كلمات الفارس أحمد شقير_ رحمه الله_

" إقتباسات "

"داعب لحيته العجوز ونظر إلي بقوة وقال: مشكلتكم أنكم انشغلتم بتفاصيل الدنيا عن الآخرة، وبالمخلوقات عن الخالق،  حتى أنكم في صلاتكم لتفكرون في كل شيء عدا المعبود، وتتأملون في كل لفتة عدا الآيات، ولو أنكم أيقنتم أنكم عن هذه الدنيا راحلون، وأنكم أدوات تصيغون التفاصيل ليس إلا، وأننا جميعا نتحرك بأمر الله، وانشغلتم بالآمر عم المأمور، ليسر الله عليكم وسخر لكم الدنيا وما فيها عند أقدامكم، ولوجدتم لكل مشكلة حلاً من حيث لا تدرون، ولكل ضيق مخرجاً من حيث لا تظنون، حتى أنكم لتحسبون أن هذه الدنيا كلها قد فُصلت لأجلكم تفصيلا.."

☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ ☘ 

(في بُيوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرفَعَ وَيُذكَرَ فيهَا اسمُهُ...) 

في قلوب، وفي أفئدة، يأذن الله أن يذكر فيها اسمه، ويُسبغ عليها نعمة الثبات كي تحمل كل ذاك النور، وتتّسع لكل تلك العوالم.. 

قلوبٌ مختارة.. 

فيها أسرارُ خلواتٍ في سَحر، وبوحُ صدقٍ مع القمَر، ويقينٌ عجيب!

ألقى الله فيها من نوره،، فصار ذكرهُ ديدنها، واسمهُ محياها، ودعاؤه سلواها..

⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐⭐

أحبك فى الله......

لتأخذني من تلابيبي بقوة إلى طريق حُفّ بالمكاره.

لتضرب على يدي وأنت مطمئن إذا حِدّتُ عن الطريق.

لتنصحني بلا تردد ولا خوف ولا وجل.

أحبك، لأن طريقا كالذي نسلكه، يتطلب رجالا تجردوا من أنفسهم، وأيقنوا أنهم لايريدون لبعضهم إلا الخير، حتى لو بدا فى ظاهر الأمر قسوة أو شدة أو لوم.

أحبك لأن الطريق، يتطلب منا (معرفة) قوية بطبيعته، و(عاطفة) صادقة تعين السالكين على الثبات.

ولهذا أخي أنا أحبك.

ولا معني لحبنا هذا إن لم نتقرب بسببه كل يوم إلي الله خطوة.

ثم إنك تحمل همي، وتستر عيبي، وتشد من أزري، وتقوي ضعفي، وتكمل نصفي المفقود.

☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘☘

يا ولدي.. 

تنزاح غمائم الأثقال عن ظهرك، 

وتهون أحمال الطريق في دربك، إذا صاحبتَ ((اليقين))! 

إنّك يا ولدي.. 

إذا اتخذت اليقين مسلكاً، كان الرضا رفيقك ومستراحك حين تأتي الأمور خلافَ ما أحببت وما رسمت!

إنّك إن ملكتَ اليقين، رضيت بأقدار الله، واستقبلتها بالتسليم، وهدأَت بداخلك عجلةُ اللهفة على الدنيا وما فيها،، 

يا ولدي.. 

إنّ اليقين إذا استقرّ بقلبك، عرفتَ معنى التوكل وأن أقدار الله نافذة لا محالة، فأخدتَ بالأسباب كأنها كل شيء، وتوكلتَ على الله كأنّ الأسباب كلها لا شيء،، ثم استقبلتَ الأقدار وقلبكَ راضٍ عن الله وقضائه، وأقداره فيك.. 

فاللهُ هو المدبّر والميسّر،،(وكلُّ شيءٍ عندهُ بمقدارٍ).. 

قيل يا ولدي (اليقين لا يسكنُ قلباً فيه سكونٌ إلى غير الله)..

إنّ اليقين إذا ملأ قلبك،، تلاشى منه كلّ تعلّقٍ بغير الله، أو اعتمادٍ على الأسبابٍ، أو لجوءٍ لأي مخلوق.. 

فالله هو الحيّ القيوم، الذي لا تضيع عنده الودائع، ولا يعجزه شيء في الأرض والسماء.. 

يا ولدي.. 

احفظ وصية نبيّك الكريم ﷺ  في صدرك،، 

اغمض عينيك، وتخيّل أنّ رسول الله يقول لقلبك أنت.. 

" يا غلام ،إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلتَ فاسأَل الله ، وإذا استعنتَ فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوكَ إلا بشيء قد كتبه الله لك،وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف"

يا ولدي.. 

إن النجاةَ هي فضلٌ من الله ومنّة،وإنّ فلاحَ العبدِ وفوزهِ مرهونٌ بيقينه بالآخرة، وإيمانه بالغيب.. 

وانظر في سورة البقرة.. 

إذ يقول الله تعالى في صفات المفلحين الفائزين، أنّهم أولئك ( الذين يؤمنون بالغيب).. 

إنّك حينها لن تركن إلى عملك، ولن تتهاون في سيرك ولن ترضى بالقعود.. 

بل ستشدّ ركابك تقتفي الخطوات، وستُلحق أعمالك استغفاراً وعَبَرات، ففي الكون للموقينين آيات،، والله ينزل على عباده القبول والرحمات!

إنك إن تيقّنت بما عند الله من نعيم وجزاء، هان عليك كل بذلٍ في الدنيا، فما عند الله خيرٌ وأبقى، وعند الكريمِ ستجدُ العِوَض.. 

فالله.. (يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ) 

 يا ولدي..

إنّك لن تجد كلماتٍ تواسي قلبك في كل عُسرٍ أو كرب،، كدعاءِ نبينا الكريم حين قال: (ومن اليقين ما تهوّن به علينا مصائب الدنيا)..

فكلّ مصيبةٍ دون دينك عافية،، وهذه الدنيا سفر.

يا ولدي..

إنّ اليقين سكنٌ للقلب ،وطمأنينةٌ للنفس ، وهدوءٌ للبال، وقرةٌ للعين، ومستراحٌ للتعب، وارتواءٌ للظمأ، وانحسارٌ للشك،، 

وقد قيل ( لولا اليقين ما سارَ ركبٌ إلى الله، ولا ثبتَ لأحدٍ قدمٌ في السلوك إلا به)..

فاجعل دعاءك في كل صلاة.. 

"يا منزلَ الرحمات على قلوب عبادك،، اجعل لي عندك مستقراً في منازل السائرين، وارزقني اليقين الذي يسكنُ به قلبي،وتطمئن به نفسي، وتقرّ به عيني، ويتبدّل خوفي به أمناً"..