أحمد خالد توفيق
{ العرّاب }
الكاتب و الأديب المصري احمد خالد توفيق الذي دائما ما حملت عناوين سلسلة “ما وراء الطبيعة” كلمة “أسطورة”، والحقيقة التي تجلت بعد وفاته أن الأسطورة الحقيقية هي أحمد خالد توفيق ذاته، برع في كتابة روايات الفانتازيا والخيال العلمي وقصص الرعب والإثارة والتشويق و أدخل ملايين الشباب العربي إلى عالم الأدب، علمهم، وألهمهم، وكان لهم دليلا ومرشدا، في الأسطر التالية نتعرف عليه عن كثب.
مولده و حياته :
هو أحمد خالد توفيق فراج، أديب مصري، ولد في جمهورية مصر العربية في مدينة طنطا عام 1962م ، درس الدكتور احمد خالد توفيق في كلية الطب في جامعة طنطا، وتخرج منها في عام 1985م، وحصل على درجة الدكتوراة في طب المناطق الحارة، تزوج من الدكتورة منال التي كانت تعمل في كلية الطب في طنطا كطبية أخصائية، وأنجب منها مريم و محمد.
بداية مشواره الأدبي :
في عام 2008 كتب العرّاب رواية يوتيوبيا التي تُرجمت إلى عدة لغات، وذاع صيته بعد هذه الرواية .
ثم كتب رواية " السنجة " و كان ذلك في عام 2012.
كما كتب ايضاً رواية "إيكاروس " في عام 2015
و أيضاً كتب رواية "ممر الفئران" في عام 2016 .
بالإضافة إلى عدد من المؤلفات الأخرى مثل: "الآن نفتح الصندوق" و "قوس قزح" و "حظك اليوم" و"لست وحدك" و "عقل بلا جسد". ، لم تكن رواية "يوتيوبيا" هي الرواية الوحيدة التي ترجمت له ، فلقد ترجمت له سلسلة من قصص الرعب العالمية مثل : "دير مافوريا" و "بولانيك" و ورواية "عداء الطائرة الورقية" .و "نادي القتال" .
كما كان الدكتوراحمد توفيق يكتب مقالات في بعض الصحف والمواقع الإلكترونية والمجلات المحلية كجريدة "التحرير" ومجلة "الشباب" حيث كان له مقال أسبوعي في جريدة التحرير المصرية ينشر يوم الاثنين ، كما كان له مقالات متنوعة تنشر على مواقع الإنترنت تسمى قصاصات قابلة للحرق ، و له مقال أسبوعي ينشر يوم السبت في جريدة الاتحاد الإماراتية عنوانه هلاوس، و له العديد من المقالات في موقع بص وطل التي تنشر اسبوعيا .
لم يكن الدكتور احمد خالد توفيق مجرد كاتب تخصّص في تأليف قصص الجيب للشباب، بل كان مثالا للشباب وقد نجح في نيل ثقة ومحبة القارئ واتجه مئات الشباب إلى القراءة والكتابة بفضله و قد اطلق عليه محبّوه لقب "العرّاب".
و لقد ورد عن الدكتور احمد خالد توفيق انه قال ذات مرة :
" أي حد عمره تحت الـ35 سنة بيعتبرني بطله، وأي حد فوق السن ده مايعرفنيش! “ ، أي ان كتاباته موجهة للشباب بصورة خاصة !
اتسم أسلوب أحمد خالد توفيق بالسخرية والسهولة في السرد، الأمر الذي جلب له الكثير من النقد ، ورغم الانتقادات التى وجهت لتوفيق أنه يستهدف شريحة معينة من القراء تهتم بأدب المغامرات، فإنه بدا راضيا عما يقدمه، ودافع عن نفسه بأنه يشبه مدرس الابتدائي، الذي يظل مع تلاميذه ويوجههم لنوع الدراسة اللاحقة ولا يتخلى عنهم. ويشرح وجهة نظره قائلا :
"لقد حاولت في كتاباتي أن أنتقل لشريحة أعلى في مستوى الكتابة، إلى جانب ذلك أنني دائما أسعى لفتح سكك جديدة للقراءة".
رفضه لللقب:
رفض الدكتور توفيق لقب العرّاب بشدة، كونه يرى أنه يضفي عليه هالة كبيرة، ومسؤولية جسيمة، و عب عن ذلك قائلا:
"ليا مدروشين، وكارهين بشدة، بكتب كلام فارغ أو شىء لا يستحق الدوشة".
وفي لقاء تلفزيويي استنكر تضخيم القراء ما يكتبه و قال:
"العراب كلمة بتجننى، بتخلينى بمكانة مش بتاعتى، الروب واسع عليا والعرش عالي عليا ".
اقتباسات العراب :
لقد كان أحمد خالد توفيق كاتباً روائياً مُبدعاً ، يعد أحد المبدعين الذين أرسو قواعد روايات الرعب والخيال والروايات الإجتماعية لكل من كتب فيها بعده ، أمَّا فيما يتعلق بالأقوال والإقتباسات عن الدكتور احمد خالد توفيق فقد ورث كل المثقفون إرثاً هائلاً سييبقى شاهداً على تلك الشخصيه العظيمه، رحمه الله تعالى.و هذه بعض الإقتباسات من اقواله:
" أحيانًا يساعدنا الآخرون بأن يكونوا فى حياتنا فقط "
" لا أخاف الموت ..أخاف أن أموت قبل أن أحيا "
" الحل الوحيد للمشاكل النفسية هو: ان لا تكن عاطلاً… لا تكن وحيداً "
أتركوا لي ما تبقى مني
قال لي سالم بيه: "أنت تقرأ كثيرا..هل أنت مجنون!" .. فقلت له إن القراءة بالنسبة الي هي نوع رخيص من المخدرات. لا أفعل بها شيئاً سوى الغياب عن الوعي. في الماضي -تصور هذا- كانوا يقرءون من أجل إكتساب الوعي"
الأعوام تغير الكثير ، إنها تبدل تضاريس الجبال ، فكيف لا تبدل شخصيتك ؟
"فى حياة كل انسان منا لحظة لا تعود الحياة بعدها كما كانت قبلها".
قلت لها مغضبًا: لماذا تميل النساء إلى الرجال الأوغاد الذين لا يوحون بأي ثقة؟
اجابت في برود: مثلما تنجذبون معشر الرجال إلى الفتيات المائعات اللاتي لا يعرفن كيف يرعين طفلًا أو يحفظن بيتًا.
المرأة الخیالیة أو الحالمة ھي الجحیم ذاته ، و ذلك لأنھا لن تجد من تبحث عنه أبداً ، لن تجد فارسھا وسوف تكتفي بتعذيب البائس الذي رضیت به.
يبحث الرجل عن فتاة مهذبة طيبة جميلة وبنت ناس ، ما إن يجد هذه الجوهرة حتى يكافئها بأن يهديها نفسه !
قال لي: أريد أن أسافر إلى أمريكا ، إلى بلد يعرف قدري ، قلت له : لماذا تريد أن تسافر لبلد يعرف قدرك ؟ لماذا تريد هذه الفضيحة ؟ في بلد طيب متسامح مثل مصر يمكن للحمار أن يظل مستورًا وأن يأمل في وجبة العشاء، لكن هناك سيفتضح أمرك خلال ربع ساعة ! نصيحتي هي.. ابق هنا!
موت العرّاب :
في عام 2018 بأزمة قلبية مفاجئة غيّب الموت العراب بعد صراع لسنوات مع مرض قلبه ، و لقد كانت وفاته بمثابة صدمة لكل محبيه، للحظات لم يصدق العديد منهم خبر الوفاة ، ثم بعد ذلك انهالت المرثيات الباكية من كل حدب وصوب ، وشيعه آلاف من الشباب الذين استيقظوا باكرا للحاق بجنازته .
حقق قراؤه الوصية التي اوصى بها وكتبوا على قبره في مدينة طنطا لافتة كبيرة بعنوان "جعل الشباب يقرؤون". حيث انه كان قد كتب ذات يوم مقولة :
"هناك عبارة يقولها ر. ل. شتاين و هي :
أريد أن أكتب على قبري جعل الأطفالَ يقرؤون، أما أنا فأريد أن يُكتب على قبري جعل الشباب يقرأ".
رحم الله الدكتور و الأديب المصري الدكتور احمد خالد توفيق و اسكنه فسيح جناته
تعليقات
إرسال تعليق