القائمة الرئيسية

الصفحات

اسماء شميس حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي



حكاوي بالعامية
اسماء شميس

 

 

١٣ سنة حب ولا مرة فكرت للحظة واحدة إني اتخيل حياتي من غير عمار ابن عمي،

 من قبل حتى ما أفهم يعني إيه حب كانت كل حاجة بتجذبني له ♡

مع إننا ولا مرة اتكلمنا ودائمًا كان شايفني البنت الهبلة اللي بتعيط لو حد فكر بس يشيلها وهي طفلة كان مسميني أم نص لسان عشان مكنتش بعرف اتكلم وأنا صغيرة، من أسبوع بس عرفت إنه قرر يسبني ويسافر ما هو لما يمشي ويسيبهم يبقى هيسبني أنا، معرفش إيه اللي حصل لي أول ما عرفت من خديجة أخته إنه قرر يسافر ويستقر في ألمانيا، للحظة في حاجة نخرت جوا قلبي واتخنقت مقدرتش أخد نفسي.

 نزلت من السطوح مع البنات وقعدت على السلم أبكي قدام باب بيتهم فجأة لاقيته طالع من تحت وواقف قدامي وعلى وشه ابتسامة سخرية...

 

اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي


- مالك يا أم نص لسان وقعتي ولا إيه؟


أخدت بعضي ونزلت بيتنا من غير ما أرد عليه ودخل شقتهم ورزع الباب، حسيت كأنه بيرزع الباب اللي بينه وبيني كأنه بيقول لي انسي مفيش بينّا طريق عمرنا ما هنتجمع، 

فات أسبوع على اخر مرة شوفته فيها، لاقيت فاتن أختي داخلة تقولي لي كلمي جدك عثمان بسرعة حد شكله فتن عليكِ!


قومت لبست الإسدال ونزلت عند جدي، أول ما دخلت عنده المضيفة فكيت الحجاب وقعدت جنبه كان بيصلي، 

أول ما خلص صلاة قعد مكان قعدته ومسك السبحة لاقيت نفسي قعدت في الأرض ونمت على حجره وبدأت عنيا تدمع وثواني وبدأت أعيط...


- مين اللي بكاكِ يا بنت عليّ؟

- تعطيني الأمان يا جدي بجاه حبيبك النبي عليه الصلاة والسلام؟

- عليه أفضل الصلاة والسلام عطيت الأمان يا بنت عليّ، بس احكِ الأول مش بتروحي كُليتك ليه ولا بتنزلي الصبح تصلي الفجر معانا ولا نزلتي امبارح تتغدي معانا زي كل أسبوع؟

- ما هو ده نفس السبب اللي طلبت تعطيني الأمان عشانه يا جدي

- عمار؟

- جدي عرفت منين إنه....

- عمار يا بنت عليّ؟

- ايوه هو، هيسافر يا جدي هيسافر ويسيبنا

- وإنتِ تكرهي له الخير؟

- أنا ؟ لا واللّٰه أبدًا

- ريداه يا بنت عليّ ؟

..

جاوبي..

.. 

- طب اطلعي على بيتك وذاكري كويس وخدي بالك من دراستك لحسن اسيبه يسافر واللّٰه وما هسأل فيكِ!

- هتعمل إيه يا جدي؟

- على فوق يا بنت عليّ روحي...

.. 

لسه جاية أخرج لاقيته مسك تليفونه وبيتصل بِـ عمار، لافيت من الباب التاني ودخلت أوضة جدي ووقفت عشان أعرف هيقول له إيه؟ لاقيته بيقول له تجيني طوالي على المضيفة! حسيت قلبي هيخرج من مكانه، دقيتين وكان عند جدي واقف قدامه

- خير يا جدي؟ 

- هتسافر إمتى؟

- لما استلم الفيزا يا جدي يعني ٣ أو ٤ شهور بالكتير

- هتكتب على بنت عمك عليّ الأسبوع الجاي

- مين؟ أنا؟ حضرتك بتقول إيه يا جدي؟ أنا مش فاهم حاجة!

إيه اللي مش مفهموم؟ كل عيال الدار اتزوجوا إلا إنتَ وهي وخلاص هتتخرج من كُليتها بعد أسبوعين، وهي مخطوبة لك من ساعة ما كنتوا عيال وإنتَ عارف

- يا جدي كنا عيال، دلوقت كل واحد كبر ومن حقه يختار شريك حياته، وأنا مش هرتبط بواحدة شايفها زي اخواتي!

- متشوفهاش زي أخواتك شوفها زي مراتك، أنا حكيت اللي عندي، هتكسر كلام جدك؟

- ما عاش ولا كان، بس الجواز مفيهوش غصبانية يا جدي وهي أكيد مش هتقبل بكده !

- ملكش حق تتكلم بلسانها، طلبت منك طلب هتنفذه ولا لأ؟

- يا جدي اسمعني اللّٰه يرضى عليك، أنا مبحبهاش، احنا مش في الصعيد هنا عشان تقولوا الولد لبنت عمه 

- صعيد ولا غيره، إنتوا لبعض من زمن، وأنا حكيت اللي عندي، لو عندك رأي تاني احكيه هنا!

- يا جدي مبحبهاش !

- المرة الزينة تخلي جوزها يحبها ♡

- هو بالعافية يا جدي؟

- لا مش عافية، معاك فرصة تحبها لحد ما تسافر، هتخطبها ولما تسافر تاخدها معاك

- يا جدي حضرتك كده خلاص يعني خططت وقررت كل حاجة؟

- هاااا موافق ولا عندك رأي تاني 

- حضرتك عارف إني مقدرش أكسر  لك كلمة بس الموضوع صعب عليَّ جدًا لو حضرتك اللي مكاني هتعمل إيه؟

- لو مكانك مش هفضل أرازي في جدي وأقاوح فيه وأقول له أمرك على رأسي يا جدي  خصوصًا لما أعرف إنه مختار لي زينة البنات ♡

..

- ساكت يعني؟

- بفكر يا جدي بفكر!

- متفكرش يا ولدي بكرا تقول اللّٰه يرحمك يا جدي عطيتني زينة البنات 

- أنا مش عارف زينة البنات اللي حضرتك بتقول عليها دي شايفها زينة البنات على أساس إيه؟ بس حاضر يا جدي حاضر

- بعد العشاء اطلع مع أبوك طوالي هنا عشان تطلبوها من عمك عليّ.

- طيب .

- روح لحالك.

 ...

كنت حاسة إني نايمة وبحلم ورجليَّ مش شيلاني، هو وافق بجد؟! قومت بسرعة اتسحب خرجت من أوضة جدي ونزلت على بيتنا، لسه جاية أدخل سمعت صوت عمار عندنا...


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي

- استني، يا جويرية

- ايوه يا عبد الرحمن ؟

- تعالي عمار عايز يكلمك.

حسيت إن هيجيلي ساكتة قلبية، فردّت ضهري ومشيت ورا عبد الرحمن أخويا ووقفت جنبه، عمار كان متعصب جدًا ومش طايق نفسه، كان باين عليه حتى لو هو بيحاول يخبي.

- اقعدي يا جويرية هروح أجيب الشاي وجاي عمار عايز يقول لك حاجة

- كنتِ فين؟

- كنت عند جـ... كنت فوق، فوق السطوح...

- بتعملي إيه؟

- كنت قاعدة.

- طب بعد كده شباك أوضتك اللي ع الشارع ده ميتفتحش، سامعة؟

- ليه؟

- من غير ليه؟

- فهمني طيب!

- امممم واضح إنها زينة فعلًا يا جدي، هي مرافعة ولا إيه الكلمة اللي اقولها تتسمع، بدل ما أجيب خشب ومسامير واقفل الشباك خالص.

- طيب حاضر!

- اتفضلي اخرجي

 ...

- هاااا يا عمار قولت لها؟

- اقول إيه يا عبد الرحمن؟ اقول لها النهاردة هتقدم لك وروحي قولي لجدك إنك مش موافقة؟

- مش أحسن ما تتجوز أختي وإنتوا مش عايزين بعض يا عمار طب أفرض اتعلقت بيك ؟ أنا مش موافق ولا هسمح لحد يأذي أختي أو يجبرها على حاجة مش عايزاها احنا فين هنا؟

- دا اللي حولت افهمه لجدك بس هو رافض حتى يسمعني وبيكلمني بتهديد، يا إما أوافق يا إما يتبرى مني، معرفش بس حسيت كده من كلامه!

- كمان!

..

دخلت أوضتي وأنا عمالة أراجع تاني كلامه وحاطة إيدي على قلبي مفهمتش هو ليه طلب مني كده! بيغير عليَّ مثلًا ولا إيه؟ مفهمتش، تاني يوم عرفت إنهم اتجمعوا بليل عند جدي وطلبوني منه وجدي وافق، وبابا رجع من عند جدي مبسوط وفرحان، وأنا كالعادة مكنتش عارفة استوعب هو اللي بيحصل ده جد وحقيقي ولا حلم وهفوق منه مكسورة، كان خلاص فاضل اسبوعين على التخرج، فاضل اسبوعين وأودع كُليتي، 

سمعت بابا وماما بيتكلموا عن كتب كتابي، يوم الجمعة الجاية، كنت عايزة اطلع اقول لهم بعيد يوم الجمعة لو ينفع خلوه النهاردة، حاولت أكون مُتزنة وامسك أعصابي، خرجت عادي من الأوضة كأني رايحة أشرب ومسمعتش حاجة، لاقيت بابا بينادي عليَّ

 ....

- أنا عايز افهم حاجة، جواز إيه؟ اللي محدش سألك فيه عن رأيك ولا حتى فكرتي تعترضي؟ 

- يا عليّ مش أبوك قال لك متفتحش معاها كلام في الموضوع ده!

- ماهي حاجة تجنن العاقل دي ماقلتش أي حاجة ولا حتى أدنى اعتراض !

- طب وإنتَ زعلان ليه؟

- مش زعلان بس مستغرب، ما تتكلمي يا بنتي

- أنا هعمل شاي تشربوا معايا؟

- شاي! 

- أيوه، عشان هدخل اذاكر

- يا بنتي كتب كتابك الأسبوع الجاي مش عايزة تشاركي برأيك في حاجة؟ 

- كنت حاسة إني هقول لبابا إني معترضة على يوم الجمعة، وعيزاه النهاردة، استعنت باللّٰه وهديت أعصابي..

- لأ، مش عايزة أقول حاجة بعد جدي.

- أموت وأعرف إيه اللي بينك وبين جدك؟

- بعد الشر عنك يا بابا، هتشرب شاي؟

- شاي إيه؟ اعملي كركديه عشان دمي فاير منك ومن جدك.

- من عنيا يا أحلى بابا ♡

- بنتك شكلها بتحب عمار يا عليّ !

- بس هو شكله مبيحبهاش ومغصوب عليها يا أم عبد الرحمن!

- ربنا يستر...


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي

مكنتش مصدقة إن لمة الرجالة دي كلها عشاني أنا وعمار عشان كتب كتابنا، جدي رفض تكون خطوبة من غير عقد، عمار حاول معاه بس هو رفض، على قدر فرحتي بكل حاجة كانت بتحصل حواليَّ على قدر الرعب والخوف اللي كنت فيه إن عمار يفضل رافضني كده، وميحاولش حتى يعرفني من جوايا ويكتشف قدر حبي له! بعد ما بقيت خلاص مراته، مش مجرد خطيبة ممكن يفسخ معاها في أي وقت!

- مبروك..

- اللّٰه يبارك فيك!

- هتروحي تنامي؟

- مش هنخرج!

- نخرج ليه؟

- أقصد يعني تخرجني نتعشى سوا زي ما عبد الرحمن خرج هو وخديجة يوم كتب كتابهم!

- عبد الرحمن وخديجة خرجوا يوم كتب كتابهم، عشان كانوا بيحبوا بعض، خرجوا عشان هما عايزين يخرجوا فعلًا، مش خارجين تمثيل!

..

حسيت إن في حاجة بتحرقني في عنيا، لما دموعي نزلت على خدي واكتشفت إني ببكي ومش قادرة أرد عليه حسيت بوجع أكبر، حسيت إن كلامه انغرس في قلبي، مقدرتش اسمع منه ولا كلمة، قومت وسيبته دخلت أوضتي وقفلت الباب بالمفتاح، وعرفت إني محتاجة وقت كبير جدًا عشان أخلي عمار يحس بيَّ ويعرف إني بحبه وهو كمان يبدأ يحبني!

تاني يوم كان عندي كُلية، نزلت بدري قبل ميعادي بكتير كنت عايزة اتمشى شوية وافكر في حياتي الجديدة، وقفت قدام النيل على الكورنيش أول ما عنيا لمحت دبلة عمار نسيت أي حاجة كانت مزعلاني ومسببة لي ألم، مفتكرتش غير عمار حبيبي اللي امبارح بس بقى جوزي، حضنت إيدي اللي فيها دبلته وأنا بيتجدد جوايا أمل جديد إن ربنا هيساعدني مش هيسبني لوحدي وهيخلي عمار يحبني عشان هو وحده اللي بإيده قلوب العباد.


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي

رميت ورا ضهري أي خوف واستعنت باللّٰه وأخدت بعضي ومشيت عشان ألحق اللي هعمله في الكلية لأن امتحاناتي كانت خلاص قربت تخلص، بعدها بحوالي خمس ساعات رجعت البيت مكنش فيه حد تقريبًا كان بابا وأخويا في شغلهم وماما وأخواتي كانوا في بيت جدي تحت كالعادة، دخلت أوضتي فكيت الحجاب وغيرت هدومي وروحت المطبخ أدور على حاجة أكُلها لاقيت  طبق السيريلاك بتاع عُبيدة ابن عبد الرحمن اخويا في التلاجة كنت لسه هحضر أكل واسخن كسلت جدًا، لاقيت الباب بيخبط جامد من اللبخة خرجت افتح الباب والطبق في إيدي، عمار!

- في إيه؟

-إنتِ مُتخلفة؟ رايحة تفتحي الباب بشكلك ده؟

حسيت إني جالي فقدان في الذاكرة وحاولت افتكر أنا لابسة إيه؟ افتكرت وياريتني ما افتكرت، طلعت اجري على الأوضة أو كنت لسه هجري لاقيته شدني من دراعي

- اتهببي اقعدي هنا ما إنتِ فتحتي الباب خلاص، إيه اللي في الطبق ده؟ 

- ده أكل

- بتأكلي إيه يعني ؟

- لا لا مش أكلي دا أكل عُبيدة

- بأمارة ما شفايفك ملحوسة، امسحي امسحي، رايحة فين؟

- مفيش حد هنا!

- عارف مامتك وأخواتك تحت، أنا جاي عايز اكلمك شوفتك وإنتِ طالعة، عايز رقمك صحيح خدي سجليه هنا ورني عليَّ عشان رقمي يظهر عندك وأبقي سجليه.

..

تليفوني كان على الكرسي جنبه خوفت لو رنيت يعرف إني مسجلاه عندي بإسم إيه!

 - حاضر هسجله..

 - رني كده، تليفونك اللي هناك ده، هاتيه

 - خلاص سجلته خد.

- مرنتيش ليه؟

- رن أهو معاك!

- خلاص هبقى أرن بعدين، المهم أنا كنت عايز أقول لك إني مكنتش أقصد ازعلك امبارح يعني كنت بتكلم عادي مكنتش اعرف إن الكلام هيضايقك بالشكل ده ويخليكِ تبكي.

- طول عمرك أصلًا مش فالح غير في كده.

- نعم قولتي إيه مش سامع؟

- بقول لك محصلش حاجة عادي، كنت مضايقة بس شوية

- طيب عايز اقول لك على حاجة تانية، أنا عارف إن الموضوع حصل فجأة وإن كل واحد فينا مخطط لحياته، واحنا عملنا كده عشان جدي اللي طلب مننا، احنا ممكن نفضل مخطوبين لحد بس ما الفيزا تطلع ولما اقرب اسافر نفسخ الخطوبة وتقولي إنك مرتاحتيش معايا عشان جدي ميزعلش مني.

- بس احنا مش مخطوبين، احنا كتبنا الكتاب امبارح ولا حضرتك نسيت؟ 

- لا حضرتي منسيش يا أم نص لسان أنا حاولت اقنع جدي بخطوبة بس لكن هو رفض ورأسه وألف سيف نكتب الكتاب قال إيه عشان ناخد على بعض ونحب بعض!

- مش شايف إننا نستاهل فرصة؟

- مين؟ أنا وإنتِ! خالص مفيش أي كيميا بينا أصلًا !

 -صح عندك حق، لو كان الأمر بإيدي أصلًا مكنتش أوافق حتى على خطوبة مش كتب كتاب لكن المشكلة إن جدي اللي طلب ومقدرتش أرفض، لو سمحت أخرج عشان جاية من الكلية تعبانة وعايزة أنام.

- مش هتنزلي تتغدي معانا ؟

- لأ نفسي انسدت!

- ما لازم تنسد في واحدة في سنك تأكل سيريلاك يا أم نص لسان؟

- لو سمحت كفاية إهانة وأخرج بقى

- إهانة مرة واحدة؟ أنا بهزر معاكِ على فكرة!

- دا ولا وقته ولا مكانه ولا حتى وضع هزار، لو بابا ولا عبد الرحمن شافوني وأنا واقفة معاك كده ومفيش حد في البيت هيقولوا إيه؟

- عشان لابسة لبس قصير وشعرك مفرود ووشك ملحوس سيريلاك! لا متقلقيش مش هيقولوا حاجة واقفة مع جوزك عادي! 

- بتعمل إيه؟

- استني متخافيش كان فيه سيريلاك هنا بمسحه، امممم طعمه حلو. 

- لو سمحت امشي!

- خلاص ماشي، بس انزلي اتغدي عاملين اكل حلو جدًا تقريبًا بيحتفلوا بينا.

- لأ مش هنزل أنا هدخل أنام.

- اسمعي الكلام، لو منزلتيش هجيب الأكل هنا وأكلك غصب عنك قدام عمي وعبد الرحمن، يلا أنا هنزل.

..

فضلت أراجع كل الأحداث اللي كانت بتحصل في اليومين اللي فاتوا مكنتش عارفة استوعب ولا أتخيل هو حقيقة فعلًا ولا بتخيل!

دخلت أوضتي وحاولت أنام شوية معرفتش، بعدها بثواني سمعت صوت رسالة على تليفوني كانت منه، عمار حبيبي" كنت مرعوبة يشوف أنا مسجلة اسمه بإيه؟ لاقيته كاتب لي لو منزلتيش تأكلي هنفذ كلامي واكسفك يا جويرية إنتِ حرة.

في ثواني كنت قايمة من على السرير ولبست هدومي ونزلت مكنتش هستحمل أي موقف احتكاك تاني معاه، ممكن اقر واعترف له بكل حاجة.

أول ما نزلت تحت في بيت جدي ودخلت الصالة لاقيته في وشي وبيبتسم بإنتصار عشان خلاني انزل لأنه عارف إني خوفت ينفذ تهديده، حاولت إني اصرف نظري عنه وأنسى إن الابتسامة الفظيعة  دي  مش ليَّ أنا ، بس مقدرتش لاقيتني ببتسم له بمنتهى الرضا كأن بينا حاجات كتير خاصة محدش يعرف عنها حاجة وكأن هو كمان حس بنفس الإحساس فَـ بطل يبتسم لي ورسم على وشه الجدية ومسك تليفونه يبص فيه، لاقيت خديجة أخت عمار بتقول لي لابسة لبس خروج ليه مفيش حد غريب هنا روحي غيري وإلبسي لبس مُريح ولا فُكي حجابك يابنتي خلاص عمار مبقاش غريب ده جوزك!

لسه جاية أرد عليها لاقيت عمار وقف جنبي وسند بدراعه على كتفي، وحوط بيه الناحية التانية وقرصني في خدي وهو بيضحك وبيقول لي متسمعيش كلام أختي دي باللّٰه لحسن بعد كده تنسي نفسك وتروحي تفتحي الباب لأي حد بلبس البيت زي واحدة صاحبتنا

حسيت إن وشي بيخرج نار، وخديجة واقفة تبص لنا ومش فاهمة حاجة!

- على فكرة الهانم دي أكلت أكل ابنك

- بالك على مين يا عمار؟

- مراتي يا بنتي أكلت السيريلاك بتاع عُبيدة شديت منها الطبق بالعافية وأنا كمان دوقته طعمها كان حلو على فكرة!

..

افتكرت هو يقصد إيه! بقيت واقفة محتارة فيه مش عارفة أفهم هو عايزنا مع بعض ولا مش عايزنا، كلامه معناه حاجة وتصرفاته بتقول حاجة تانية خالص لاقيت خديجة بتشاور بإيديها وبتقول مجانين واللّٰه ربنا يستر ومشيت وسابتنا، وأنا تعصبت منه وشيلت دراعه من على كتفي فضل ماسك إيدي ومش راضي يسبها ..


- لو سمحت بطل هزارك ده لأنه بايخ جدًا

- أنا عملت حاجة؟ 

- تقصد إيه من كلامك وتصرفاتك دي؟

- أنا معملتش حاجة إنتِ اللي مسكتي دراعي الأول.

.. 

حسيت بإهانة وكنت متعصبة منه ولو كنت رديت عليه وقتها كنت هتكلم بصوت عالي وكلهم كانوا هيسمعوني سيبت البيت وجريت كنت هطلع شقتنا بس خوفت ألاقي بابا هناك ويشوفني وأنا بعيط، طلعت على السطوح وقعدت أعيط، لاقيته طلع ورايا

 

- أنا مش واقف بكلمك بتمشي وتسبيني ليه؟

- أنا مش عايزة اتكلم معاك

- يعني إيه مش عايزة اتكلم معاك؟

-ومش عاجبني اسلوب معاملتك ده ولا هزارك منين بتقول عايزنا نسيب بعض قبل ما تسافر ومنين كل شوية تتكلم معايا وتضحك وتهزر وتخليني اتعلق بيك ولا إنتَ بتتسلى لحد ما تسافر حاجة ببلاش يعني!

- احترمي نفسك أنا لو مش عامل خاطر لجدي وعمي وأبويا وعبد الرحمن أخوكِ أنا كنت كسرت عضمك دلوقت على الكلمة اللي إنتِ قولتيها دي، أنا مقصدش كل القرف اللي إنتِ فهمتيه ده أنا بهزر معاكِ زي ما بهزر مع أخواتي

- وأنا مش أختك، وقبل ما نكتب الكتاب مكنتش بتهزر معايا أصلًا إيه اللي اتغير عشان تهزر دلوقت؟

- عادي بس مش لدرجة إنك تفسري الموضوع بالشكل المقزز ده!

- ملهوش معنى غير كده، واللي اتغير إني بقيت مراتك، وأنا مش هقبل باللعبة السخيفة دي أنا مشاعري مش لعبة، مش عايزني يبقى نسيب بعض مش تفضل تتسلى لحد ما تقرب تسافر على حسابي

- قولت لك اخرسي متكرريش الكلام ده تاني إنتِ شيفاني كده فعلًا ؟

- تصرفاتك بتقول كده.

- وإنتِ عبقرية وبتفهمي أوي، حاضر يا ست المحامية المُحللة العميقة هنسيب بعض بس مش دلوقت شهر واحد بس عشان لما نسيب بعض يصدقوا إن فيه سبب سيبنا بعض عشانه، اتفضلي انزلي

- مش عايزة انزل أنا حرة، ومن هنا ورايح يبقى أحسن لو كل واحد بقى في حاله وملهوش دعوة بالتاني

- يبقى أحسن حاجة عملتيها، أنا غلطان إني كلمتك أصلًا.


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي

قعدت أبكي على غبائي بدل ما كنت بحاول إننا نقرب من بعض ونكون أصحاب بهدلت كل حاجة وبوظت حتى صورته في عنيا، دلوقت أو بعدين كان لازم ده اللي يحصل.

فات حوالي شهر من غير ما نتكلم وكنا بنتجنب نشوف بعض حتى لو صدفة واتقابلنا كان كل واحد فينا بيلف عكس التاني، خلصت امتحانات ونتيجتي طلعت ونجحت وحفلة التخرج قربت، الحلم اللي عشت عمري كله بحلم بيه إني بحضر حفلة التخرج وعمار معايا ماسك إيدي في إيده، حسيت إنه مستحيل مش ممكن يحصل، تاني يوم كان الجمعة وكلنا كان متجمعين في بيت جدي تحت، لاقيت بابا بيبتسم وبيبص لي وبيقول مش تباركوا لِـ جويرية نجحت وحفلة التخرج كمان أسبوع.

 

- أحلى متر اسمها جويرية ♡ 

- لأ يا عبد الرحمن قول إن شاء اللّٰه دكتوراة 

- حبيبتك دي ياست خديجة طول عمرك تدافعي عنها حتى لما كان عمار يقول عنها بنص لسان كنتِ بتقفي له

 ...

لاقيتني ببص ناحيته كان باصص قدامه في الطبق كأنه مش واخد باله لاقيته بيبص لي وبيقول لي مبروك

- مبروك كده بس، ليه مش هتاخدها توديها حفلة التخرج تروح معاها تحضرها وتجيبها؟

- أنا عندي شغل يا جدي.

- تفضي نفسك يا ابن ياسر وتروح مع مراتك.

- حاضر يا جدي

..

لاقيت فاتن أختي قرصتني في رجلي وغمزت لي وقعدت تضحك، بصيت لجدي وأنا في منتهى السعادة لاقيته ابتسم لي في لمح البصر وابتسامته اختفت، كنت عايزة اقوم احضنه وأقول له شكرًا يا جدي إنك موجود في حياتي، جدي كان هو أكتر إنسان غالي على قلبي اتولدت على إيده هو أول واحد شالني وسماني على اسم جدتي من حبه فيها هو أكتر واحد فاهمني وعارف يعني إيه حُب، أنا أخدت رزقي كله في جدي ربنا ما يحرمني منه، بعدها بأسبوع كان عمار واقف تحت البيت منتظرني، نزلت ركبت جنبه العربية من كتر ما قلبي كان بيدق جامد كنت خايفة يسمعه ويعرف حالتي، فجأة لاقيته قرب ناحيتي قلبي كان هيقف مد إيده وفتح طابلوه العربية كأنه كان قاصد يعمل الحركة دي عشان يغيظني، بس حاولت أفضل هادية ومبصيتش ناحيته، لاقيته ماسك علبة طويلة ومتغلفة كانت علبة هدية

- اتفضلي

- إيه دي؟

- هديتك، مبروك على النجاح والتخرج، ودي هدية عادية جدًا لبنت عمي ملهاش أي تفسير عشان دماغك متروحش لبعيد وتقعدي تفكري تفكير قذر.

- لو سمحت! 

- أسف واللّٰه مقصدش، خديها بقى بدل ما هحدفها من الشباك

- خلاص خلاص شكرًا.

- مش هتفتحيها؟

- طيب.

- طب افتحيها، عمومًا خلاص براحتك متفتحيهاش!

- شكرًا على الهدية.

- عفوًا.

..

بعد حفلة التخرج رجعنا ركبنا تاني العربية عشان نرجع البيت لاقيته بيقول لي هااا بقى تحبي نروح نتغدى فين؟

- مين؟

- أنا وإنتِ يا جويرية!

- ليه؟

- عادي مش جعانة؟ إيه يا بنتي نروح نتغدى ونحتفل بيكِ كده بما إنك اتخرجتي وبقيتي متر على رأي عبد الرحمن أخوكِ

- عايز تخرج معايا يعني؟

- إنتِ مش عايزة تخرجي نتغدى سوا؟

- لأ مش عايزة ياريت نرجع البيت.

- أنا غلطان إني سألتك أصلًا!

- رايح فين ده مش طريق البيت؟

- هنروح نتغدى عشان أنا جعان.

- مش عايزة.

- بس أنا عايز اروح اتغدى عندك مانع!

- خلاص بس أنا مش هاكل حاجة!

 ...

- بتهزر !! مطعم سوشي؟

- لسه برضو مش هتاكلي؟!

- إنتَ قاصد تجيبنا هنا بقى!

- بصراحة آها، مش بتحبي السوشي برضو؟

- آها

- يبقى انزلي بقى نتغدى وبلاش رخامة.

- طيب

..

نزلنا المطعم اتغدينا وخلصنا وكان كل واحد سرحان ومحدش فينا اتكلم، رجعنا ركبنا العربية تاني، ومحدش فينا برضو فكر يتكلم، وصلنا قدام البيت، عمار ركن العربية وأنا نزلت ودخلت البيت لاقيته بيرن عليَّ وقفت استنيته جوا لاقيته داخل وفي إيده العلبة!

- إيه مش عايزاها؟

- أسفة نسيتها..

- مش هتفتحيها!

- ثواني هفتحها.

- إيه رأيك في السلسة؟

- مفتاح!

- آها، وحشة؟

- لأ جميلة بس غريبة شوية أول مرة أشوف سلسلة على شكل مفتاح! هو فيه آها طبعًا منها بس أول مرة اشوفها وحد يهديها لي يعني

 - عجبتك؟

- ايوه جميلة بس معناها إيه؟

- عادي ملهاش معنى هي عجبتني وكنت حاسس لما شوفتها إنها هتبقى لايقة عليكِ

- مش عارفة بس استغربت!

- ممكن ألبسها لك ؟

- ماشي بس هنا لازم دلوقت يعني!

- لا عادي بس كنت حبابب أشوفك وإنتِ لبساها 

- ماشي هلبسها، تصبح على خير، وشكرًا على اليوم ده.

- وإنتِ من أهله، هتنامي على طول؟

- أيوه هصلي بس وأنام على طول.

- أنا هخرج أروح اقعد مع صحابي شوية..

- طيب

- مش عايزة حاجة؟ أي حاجة أجبها لك معايا!

- لا شكرًا، بعد إذنك!

- اتفضلي..


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي

فضلت طول الليل اتقلب على السرير معرفتش أنام زي ما كنت متخيلة، قومت جبت السلسلة وفضلت اتمعن في شكلها مكنتش عارفة أفهم معناها إيه؟ ولا ده مفتاح يبقى هيفتح إيه؟ وليه جاب الهدية دي بالذات دلوقت!

لاقيت تليفوني بيرن بصوت رسالة من عمار، فتحتها كان كاتب فيها "نمتي؟" 

كان نفسي أرد عليه وأفضل أرغي معاه للصبح، بس كل مرة كنت بحاول أقرب فيه منها ويبقى بينّا ود ومحبة كنت بفتكر كلامه لما قال لي إنه عايز يسبني لما يسافر، مكنتش بعرف انسى كأن فيه سورعالي بينّا هو السبب فيه، 

الصبح نزلت اقعد مع جدي، فضلت ساكتة، كل شوية يبص لي ويرجع يسبح بالمسبحة تاني من غير ما يقول حاجة..

- مالك يا بنت عليّ مش عادتك تسكتي متحكيش!

- مفيش حاجة يا جدي سلامتك كنت حابة اقعد مع حضرتك بس..

- روحتي فين مع جوزك امبارح؟

-جوزي!

- إيه نستيه؟

- عمار أيوه، بعد ما خرجت من الكلية روحنا اتغدينا واتمشينا شوية تصور يا جدي جاب لي هدية إيه؟ سلسلة على شكل مفتاح هي حلوة بس استغربت شكلها، كان عايز يلبسهالي بس أنا رفضت، أنا عارفة إني كسرت بخاطره، بس هو كمان ...

- جدي ممكن أدخل؟

- تعالى يا ابن ياسر

- صباح الخير يا جدي، صباح الخير يا جويرية، جدي أنا هنزل الصعيد فيه شغل هناك هخلصه وهرجع بكرا إن شاء اللّٰه

- هتروح المزرعة؟

- لأ هقعد في فندق، أنا حجزت خلاص

- خد مراتك معاك.

- أروح أعمل إيه يا جدي؟ لأ بلاش

- تعالي لو عايزة مفيش مشكلة هتصل وأحجز لك أوضة دلوقت.

- اسمعي الكلام يا بنت عليّ!

- هتيجي؟

- ماشي

- خلاص حضري شنطتك واتصلي عليَّ عشان أطلع أخُدها منك.

- حاضر، أنا هطلع استأذن بابا وأحضر الشطنة وهتصل لما اخلص، بعد اذنك يا جدي. 

....

فضلت واقفة في الأوضة مش عارفة أروح فين ولا هعمل إيه؟ قولت لبابا وقال لي روحي طالما جدك اللي قال، كنت حاسة إني في مسلسل سخيف، كل حاجة كانت بتحصل مكنتش ببقى مبسوطة زي ما كنت متخيلة.

كنت حزينة وحاسة إني مجبورة وإن مش المفروض كل حاجة تحصل بطلب من جدي، لو هو عايزني معاه كان المفروض هو اللي يطلب، اخدت التليفون وكتبت له رسالة " أنا مش عايزة أسافر تقدر تمشي أنا مش جاية" 

بعدها بثواني لاقيته بيتصل كنسلت عليه وقفلت التليفون نهائي، شوية ولاقيت فاتن أختي بتخبط على باب أوضتي بتقول لي كلمي عمار عايزك برا بسرعة، خرجت له وفاتن سابتنا وخرجت من أوضة الضيوف.

- إيه الرسالة اللي كتبتيها دي؟

- إيه؟ مفهمتهاش؟

- لأ فهمتها أكيد بس ليه مش عايزة تيجي؟

- عشان مش عايزة!

- ليه مش عايزة؟ إنتِ مضايقة مني أنا زعلتك في حاجة؟

- عشان أنا تعبت من المسلسل السخيف ده، كل شوية مراتك مراتك وجوزك جوزك، طالما كل واحد فينا هيروح لحاله يبقى دلوقت مش بعدين، أنا عايزة أشوف حياتي، ممكن يكون فيه فرصة أحسن مستنياني!

- تقصدي إيه؟ فرصة مع مين؟ إنتِ عايزة تطلقي عشان تروحي تتجوزي حد تاني؟

- ليه لأ ؟ هو احنا لما ننفصل إنتَ كمان مش هتفكر تتجوز لما تسافر وتستقر؟ أنا كمان من حقي يكون ليَّ حياة وراجل يحبني مش هفضل في المسلسل ده كتير!

- طب اخرسي بدل ما أكسر لك دماغك الغبية دي، هنزل تحت استناكِ عشر دقايق لو محضرتيش نفسك هطلع اخدك بالهدوم اللي عليكِ دي

- مش جاية!

- إنتِ حرة، بس متبقيش تعيطي بقى لما انفذ كلامي، العشر دقايق بدأوا

- مش جاية ياربي بقى

- نفسي متجيش يا جويرية واتفرجي بقى على اللي هعمله

....

خوفت عارفة إنه مجنون وممكن يعمل أي حاجة، سابني ونزل وعيونه كلها شر وكأن عفاريت الدنيا كلها بتتنطط قدامه وبتغيظ فيه، 

جريت على الأوضة حضرت شنطتي، وفتحت التيفون لاقيته بيتصل التليفون اتنفض من إيدي، فتحت وأنا مرعوبة، قال لي خلصتي؟ قولت له أيوه، قفل السكة في وشي وبعدها بشوية كان طلع أخد مني الشنطة وسلمنا عليهم كلهم وعلى جدي، وأنا عمالة أقول حسبي اللّٰه ونعم الوكيل في سري وشوية وكنت همسك في جدي وأعيط وأقول له مش عايزة أروح معاه، 

أخد الشنطة مني ومعاها شنتطه وحطهم في العربية من ورا ورزع الباب جامد، وركبني العربية ولف هو كمان عشان يركب، وبدأ يتحرك بالعربية، وطلعنا على الطريق وهو لسه ساكت بس كان باين عليه العصبية، 

وقف قدام بنزينة نزل ودخل يشتري من السوبر ماركت اللي جنبها، جاب كيسة كبيرة، وراح حاططها على حجري، وركب وقفل الباب، الكيسة كانت ساقعة كنت عايزة أنزلها في الأرض بس خوفت منه بصراحة،

اتحرك بالعربية، بعدها بشوية قال لي هاتي ماية من الكيسة، فتحتها ودورت على ماية، طلعتها وقربتها ناحيته، راح قايل لي افتحيها مش شيفاني بسوق!

يا صبر وبعدين بقى في الرعب ده، بلعت الكلام جوايا وفضلت هادية وفتحتها وعطيتها له، قال لي اشربي الأول!

 تنحت له!!

- اشربي إيه مش فاهمة اشربي ماية شكلك مخضوضة وخايفة

- كتر خيرك واللّٰه، تهددني فوق وجاي دلوقت تقول لي اشربي !!

- اشربي بس عشان تهدي كده، بسرعة بس عشان فيه آيس كريم وهيسيح..

مكنتش عارفة أضايق منه ولا أضحك من تصرفاته، طول عمره كده يتعصب جامد جدًا وبعدين يهدى ويهزر كأنه معملش حاجة، طنشت الضيقة اللي كانت جوايا، وشربت ولسه هقفلها قال لي لأ هاتي عايز أشرب!

- ساكتة ليه؟

- المفروض اغني يعني؟!

- ياريت ولا اقول لك بلاش أكيد صوتك زي عبد الرحمن أخوكِ

- حتى لو بعرف مش بغني قدام أي حد!

- بتقولي أي كلام وخلاص!

- طيب.

- طيب إيه؟

- ولا حاجة..

زعلانة مني؟

- عادي اتعودت على اسلوبك!

- اسلوبي! يعني في واحدة تقول لجوزها يطلقها عشان تشوف لنفسها فرصة وزفت على دماغك.

- لو الكلام هيبقى بالاسلوب ده مش عايزة اتكلم معاك.

- يبقى أحسن برضو

....

- جويرية

- نعم!

- أنا أسف عشان كلمتك بالاسلوب ده بس إنتِ غبية ومش بتعرفي تتكلمي!

- هااا تاني؟

- خلاص خلاص، اسفين ياستي

- تقبلته، وأنا كمان اسفة لو كنت ضايقتك، بس احنا لازم ناخد قرار في الموضوع ده أنا مش لسه هستنى كل ده!

- ممكن منتكلمش في الموضوع ده لحد ما نرجع القاهرة طيب!

- ليه؟

- يعني عشان نتفسح ويبقي يوم ظريف وكده

- عادي ما إنتَ اتكلمت فيه واحنا كنا لسه كاتبين الكتاب، ومفكرتش واقع الكلام عليَّ هيبقى عامل ازاي؟

- أنا اسف واللّٰه بجد مكنتش اقصد، بس بجد مكنتش عارف افكر وقتها وكنت حاسس إني مُجبر ومليش قرار حتى في اختيار الإنسانة اللي هرتبط بيها، إنتِ دلوقت اللي بقيتِ ما بتصدقي تفتحي الموضوع ده كل شوية، يعني فرصة حتى طيب مش كده

- فرصة؟! أنا فاكرة كويس إني طلبت فرصة وإنتَ يومها رفضت واستكترتها علينا، فاكر ولا نسيت زي ما بتحاول تنسى كل حاجة عملتها؟

- كنت غلطان يا جويرية كنت غلطان مكنتش شايفك غير الطفلة أم نص اللسان اللي كانت بتعيط أكتر ما بتعرف تتكلم، شايفك زي أختي الصغيرة.

- وإيه اللي اتغير دلوقت؟

- ممكن بس تسمعي كلامي ونتكلم لما نرجع؟ ممكن ولا مش ممكن؟

- حاضر

- مجوعتيش؟

- مليش نفس، مصدعة هنام ولما نوصل أبقى نادي عليَّ

- طيب.


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي


بالليل لاقيته بيطبطب على كتفي ويصحيني أول ما فتحت عيني اتصدمت لاقيت نفسي تحت البيت بتاعنا مكنتش فاهمة حاجة

- تعالي يا جويرية انزلي..

- عمار احنا رجعنا البيت تاني ليه؟

- تعالي نطلع طيب الأول..

- هو إيه اللي حصل؟

- تعالي انزلي..

- أخدني من أيدي ودخلنا بيت جدي كانوا كلهم موجودين ومحدش بيتكلم ..

- عمار هما بيعيطوا ليه؟ جدي جدي فين؟ جدي يا جديييي..

- جدي مات يا جويرية ادعِ له ربنا يرحمه

- لأ إنتَ كذاب متكذبش جدي عثمان مش ممكن يمشي ويسبني كده يا جدي يا جدي هو جوا في المضيفة هدخل ألاقيه جوا دلوقت

جويرية يا جويرية اهدي إلحقها يا عمار اغمى عليها!

...

صحيت تاني يوم أول ما فتحت عنيا وبصيت حواليَّ افتكرت جدي فضلت أبكي مكنتش مصدقة إني مش هشوفه تاني وإني اتحرمت منه خلاص، اللّٰه يرحمه مات بعد جدتي بسنة وكأنه مقدرش يستحمل فراقها، سمعت الباب بيخبط كان عمار

- عاملة إيه دلوقت يا جويرية؟

- مش عارفة بس حاسة إن قلبي مخلوع من مكانه، أنا مش قادرة أصدق إني مش هشوف جدي عثمان تاني يا عمار مش هنزل الصبح أصلي الفجر جماعة وراه وبعدها أنام على حجره ويرقيني وأفضل قاعدة معاه لحد ما النهار يطلع وهو بيحكِ لي عن جدتي جويرية 

محدش غيره كان بيقول لي يابنت عليّ كان بيفهمني من نظرة مكنتش بحتاج اتكلم عشان يفهمني مش عارفة هقدر اتحمل الحياة ازاي من غير وجوده، مش هقدر أصلًا اتحمل يا عمار، قلبي بيوجعني مش هقدر واللّٰه يارب مش هقدر يارب فراقه صعب صبرني يارب، اغفر له وارحمه زي ما هو كان رحيم بينا وحنين علينا يارب

...

وفضلت اتنفض وأبكي لاقيت عمار شدني في حضنه وفضل يطبطب عليَّ ويبكي معايا، حسيت إننا بقينا شخص واحد لمجرد إننا شاركنا بعض حزننا، كنت ماسكة فيه جامد كأني بقول له متسبنيش إنتَ كمان يا عمار متسبنيش بعد ما لاقيت مكاني جنبك ضغط على ضلوعي بقوته كأنه سامعني وبيقول لي مش هسيبك يا جويرية، فضلنا نبكي في حضن بعض لحد ما تعبت حسيت إني بنام وبقول لـِ عمار متسبنيش وتمشي، سمعت كأنه رد عليَّ وقال لي متخافيش مش همشي ومتبت في إيدي،


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي


 صحيت بالليل كنت لوحدي في الأوضة حسيت إني كنت بحلم مكنش بجد؟ لاقيت الباب اتفتح..

- عمار؟

- دي أنا يا جويرية..

- فاتن هو عمار كان هنا؟

- مش عارفة مشفتهوش أنا طول اليوم كنت تحت أنا وماما وخديجة، وبابا وعبد الرحمن تحت مش بيطلعوا خالص عشان العزا، إنتِ كويسة؟

- الحمدللّٰه

- طب قومي عشان تأكلي يا جويرية إنتِ مأكلتيش من امبارح من وقت ما الدكتور كشف عليكِ امبارح وأخدتِ المهدئ

- مليش نفس مش قادرة واللّٰه مش قادرة، أنا هقوم أصلي واقرأ قرآن

...

بعد ما خلصت طلعت فوق السطوح كنت عايزة انزل تحت بس مقدرتش ادخل وجدي مش هناك، بيت جدي يعني أول ما أدخل هناك ويشوفني بيقول لي تعالي يا بنت عليّ من وقت ما جدتي ماتت بطل يناديني بإسمها حتى لما عمي عمار مات بطل ينادي عمار هو كمان بإسمه وبقى يقول له هو كمان يا ابن ياسر، طلعت السطوح لاقيت عمار قاعد فوق لوحده لسه كنت هلف وأنزل شافني..

- تعالي متمشيش

- أنا كنت عايزة اقعد لوحدي

- تعالي مش هضايقك بس خليكِ متمشيش أنا عايز اقعد معاكِ

- طيب

- عاملة إيه؟

- الحمدللّٰه، ممكن اسألك على حاجة

- قولي..

- هو إنتَ دخلت أوضتي النهاردة ؟

- ايوه..

- وقعدت معايا ؟

- ايوه، وعيطنا سوا وقولت لي متسبنيش وتمشي وقولت لك مش همشي

- يعني مكنتش بحلم! أومال ليه لما  صحيت ملاقتكش جنبي؟

- عبد الرحمن اتصل بيَّ نزلت وقفت معاهم تاني ولما رجعت ابص عليكِ لاقيتك لسه نايمة طلعت اقعد هنا استناكِ عشان كنت عارف إنك هتهربي هنا ومش هتقدري تنزلي تحت

- أنا فعلًا مقدرتش..

- أنا مش هسافر ألمانيا!

- ليه؟

- عشان مش عايز..

- أومال عايز إيه؟

- فاكرة لما عطيتك السلسلة اللي فيها مفتاح!

- ايوه..

- المفتاح ده هو إنتِ، إنتِ مفتاح سعادتي ومحتاج لك في حياتي مش هقدر أسيب هنا وأمشي مش هقدر أسيبك وأمشي، يوم لما جدي طلب مني اننا نتجوز قولت له أنا مش هتجوز واحدة مش بحبها قال لي وقتها المرة الزينة هتخلي جوزها يحبها، 

وأنا حبيتك يا جويرية ومش عايز اسيبك، أنا عايز أكمل حياتي معاكِ يوم لما قولت لي ننفصل وكل واحد يشوف حياته وفرصة جديدة مع حد تاني معرفتش اتخيل نفسي مع واحدة غيرك واللي جعني أكتر كأنك جبتي سكينة ودبتيها في قلبي لما قولتِ إنك هتتجوزي غيري الدم غلي في عروقي لو مكنتش اتمسكت بعقلي وقتها كنت كسرت دماغك وولعت في البيت ده حريقة،

 بس كنت عارف إنك هبلة بتقولي أي حاجة عشان كرامتك مجروحة وعايزة تقهريني زي ما أنا قهرتك يوم كتب كتابنا، أنا أسف على كل لحظة وكل يوم نمتي فيه مقهورة وزعلانة بسببي بس أنا مش عايز اسيبك يا جويرية ممكن تدينا فرصة، 

أنا بحبك♡

- إنتَ أغبى إنسان شوفته في حياتي أخيرًا حسيت أنا كنت فقدت فيك الأمل، كان لازم كل ده يحصل عشان تحس!

- كنت أعمى سامحيني..

- مسمحاك يا عمار مسمحاك حتى لو مكنش لينا أي فرصة تاني مع بعض حتى لو محبتنيش حتى لو كنت سافرت مسمحاك، اللي بيحب مش بيعرف غير إنه يسامح

- اللي بيحب!

- مش بقول لك غبي

- طب احترمي نفسك وكفاية طولة لسان لحد كده

- حاضر

- ممكن أطلب منك طلب؟

- اطلب

- ممكن أنام على حجرك يا بنت عليّ ؟

- نام يا ابن ياسر

- وترقيني؟

- وأرقيك..

.

.


اسماء شميس  حكاوي بالعامية، عمار ابن عمي






هل اعجبك الموضوع :

Kommentare