خواطر فتى لم يرحل بعد
" إقتباسات"
في كُلٍّ منّا فارس :
يا ولدي..
الرّحلةُ تبدأ من هُنا،
وأشار إلى ((قلبه))!
رحم الله الفارس،
رحم الله أحمد شقير..
☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘
ومما علّمني المُربّي،،
أن الشدائد رحمة مهداة من الله.. فأمر المؤمن كله خير، وإن تعاظمت الضّراء صبرنا؛وسنصبر، وإن تنعّمنا بالسراء شكرنا؛ وسنشكر..
لأنّ من استودع حياته وأحلامه وقلبه وحتى ضعفه لله، أفلح ونجا، وإن أحاط به من كل جوانبه الظلام..
فهنالك سماءٌ ترتحل إليها قلوبنا، لتنجو وتضيء،وهنالك ليلٌ تقتات على سكينته أرواحنا، وترنو إليه خطواتنا، ونحطّ به رحالنا على باب الله..
على باب الله،،
عرفنا أنّه كريم، وأنّه رحيم، وأنّه إذا أعطى أدهش!
سنظلّ نلجأ على أعتابه، وسنرابط على أبوابه ، ننتظر رحمات الله وألطافه، وسنرابط على ثغرات قلوبنا،وسنعبد ربّنا، حتى يأتينا اليقين، وحتى تُفتح تلك الأبواب..
آمنّا، وبك نستعين.
⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐
يا ولدي،،
هل فكّرت يوماً،، أن تحمد الله على نعمة (الامتلاء)؟
أن ملأَ قلبك بحبّه، وذهنك بذكره، وفكرك في البحث عما يرضيه، ووقتك في السعي إليه.
أن يكون همّك؛ كيف تملأ وقتك خيراً، وقلبك نوراً، وروحك تحليقاً، وأن تتسابق الأفكار في عقلك كيف تخدم الإسلام والمسلمين، وكيف تنصر إخوانك المستضعفين، وكيف تعين ملهوفاً وتزرع بسمةً وتجبرُ خاطراً، وكيف وكيف..
إنني يا ولدي،، أطمع أن أراك كما أبصرك في قلبي، وكما تطمح نفسك التواقة أن تكون..
وإنني قد راقبتك من بعيد، ودنوت منك من قريب، فلاحظت خطواتك وأنت تسير على طريق (الامتلاء)!
وشعرت أنّ في قلبك يا ولدي نبضاً مختلفاً يسابق اللحظات، وقوة تدفعك للعمل والمسير..
فلا تغرنّك نفسك، ولا تعجبنّ بِعملك؛ وقد كنت في الأمس القريب واهناً ضعيف الهمة، قليل الحيلة، قاسي القلب..
ولا تظننّ المسير سهل،،
فالرحلة متلاطمة الأمواج..
والمركب لا يحطّ ركابه لكلّ عابر،،
وإنّك إن ركبت،وإن مضيت، فالعوائق في الطريق قد تبطئ مسيرك ، والامتحانات في مسيرك تمحّص إخلاصك..
فـ بالامتلاء يا ولدي، ابتلاء!
ففيه ابتلاءٌ في الحمد وابتلاءٌ في الشكر ..
أما ابتلاء الحمد؛ فحمدُ الله على ما أنعم عليك رغم ضعفك وقلة حيلتك، وحمده على ما وهبَ وأعطى من جوده ومنّه رغم ذنبك وتقصيرك، حمده ثناءً وذكراً وتفكّراً ودمعاً كثيراً..
يا ولدي..
(فاذكروني أذكركم..)
فـ اذكر الله في نفسك وذكّر بالله تعالى وأمرِه غيرَك..
فإنك إن ذكرته؛ ذكرك في ملئ في السماء هو خير من ملئ الدنيا،، فتكون بذلك من أهل السماء، وقلبك يحلّق كل ليلةٍ يعانق حبل الرجاء، وعيناك لا تفتأ تحدّق تنتظر اللقاء، وعطايا ربك تتنزل تترا تُجيبُ الدعاء!
وأما عن ابتلاءُ الشكر يا ولدي؛ فأن تُعمِلَ ما أعطاك الله في رضاه..أن يرى الله أثر نعمته عليك عملاً، وعلى من حولك نفعاً، مصداقاً لقوله تعالى (اعملوا آل دواد شُكرًا)
يا ولدي..
(وَرَفَعنا بَعضَهُم فَوقَ بَعضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعضُهُم بَعضًا سُخرِيًّا..)
ليتخذَ بعضهم بعضاً (سُخريّاً)؛ وهي من التّسخير..
فقد سخّر الله كل ما في الكون لعباده، وسخّر العباد للعباد..
فاحذر بنيّ أن يشملك ذاك القليل في قوله تعالى ( وقليلٌ من عباديَ الشكور).
فخذ من التذلّل رفيقاً أبديّاً في رحلتك.. واجعل الشكر مستراحك في عسرك ويسرك، والذكر أمانك في ترحالك وراحتك..
فإنه لا يضيرُ قلباً اعتصم بالله ومَضى..شيء.
يا ولدي..
(ولا يلتفت منكم أحدٌ وامضوا حيث تؤمرون..)
ضع يدك على موضع قلبك كل يوم..
ثم ردّد..
أعوذ بك يا الله من كل التفاتةٍ عن مرادك.. تزرع في القلب أمراضاً، وفي النفس آثاماِ، وفي الدرب أشواكاً...
أعوذ بك من امتلاء القلب بالهوى، وتدرّجٍ بالمعاصي يزيد ألفتها، ويزرعها في القلب علقماً صعب الاقتلاع..
يا رب..
لا تشغلني بما كفلت لي من رزقٍ ونِعَم، ولا تجعلني شحيحاً بِما أستطيع من عطيّةٍ وكرم..
يا رب..
اجعلني ممتلئاً بحبك، ساعياً إليك، عارفاً بك، مسخَّراً لدينك، شاكراً بالعمل أنعُمَك، حامداً لاهجاً بذكرك.
ثم ارضَ عني، فذاك للقلب أعظمُ مَرام.
في كل منا فارس
Kommentare
Kommentar veröffentlichen