيش عليَّ لو سمحتي أنا نفسي أعمل ده بس مش عارف ابدأ ازاي!
بابا عقليته صعبة جدًا، ممكن تهدي وتسبيني أنا أتصرف وإن شاء اللّٰه كل حاجة هتكون كويسة، أنا همشي عشان عندي ميعاد مهم وهكلمك باليل، هتيجي معايا أوصلك؟
- لأ أنا حابة أقعد شوية مع نفسي هقوم بعد شوية.
..
كنت حاسة إني مخنوقة ولو كنت مشيت معاه كنت هعيط قدامه، فضلت قاعدة، بعدها بكم دقيقة لاقيت بنتين قاعدين قدامي وفي واحدة فيهم بتبكي والتانية بتحاول تهدي فيها
- يا سارة محدش قادر يفهمني ولا يحط نفسه مكاني أنا مش قادرة أطلعه من قلبي مش هقدر أنساه اللي بينا مكنش شوية.
- فاكرة لما قولت لك مرة إنك بتحبيه أكتر من ربنا، لأنك لو كنت بتحبي ربنا مكنتيش هتعملي كده في قلبك، ربنا حرم عليكِ تعملي كده في قلبك وتدخلي في علاقة مُحرمة وتفرطي في قلبك ومشاعرك كده بسهولة لواحد مش قادر يبذل عشانك أي حاجة ودلوقت خطب ورايح يتجوز واحدة غيرك،
فاكرة يومها يومها قولتِ لي إيه! إنتِ مجنونة ازاي بحبه أكتر من ربنا، وللأسف هو عندك في منزلة أعلى من ربنا، لو كان ربنا عندك رقم واحد في حياتك كنت هتعملي اللي يرضيه، مش اللي يرضي إنسان لا يجوز ليكِ تعملي معاه علاقة حب وتعلقي قلبك بيه وتبقي زي ورقة الشجرة مش قادرة تستحملي حاجة ولا قادرة تبعدي عنه.
- ياريتني سمعت كلامك وسيبته عشان ربنا، على الأقل كنت هعرف وقتها إني لو غالية عنده كان أتقدم لي، لكن دلوقت أديني خسرت كل حاجة مش قادرة أسامح نفسي على الخذلان اللي خذلته لنفسي.
..
- كنت قاعدة بسمع لهم وأنا في عالم تاني كنت حاسة إن ربنا بعت لي رسالة عن طريقهم، انصدمت، قومت بسرعة رجعت البيت، كنت خايفة حاسة إني مجرمة، افتكرت كل مرة عملت فيها فعل وقولت فيها كلمة مكنش من حقي اعملهم، لاقيته بيتصل بيَّ فضلت ماسكة التليفون ببص فيه مش قادرة أرد ومش عايزة، الرنة خلصت، واتصل تاني...
- أُمنية
..
- ألو
- ايوه !!
- أنا فاتحت بابا في موضوعنا ورفض بس أنا هكلمه تاني وهقنعه لحد ما يوافق.
- كرم، أنا مش عايزة أكمل.
- إنتِ بتتكلمي بجد ؟
أ- يوه، لو سمحت هقفل خلاص معنديش حاجة اقولها.
- بس ده مكنش كلامك النهاردة ! إنتِ متقدريش تعيشي من غيري أصلًا مبتحبيش حد زيي ولا هتقدري تحبي غيري يا أُمنية اسمعيني متعمليش كده ، حتى لو مقدرتش اقنعه هنستى شوية واكلمه تاني وأدينا مع بعض لحد ما كلهم يعرفوا إننا بنحب بعض.
- مش هقدر أكمل كده، الموضوع كله من البداية غلط.
- إنتِ في حد متقدملك ؟
- لأ
- مبقتيش تحبيني!
- اكتشفت إني بحب ربنا أكتر، أنا هقفل متتصلش بيَّ تاني ولا حتى تحاول تقابلني، لأني مش هقدر أكون مجرد حبيبة وخلاص مش هقدر أغضبه أكتر من كده وهو سترني كل ده.
قفلت التليفون وروحت أقعد مع بابا، أول ما شوفته قاعد مع نفسه، قلبي وجعني ودموعي خانتني وجريت أترميت في حضنه
- بابا أنا أسفة سامحني
- بسم اللّٰه مالك يا حبيبتي مش قولتي هتدخلي تنامي ؟
- كابوس يا بابا كابوس بس انتهى.
- طب أهدي يا حبيبتي أهدي ♡
- أنا أسفة يا بابا سامحني.
- أهدي يا حبيبتي أنا مش فاهم حاجة بس مسامحك أهدي يا بابا ربنا يسامحنا كلنا ♡
- بابا أنا هستقيل من المكتب ده عايزة أروح مكان تاني.
- طب ليه؟
- حاسة إني مش قادرة أروح هناك تاني مش عايزة .
- طيب يا حبيبتي براحتك اعملي اللي يريحك ♡
..
تاني يوم قدمت استقالتي من المكتب مكنش يهمني الدكتور هيفكر في إيه ولا هيقول عني إيه كل اللي همني وقتها أنا أكون مرتاحة وأحس إني عملت حاجة صح بعد كل اللي عملته في قلبي..
- ياااه يا أُمنية حصل معاكِ كل ده ومعرفش حاجة، بس عارفة إنتِ اتصرفتيِ صح يمكن اتأخرتي شوية في قرارك بس اتصرفتي صح
- تخيلي يا كريمان محاولش يوصل لي تاني أو يكلمني حتى كأنه ما صدق، وإني كنت مجرد لعبة فعلًا ومعرفش ليه حاسة إنه حتى مكلمش والده
- من رأيي يا أُمنية متفكريش خلاص في اللي عدى، الحمدللّٰه اشتغلتي في مكان كويس، خلاص انسي، كان درس واتعلمتي منه طول ما احنا عايشين بنتعلم، المهم منكررش نفس الغلط، الوقت كفيل ينسينا كل حاجة إن شاء اللّٰه هتنسيه وربنا هيرزقك بالأحسن
- مش عايزة الأحسن أنا عايزة ربنا يسامحني
- هيسامحك ويغفر لك يا حبيبتي إنتِ عرفتي غلطك وتوبتي وندمتي إن شاء اللّٰه يتقبل توبتك ♡
بقالي أربع شهور في مكان الشغل الجديد بدأت أخد على المكان وبدأت بداية جديدة..
- استاذة أُمنية؟
- أيوه أنا..
- مساء الخير، عرفت إن حضرتك اللي هتمسكي قضيتي.
- أيوه اتفضل، حضرتك دكتور يُوسف مش كده؟
- شكرًا لحضرتك، أيوه أنا
- أهلًا بحضرتك، بخصوص قضيتك إنك مأجر شقة اللي هي العيادة وماضي عقد والمستأجر قرر يفسخ العقد عشان يبيع الشقة وفيه شرط جزائي عليه وهو رافض يدفعه، تمام كده!
- بالظبط.
- وحصل تعدي على المكان والتمرجي اللي عند حضرتك اتصاب وأتعمل محضر بالواقعة.
- ايوه....
- طب حضرتك متقلقش بإذن اللّٰه هيتحكم في القضية في جلسة واحدة، وعلى ما اعتقد هتمشي من العيادة.
- ايوه دا لازم مش هينفع استمر فيها.
- تمام، إن شاء اللّٰه هعرف كل التفاصيل وهبلغ حضرتك بميعاد الجلسة وهخلي السكرتارية تبلغلك الميعاد عشان تكون موجود في المحكمة.
- إن شاء اللّٰه، بعد اذنك.
..
بعدها بكم يوم كان عندي جلسة المحكمة الخاصة بدكتور يُوسف والقاضي حكم له بالتعويض وانتهى الموضوع على خير♡
- شكرًا لحضرتك بجد يا استاذة أُمنية.
- مبروك يا دكتور هي القضية مكنتش صعبة الحمدللّٰه ربنا كرمنا.
- ممكن اسأل حضرتك سؤال ؟
- اتفضل
- إنتِ مرتبطة؟
- لأ
- طب ممكن رقم والدك ؟
..
- لو مش موافقة مفيش مشكلة !
- لأ أبدًا اتفضل اهو
- شكرًا لحضرتك بعد اذنك ♡
..
كل اللي جه في بالي وقتها، إني قولت لنفسي شوفتي اللي عايز يتعرف على حد بيعمل إيه! بيدخل البيت من بابه.
بعدها بكم يوم كان يُوسف عندنا هو وأهله اتقدم لي واتخطبنا، ايوه وافقت عليه إيه الفرق بينه وبين كرم! هيبقى كل حاجة قدام أهلي وبعلمهم مش من وراهم، اتخطبنا خمس شهور واتجوزنا بعدها، كانت حياتنا روتينية شبه ناس كتير، كان كل تصرف يوسف بيعمله معايا كنت بقارنه بكرم، لحد في يوم ما لاقيت نفسي بقول له :
- بس هو كان بيحبني أكتر منك
- بتكلميني يا أُمنية؟
- أنا! لأ .. افتكرت حاجة بس
- طب تعالي يا حبيبي اقعدي عايز اتكلم معاكِ
- خير فيه حاجة؟
- إنتِ مبسوطة معايا؟
- ليه بتقول كده؟
- أنا عارف إن حياتنا شبه حياة ناس كتير، متجوزناش عن قصة حب، شوفتك عجبتيني طلبتك للجواز، وعرفتك أكتر بعد ما اتخطبنا وكل يوم بتعرف عليكِ أكتر وبحب أعرف عنك كل حاجة لكن إنتِ لأ معندكيش أي فضول ناحيتي متجوزين من ٧ شهور بتعملي كل حاجة، أنا عارف، بس مش بحسها طالعة من قلبك، بحس كأنك اتجوزتيني غصب عنك، كأنك مرغمة تعملي كل ده وكأنك بتمثلي، هو إنتِ بتحبيني يا أُمنية؟
- وليه مش هحبك، مكنتش اتجوزتك
- أنا مفتكرش مرة إنك قولتي لي يا حبيبي كده في وسط الكلام حتى ملمحتهاش في عينك أنا مش بتهمك بحاجة بس بقولك مش بحس، فهماني!
- أيوه فهماك بس أنا أسفة لو كان وصلك احساس غير كده ممكن اطلب منك طلب يا
- يا إيه؟
- يا يُوسف
- ماشي يا حبيبي اطلبي
- عايزة اروح ازور بابا واقعد هناك يومين كده
- زهقتي مني؟
- لأ واللّٰه مقصدش كده بس عشان مزرتهوش من زمان ووحشني
- ما إنتِ كمان هتوحشيني
- يومين اتنين بس
- امممم ماشي موافق بس بشرط
- ايه!
- نروح سينما فيه فيلم انميشن حلو أوي هيعجبك
- سينما! مش بحب السينما
- ليه بتخافي من الضلمة؟
- لأ مبحبهاش وخلاص
- إنتِ روحتي أصلًا كم مرة عشان متحبيهاش
- أنا هدخل أنام عشان مصدعة
..
حسيت إني مخنوقة مكنتش قادرة اتكلم، دخلت فضلت قاعدة في الأوضة معرفتش أنام، بعدها بنص ساعة لاقيته داخل يصحيني وعايزني أخرج اقعد معاه، حسيته صعبان عليَّ عايز يعمل كل حاجة عشان يسعدني وأنا مش قادرة حتى اقول له يا حبيبي، خرجت معاه لاقيته مضلم المكان ومشغل فيلم الجميلة والوحش وعامل لنا فِشار، قعدت أنا وهو نسمع الفيلم، كان قاعد يكمل معظم الجُمل والفيلم شغال
سيبتها تمشي ليه؟ عشان.. عشان بحبها
- إنتَ حافظ الفيلم بقى؟
- أصل أنا مش بسمع غير انميشن أو أكشن عشان مش بيكون فيهم تجاوزات
- أنا كمان بحب الانميشن
- هو إنتِ لو حبيتي حد هتسبيه يمشي؟
- أيوه عشان لو هو كان بيحبني كان هيرجع ولو محبنيش مش هيرجع تاني
- أنا لأ مش بعرف اعمل كده، يعني مثلًا إنتِ لو عايزة تمشي مش هخليكِ تمشي
- يا سلام هتحبسني غصب عني؟
- لأ مش هسيبك تمشي لوحدك هروح معاكِ لاخر الدنيا ♡
- تشرب نسكافيه!
- ماشي اعملي
..
هربت منه زي ما بهرب كل مرة، عملت النسكافيه ورجعت تاني لاقيته نام، قعدت جنبه في الأرض، ببص في إيده كان لابس الدبلة، وأنا بنساها دائمًا حتى أبسط الحاجات بستخسر اعملها عشانه
- يوسف اصحى تعالى عشان تنام جوا
- لأ تعالي نامي جنبي على الكنبة
- المكان هنا صغير والجو ساقعة
- اسمعي الكلام
- حاضر
- عاجبك واحنا محشورين في الكنبة كده مش عارفين نتحرك!
- ايوه بصراحة عاجبني وراضي جدًا بلاش دوشة
- يوسف
- اممممم
- الكهربا اتقطعت
- أحسن
- يوسف
- همممم
- ولا حاجة خلاص
- أُمنية
- نعم؟
- ممكن تاخديني معاكِ
- فين؟
- لما تروحي تزوري باباكِ وأبات معاكِ هناك ♡
- بجد؟
- ايوه مش هعرف اقعد في البيت وإنتِ مش هنا، هبقى أخلص الشغل وأجيلك هناك، عمي ممكن يضايق!
- لأ بالعكس دا بابا هيفرح بلمتنا جدًا حواليه ♡
- طب إنتِ مش هتضايقي!
- لأ طبعًا مش هضايق
..
فضلنا قاعدين عند بابا أسبوع، كانت شخصية يوسف مختلفة مع بابا وحسام أخويا كانوا سهر وضحك وهزار كل يوم لحد الفجر ويصلوا سوا ويدخلوا يناموا
..
- أُمنية قاعدة كده ليه يا حبيبتي لوحدك منتميش ليه!
- الجو حلو أوي يا بابا دلوقت في البلكونة وحشني اشوف الشمس وهي بتطلع من هنا زي زمان ♡
- يوسف راجل جدع أوي يا أُمنية خدي بالك منه ♡
- هو اشتكى لك فيَّ يا بابا ؟
- لأ بس إنتوا هنا بقالكم أسبوع وأنا مش عيل صغير وبفهم من نظرة واحدة حال اللي قدامي، خدي بالك من جوزك وحبيه هو يستاهل كفاية حنيته عليكِ
- حاضر يا بابا
- يالا يا حبيبتي ادخلي نامي عشان كمان شوية نفطر كلنا سوا
..
بعدها بكم يوم رجعنا بيتنا، كنت حاسة إن البيت وحشني برغم إن ملناش فيه ذكريات كتير مع بعض، قررت أعطي لنا فرصة مين عارف مش يمكن لما اغير نظرتي ليوسف احبه أكتر ما كنت اتخيل!
بدأت اركز في الحاجات الي بيحبها واعملها اقعد اتكلم معاه واهزر معاه، واغلس عليه زي ما بيعمل معايا، نخرج نتمشى سوا كأننا اتنين حبيبه في الكلية ونشتري هدايا بسيطة جدًا لبعض، ونعمل مقالب في بعض برغم إني كنت لسه مش متأكدة إني بحبه بس كنت بحب اتكلم معاه ونهزر سوا برغم قلة ذوقي معاه في أحيان كتير عمره ما زعل مني وكان دائمًا يتفهمني ويحاول يُعذرني
..
- أُمنية
- أيوه يا يوسف إيه ده الدم ده منين؟
- اتعورت وأنا بقطع البسطرمة
- بتوجعك!
- لأ متقلقيش هبقى كو.. إنتِ بتعيطي؟
- متكذبش عليَّ بتوجعك صح؟
- حبيبتي واللّٰه لأ مش بكذب صدقيني اقعدي هنا بس هغسل إيدي وأربطها وهبقى كويس معرفش إن قلبك ضعيف كده
- أنا مش بخاف بس لما شوفت إيدك كده قلبي وجعني
- سلامة قلبك يا حبيبتي
- حبيبي بجد مش بتوجعك!
- قولتي إيه؟
- بجد مش بتوجعك؟
- لأ اللي قبلها
- قولت إيه؟
- قولتي حبيبي، هو أنا حبيبك فعلًا
- ايوه لو مكنتش إنتَ حبيبي وجوزي وصاحبي وابني أحب مين غيرك؟
- يعني هو أنا كان لازم اتعور كده من زمان عشان اسمع الكلام ده؟
بعد الشر عليك يا حبيبي
- يا بركة البسطرمة
- يوسف
- امممممم
- ممكن لما تلاقيني ببعد عنك تاني تشدني ليك بحنيتك زي ما بتعمل دائمًا معايا
- وإنتِ ممكن بعد كده متقوليش كلمة ابعد عنك ولا تفكري فيها، المودة والرحمة اللي ربنا خلقها جوانا لبعض إن شاء اللّٰه هتخلينا نرجع لبعض أحسن من الأول بعد كل مشكلة تحصل ما بينا يكفيني بس أشوف دائمًا نظرة الحب والإحترام دي في عنيكِ وأنا مش هخذلك أبدًا، أنا ما صدقت أحس إن كل حاجة طالعة من قلبك فعلًا وإنك بتحبيني بجد مش بتعملي كده من باب الواجب عشان جوزك وخلاص
- أنا أسفة عايزاك تسامحني وربنا يقدرني وأكون لك خير زوجة ♡
- إن شاء اللّٰه ربنا يقدرنا ونكون سند لبعض ومنديش فرصة للشيطان يدخل ما بينا ♡
- يارب اللهم آمين ♡
- ممكن واحدة حبيبي بقى
- ملناش دعوة موهي
.
.
يجب ألّا ينفتح قلبُ الفتاة لأحدٍ مِن الناس قبل أن ينفتح لزوجها لتستطيع أن تعيش معه سعيدةً هانئةً لا تنغصها ذكرى الماضي، ولا تختلط في مخيلتها الصور والألوان، وقُلّما أن تبدأ الفتاة حياتها بغرامٍ ثُم تستطيع أن تتمتع بعد ذَلك بحب شريف.
- المنفلوطي.
.
.
Comments
Post a Comment