القائمة الرئيسية

الصفحات

مُنْتَقَىٰ الدُّرَرِ والفَوَائِد (1) للعلامة ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-

 

دُرَر وفَوَائِد من كتب 

العلامة ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-


مُنْتَقَىٰ الدُّرَرِ والفَوَائِد  للعلامة ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-


قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في كِتابُ الرُّوحِ :

" يَجلس الرَّجلُ عِندمَا يُريدُ النَّومَ للهِ سَاعَة، يُحَاسِبُ نَفسَهُ فِيهَا عَلىٰ مَا خسِرَهُ ورَبحَهُ في يَومِه، ثُمَّ يُجدِّدُ لهُ تَوبةً نَصُوحَةً بينهُ وبينَ اللهِ، فينامُ عَلىٰ تِلكَ التَّوبةِ.

ويَعزمُ عَلىٰ أن لَا يُعاوِدَ الذَّنبَ إذا استَيقظَ، ويَفعلُ هَذا كلَّ لَيلةٍ، فإن مَاتَ مِن لَيلتِهِ ماتَ عَلىٰ تَوبةِ، وإنِ استَيقظَ، استَيقظَ مُستقبِلًا لِلعملِ مَسرُورًا مِن تَأخيرِ أجلِهِ حتَّىٰ يَستقبِلَ ربَّه، ويَستدرِكَ مَا فاتَهُ، وليسَ لِلعبدِ أنفعُ مِن هذهِ التَّوبةِ، ولا سِيَّما إذا أعقبَ ذَلِك بذِكرِ اللهِ، واستعمَالِ السُّننِ التِي ورَدَت عَن رسُولِ الله عِندَ النَّوم، حتَّىٰ

يَغلِبهُ النَّوم.

فمَن أرادَ اللهُ بهِ خيرًا وفَّقهُ لِذلِك".

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه الفَوائِدُ:

"التَّقوَىٰ ثَلاثُ مَراتِب:

•إحدَاهَا: حِميةُ القلبِ والجَوارِح عَنِ الآثامِ والمُحرَّماتِ.

• الثَّانيَةُ: حِميتُها عَنِ المَكرُوهاتِ.

• الثَّالِثةُ: الحِميةُ عنِ الفُضُولِ ومَا لا يَعنِي.

 فالأُولىٰ تُعطِي العبدَ حيَاتهُ، والثَّانيَةُ تفِيدُه صِحتَّهُ وقوَّتهُ، والثَّالِثةُ تُكسِبهُ سرُورَه، وفَرحَه، وبَهجتَهُ".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه إغاثَةُ اللَّهفَانِ :

 

" ففِتنةُ الشُّبُهاتِ مِن ضَعفِ البَصِيرَةِ، وقلَّةِ العِلمِ، ولَا سيَّما إذا اقتَرنَ بذلِكَ فسَادُ القَصدِ، وحُصول الهوىٰ؛ فهُنَالكَ الفِتنَةُ العُظمَىٰ، والمُصِيبةُ الكُبرىٰ، فَقُل مَا شِئتَ فِي ضلَالٍ سَيِّئِ القَصدِ، الحَاكِمِ عَلَيهِ الهَوَىٰ لَا الهُدَىٰ، مَع ضَعفِ بصِيرَتِهِ، وقِلَّةِ عِلمِهِ بمَا بَعثَ اللهُ بهِ رَسُولَهُ صلى الله عليه و سلم.

ولَا يُنجِّي مِن هَذهِ الفِتنَةِ إلَّا تَجرِيدُ اتِّباعِ الرَّسُولِ صلى الله عليه و سلم،

وتَحكِيمِهِ في دِقِّ الدِّينِ وجِلِّه، ظَاهِرِه وبَاطنِه، عَقائدِهِ وأعمَاله، حَقائقِهِ وشَرَائعِه؛

فَيتَلَقَّىٰ عَنهُ حَقائِقَ الإيمَانِ وشرَائِعَ الإسلَام".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه زادُ المَعادِ :

" ولا بُدَّ لِلنَّفسِ مِن طَربٍ واشتِيَاقٍ إلىٰ الغِناءِ؛ فعُوِّضَت عَن طرَبِ الغِناءِ بطَربِ القُرآن، كمَا عُوِّضَت عَن كلِّ مُحرَّمٍ ومَكرُوهٍ بمَا هُو خَيرٌ لَها مِنهُ.

وكمَا عُوِّضَت عنِ الاستِقسَامِ بالأزلامِ بالاستِخارَةِ التِي هِي مَحضُ التَّوحِيدِ والتَّوكُّل.

وعنِ السِّفاحِ بالنِّكاحِ، وعنِ القِمارِ بالمُرَاهنَةِ بالنِّصالِ وسِباقِ الخَيلِ، وعنِ السَّماعِ الشَّيطَانِيِّ بالسَّماع الرَّحمَانِيِّ القُرآنيِّ، ونَظائِرُهُ كثِيرةٌ جِدًّا".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه حَادِي الأروَاحِ :

 " أحبُّ خَلقِ اللهِ إليهِ أكثرُهُم وأفضَلُهُم لهُ سُؤالًا، وهُو يُحِبُّ المُلحِّينَ فِي الدُّعاء، وكلَّما ألحَّ العَبدُ عَليهِ فِي

 السُّؤالِ أحبَّهُ، وقرَّبهُ، وأعطَاهُ".

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

قال ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ الله- في كتابه الدَّاءُ والدَّواء

"المَعاصِي تُفسِدُ العَقلَ، فإنَّ لِلعَقلِ نُورًا، والمَعصِيةُ تُطفِئ نُورَ العَقلِ، وإذَا طفِئ نُورُه ضَعُفَ

ونَقَصَ".

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

قال ابنُ القَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في تَقرِيبُ مَدارِجِ السَّالِكِين :

" ومِن المَكرُوهِ عِندَهُم النَّومُ بينَ صَلاةِ الصُّبحِ وطُلوعِ الشَّمس؛ فإنَّه وقتُ غنِيمَة، وهَو أوَّل النَّهارِ ومَفتاحهُ، ووقتُ نُزولِ الأرزَاقِ، وحصُولِ القَسْم، وحُلولِ البَركة، ومِنهُ يَنشَأ النَّهار، ويَنسحِبُ حُكمُ جَمِيعهِ عَلىٰ حُكمِ تِلكَ الحِصَّة؛ فيَنبغِي أن يَكونَ نَومُها كنَومِ المُضطرِّ".

══════════════¤❁✿❁¤══════════════


مُنْتَقَىٰ الدُّرَرِ والفَوَائِد  للعلامة ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-


قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَه اللهُ- في كتابه إغَاثةُ اللَّهفانِ :

" فالقَلبُ الطَّاهِر، لِكمالِ حيَاتهِ ونُورِه وتَخلُّصِه مِن الأدرَانِ والخبَائثِ، لَا يَشبعُ مِن القُرآن، ولَا يتغذَّىٰ

 إلَّا بحقَائِقِه، ولَا يَتدَاوىٰ إلَّا بأدوِيتِهِ".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

قال ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ- في  الرِّسَالةُ التَّبُوكِيَّة :

" ثَلاثُ كلمَاتٍ، كانَ يَكتبُ بهَا بَعضُ السَّلفِ إلىٰ بَعضٍ، لَو نَقشهَا العَبدُ في لَوحِ قَلبهِ يَقرَؤُهَا عَلىٰ عَددِ الأنفَاسِ لَكانَ ذلكَ بَعضُ مَا تَستَحِقُّه، وهِيَ:

• مَن أصلَحَ سَرِيرَتهُ = أصلَحَ اللهُ عَلَانِيَّتهُ.

• ومَن أصلَحَ مَا بَينَهُ وَبينَ اللهِ = أصلَحَ اللهُ مَا بَينَهُ وبينَ النَّاسِ.

• ومَن عمِلَ لِآخرَتِه = كفَاهُ اللهُ مَؤُونةَ دُنيَاه.

وهَذهِ الكلِمَاتُ بُرهَانُها وُجودُهَا، والتَّوفِيقُ بيَدِ الله، ولَا إلهَ غَيرُه، ولَا رَبَّ سِوَاه".

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

 

 

قال ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه الفَوَائِدُ:

" مَا أخَذَ العَبدُ مَا حُرِّمَ عَلَيهِ إلَّا مِن جِهَتَينِ :

إحدَاهُمَا: سُوءُ ظَنِّه بربِّهِ، وأنَّه لَو أطاعَهُ وآثَرَهُ لَم يُعطِهِ خيرًا مِنهُ حَلَالًا.

والثَّانِيَةُ: أن يَكُون عَالِمًا بِذَلِك وأن مَن تَرَكَ للهِ شَيئًا أعاضَهُ خَيرًا مِنهُ، ولَكِن تَغلِبُ شَهوَتُهُ صَبرَهُ،

وهَوَاهُ عَقلَهُ.

فَالأوَّلُ مِن ضَعفِ عِلمِهِ،

والثَّانِي مِن ضَعفِ عَقلِهِ وبَصِيرَتِهِ ".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ- في كتابه الفَوَائِدُ:

" مِن أعجَبِ الأشيَاءِ :

• أن تَعرِفَه ثُمَّ لا تُحِبَّهُ،

• وأن تَسمَع دَاعِيَهُ ثُمَّ تَتأخَّر عَن الإجَابَة،

• وأن تَعرِف قَدرَ الرِّبحِ فِي مُعَامَلَتِه ثُمَّ تُعامِل غَيرَهُ،

• وأن تَعرِف قَدرَ غَضَبِهِ ثُمَّ تَتَعرَّض لَهُ،

• وأن تَذُوقَ ألمَ الوَحشَةِ فِي مَعصِيَتِهِ ثُمَّ لا تَطلُبَ الأُنسَ بِطَاعَتِهِ،

• وأن تَذُوقَ عُصرةَ القَلبِ عِندَ الخَوضِ في غَيرِ حَدِيثِهِ والحَدِيثِ عَنهُ ثُمَّ لا تَشتَاق إلى انشِرَاحِ الصَّدرِ

 بِذكرِهِ ومُنَاجَاتِهِ،

• وأن تَذُوقَ العَذابَ عِندَ تَعلُّقِ القَلب بِغَيرِهِ ولا تَهرَب مِنهُ إلى نَعِيمِ الإقبالِ عَلَيهِ والإنابَةِ إلَيهِ!

وأعجَبُ مِن هَذَا: عِلمُك أنَّك لا بُدَّ لَك مِنهُ وأنَّك أحوجُ شَيءٍ إلَيهِ وأنتَ عَنهُ مُعرِضٌ وفِيمَا يُبعِدُكَ عَنهُ

رَاغِبٌ! ".

 

══════════════¤❁✿❁¤═════════════

 

 

قال ابنُ القَيِّم -رَحِمَهُ اللهُ- الطِّبُّ النَّبَوِيُّ :

" القُرآنُ هُوَ الشِّفَاءُ التَّامُّ مِن جَمِيعِ الأدوَاءِ القَلبِيَّةِ والبَدَنِيَّةِ، وأدوَاءِ الدُّنيَا والآخِرَةِ، ومَا كُلُّ أحَدٍ يُؤَهَّلُ ولا يُوَفَّقُ لِلاستِشفَاءِ بِهِ،

وإذا أحسَنَ العَلِيلُ التَّدَاوِيَ بِهِ، ووَضَعَهُ عَلى دَائِهِ بِصِدقٍ وإيمَانٍ، وقَبُولٍ تَامٍّ، واعتِقَادٍ جَازِمٍ، واستِيفَاءِ شُرُوطِهِ = لَم يُقَاوِمهُ الدَّاءُ أبَدًا.

وكَيفَ تُقَاوِمُ كَلامَ رَبِّ الأرضِ والسَّمَاءِ الَّذِي لَو نَزَلَ عَلى الجِبَالِ؛ لَصَدَّعَهَا، أو عَلى الأرضِ؛ لَقَطَّعَهَا،

فَمَا مِن مَرَضٍ مِن أمرَاضِ القُلُوبِ والأبدَانِ إلَّا وفي القُرآنِ سَبِيلُ الدِّلَالَةِ عَلى دَوَائِهِ وسَبَبِهِ، والحَمِيَّةِ مِنهُ لِمَن رَزَقَهُ اللهَ فَهمًا في كِتَابِهِ".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 

قال ابنُ القَيِّمِ - رَحِمَهُ اللهُ - في كتابه الدَّاءُ والدَّوَاءُ :

 

" ولَقَد بَكَىٰ سُفيَانُ الثَّورِيُّ لَيلَةً إلىٰ الصَّبَاحِ، فلمَّا أصبَحَ قِيلَ لَه: كلُّ هَذَا خَوفًا مِنَ الذُّنُوب؟

فَأخَذَ تِبنَةً منَ الأرضِ، وقَالَ: الذُّنوبُ أهوَنُ مِن هَذا، وإنَّمَا أبكِي مِن خَوفِ الخَاتِمَة.

وهَذَا مِن أعظَمِ الفِقهِ: أن يَخافَ الرَّجُلُ أن تَخذِلَهُ ذُنُوبهُ عِندَ المَوتِ، فَتَحُولَ بَينَهُ وبَينَ الخَاتِمَةِ الحُسنَىٰ.

وقَد ذَكرَ الإمَامُ أحمَد عَن أبِي الدَّردَاءِ أنَّهُ لمَّا احتَضَرَ جَعَلَ يُغمَىٰ عَلَيهِ ثُمَّ يفِيقُ ويَقرَأ: ﴿ ونُقلِّبُ أفئِدَتَهُم وأبصَارَهُم كمَا لَم يُؤمِنُوا بهِ أوَّل مرَّةٍ ونَذَرهُم في طُغيٰنِهِم يَعمَهُون ﴾. فَمِن هَذَا خَافَ السَّلَفُ مِنَ الذُّنُوبِ؛ أن تَكُونَ حِجَابًا بَينَهُم وبَينَ الخَاتِمَةِ بالحُسنَىٰ".

 

══════════════¤❁✿❁¤══════════════

 


مُنْتَقَىٰ الدُّرَرِ والفَوَائِد  للعلامة ابنُ القيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-

هل اعجبك الموضوع :

Comments