القائمة الرئيسية

الصفحات

إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)

أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)



كتاب أعمال القلوب للدكتور خالد السبت تناول فيه المؤلف 16 موضوعا، هي (الصبر ، الرجاء ، الخوف ، الخشوع ، التوبة ، الحياء  ،الإخلاص ،اليقين، المراقبة ، الورع ، التوكل، المحبة، الرضاء، الشكر ، الغيرة ، التفكر).

و أشارة الى انها أهم الأعمال القلبية و نبه المؤلف الى ان الأعمال القلبية في غاية الارتباط و الاتصال ، و أنه لا يغني بعضها عن بعض ، بل إن بعضها متوقف على البعض الأخر،  و العبد بحاجة الى ان يستكملها و يربي قلبه عليها. 


══════════════¤❁✿❁¤══════════════


سلسلة المقالات مقتبسة من قناة التيلجرام .

رابط القناة على التلجرام


══════════════¤❁✿❁¤══════════════




إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)



══════════════¤❁✿❁¤══════════════



عن أبي الحجاج الأزدي، قال: سألنا سلمان: ما الإيمان بالقدر؟ قال: إذا علم العبد أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه". 

عَبْد السراء والعافية؛ الذي يعبد الله على حرف، فإن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه؛ فليس من عباد الله الذين اختارهم لعبوديته.

لو فتشت العالم لم تجد فيهم إلا مبتلى: إما بفوات محبوب، أو حصول مكروه، فسرور هذه الدنيا أحلام نائم، وظلٌ زائل، وسحاب صيفٍ ورحم الله الشافعي إذ يقول:


محنُ الزمان كثيرةٌ لا تنقضي


وسروره يأتيك كالأعياد


مَلكَ الأكابر فاسترق رقابهم


وتراهُ رِقاً في يد الأوغاد".


وقد يهمّ أحدهم بالأمر مما يطلب تحصيله، ويصلي له الاستخارة ، ثم يفوته، فيصيبه ما يصيبه من فواته، ولو أمعن النظر، وأحسن الظن بالله لعلم أن فواته ربما كان خيرا له من تحصيله، أليس يقول في استخارته ودعائه: (وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌّ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري، فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضّني به؟".

لا ريب أن الإيمان الذي يثبت على محل الابتلاء والعافية هو الإيمان النافع وقت الحاجة، فالابتلاء كِيْر العبد، ومحك إيمانه، فإما أن يخرج بعد الابتلاء تِبرا أحمر، وإما أن يخرج زغلا محضا، وإما أن يخرج فيه مادتان: ذهيبة ونحاسية."

 

 ══════════════¤❁✿❁¤══════════════




إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)




══════════════¤❁✿❁¤══════════════


و قد جاء عن أبي معمر الأزدي، قال: كنا إذا سمعنا من ابن مسعود شيئا نكرهه سكتنا حتى يفسره لنا، فقال لنا ذات يوم: "إلا أن السقم لا يُكتب له أجر"، فساءنا ذلك ، وكبُر علينا، قال: "ولكن يكفّر به الخطايا "، قال: فسرّنا ذلك، وأعجبنا".

"يقول الفضيل بن عياض: "إن الله ليتعاهد عبده المؤمن بالبلاء، كما يتعاهد الرجل أهله بالخير"، فالإنسان يتعاهد أهله بالنفقة، وما يُروّح به عنهم، والله يتعاهد عبده الذي يحبه بالبلاء".

أن الكرب كلما اشتد وُجِد اليأس من كشفْه من جهة المخلوق، وازداد التعلق بالخالق، حتى يصل العبد الى محض التوكل، الذي هو من أعظم الأسباب التي تُطلب بها الحوائج، كما قال تعالى: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه)".

و أن المؤمن كلما استبطأ الفرج واستيأس منه، ولا سيّما بعد كثرة الدعاء وإلحاح التضرع، ولم يظهر له أثر الإجابة؛ رجع الى نفسه يلومها قائلا: إنما أُتيت من قِبلك، وهذا اللوم أحب الى الله من كثير من الطاعات؛ لأنه يورث العبد انكسارا لربه، فذلك يُسْرع إليه الفرج؛ لأن الله عند المنكسرة قلوبهم لأجله، وعلى قدر الكسر يكون الجبر".

وسُئل ابن شمعون عن الرضا، فقال: الرضا بالحق، والرضا عنه، والرضا له.. الرضا به مدبرا، والرضا عنه قاسما، والرضا له إلها وربّا".

وقال ابن عون: اعلم أن العبد لن يصيب حقيقة الرضا حتى يكون رضاه عند الفقر والبلاء كرضاه عند الغنى والبلاء، كيف تستقضي الله في أمرك، ثم تسخط إن رأيت قضاءه مُخالفا لهواك، ولعل ما هويت من ذلك لو وُفق لك لكان فيه هلكتك، وترضى قضاءه إذا وافق هواك، وذلك لقلة علمك بالغيب، وكيف تستقضيه إن كنت كذلك؟ ما أنصفت من نفسك، ولا أصبت باب الرضا".



══════════════¤❁✿❁¤══════════════




إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)


══════════════¤❁✿❁¤══════════════


قال تعالى: (وأنّه هو أغنى وأقنى)، قال سفيان: سمعت المفسرين من كل جانب يقولون في قوله : (أغنى)، قال: أرضى،و قال سفيان: لا يكون غنيا أبدا حتى يرضى بما قسم الله له، فذلك الغنى.."

قال ابن رجب: والفرق بين الرضا والصبر: أن الصبر كفّ النفس وحبسها عن التسخط، مع وجود الألم.. والرضا يُوجب انشراح الصدر وسعته بالقضاء.. وإن وُجد الإحساس بالألم، لكن الرضا يُخفّفه؛ لما يُباشر القلب من روح اليقين والمعرفة،

وإذا قوي الرضا فقد يُزيل الإحساس بالألم بالكلية.

قال الإمام أحمد:" أجمع سبعون رجلا من التابعين، وأئمة المسلمين، وفقهاء الأمصار على أن السنة التي تُوفي عليها رسول الله ﷺ أولها: الرضا بقضاء الله، والتسليم لأمره، والصبر تحت حُكمه، والأخذ بما أمر الله به، والنهي عمّا نهى عنه، وإخلاص العمل لله، والإيمان بالقدر خيره وشره".

وقال أبو عبدالله البراثي : "لن يَرِد يوم القيامة أرفع درجات من الراضين عن الله على كل حال.. ومن وُهِب له الرضا فقد بلغ أفضل الدرجات، ومن لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه جميع الأحوال".

وقال ابن القيم:" الرضا آخذٌ بزمام مقامات الدين كلها، وهو روحها وحياتُها، فإنه روح التوكل وحقيقته، وروح اليقين، وروح المحبة وصحة المُحب، ودليل صِدق المحبة، وروح الشكر ودليله".

وسُئل أبو عبدالله الصبيحي عن أصول الدين، فقال:" اثنان: صدق الافتقار عن الله عز وجل، وحسن الاقتداء برسول الله ، وفروعه أربعة: الوفاء بالعهود، وحفظ الحدود، والرضا بالموجود، والصبر على المفقود".

      


══════════════¤❁✿❁¤══════════════






══════════════¤❁✿❁¤══════════════


لهذا سمّى بعضهم الرضا: حسن الخلق مع الله؛فإنه يوجب ترك الاعتراض عليه في ملكه، وحذْف فضول الكلام التي تقدح في حسن خُلقه؛ فلا يقول: ما أحوج الناس إلى مطر! ولا يقول: هذا يوم شديد الحر، أو شديد البرد، ولا يقول: الفقر بلاء، والعيال همّ وغم، ولا يُسمي شيئا قضاه الله وقدّره باسم مذموم إذا لم يذمه الله، فإن هذا كله يُنافي رضاه".

وقال ابن القيم: رضا الله عن العبد أكبر من الجنة وما فيها؛ لأن الرضا صفة الله ، والجنة خَلْقه، قال تعالى: (ورضوانٌ من الله أكبر )، بعد قوله: (وعد الله المؤمنين والمؤمنات جناتٍ تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها ومساكن طيبة في جنات عدن ورضوانٌ من الله أكبر ذلك هو الفوز العظيم)، وهذا الرضا جزاء على رضاهم عنه في الدنيا، ولما كان هذا الجزاء أفضل الجزاء كان سببه أفضل الأعمال.



══════════════¤❁✿❁¤══════════════


إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)




══════════════¤❁✿❁¤══════════════



إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت(1)


══════════════¤❁✿❁¤══════════════


هل اعجبك الموضوع :

تعليقات