حكاوي بالعاميةأسماء شميس
أول مرة اتخطبت كانت خطوبة بعد قصة حب لمدة ٣ سنين، كنت في سنة تالتة كلية حقوق، أنا وياسر زميلي كنا بنحب بعض من سنة أولى، مكنش عندي أصحاب كتير كان هو كل أصحابي، أنا فاكرة كويس يوم ما قال لي إنه عايز يجيب أهله ويتقدم لي كنت مبسوطة وطايرة من الفرحة، واتقدم لي واتخطبنا ♡
دائمًا علاقة الارتباط الرسمية مش بتكون زي علاقة الارتباط المخفية عن الأهل والناس عمومًا، فيها حاجات كتير مختلفة، الرسمية بيكون كل طرف واضح فيها أكتر ومفيش تلاعب ولا كذب كتير، على الأقل يعني بين الأهل، لكن الارتباط المخفي بيكون كله كلام معسول ووعود جايز تحصل وجايز لأ وكل واحد وحظه!
أول صدام حصل بيني وبين ياسر لما اتصل بيَّ مرة وأنا برّا البيت يومها اتخانق معايا وقال لي ازاي تخرجي من غير ما تستأذني مني!
وقتها اتعصبت منه وقولت له إنه خطيبي مش زوجي عشان استأذن منه وإني استأذنت من بابا وهو وافق ازاي يعني أروح اقوله معلش يا بابا مش هخرج غير لما خطيبي يسمح لي بالخروج؟! ازاي يعني ! وقتها حسيت انه عايز يتحكم وخلاص بدون أسباب مهمة!
موقف تاني كنت طالعة رحلة مع أهلي وقرايبنا كلهم هنطلع فيها سوا زي كل سنة وقتها قال لي لأ أنا مش موافق ومش هتطلعي معاهم، ولما رفضت كلامه قال لي يا أنا يا الرحلة ؟! طب ازاي يعني؟ إيه ده ازاي يا هو يا الرحلة مع أهلي؟ يعني ممكن يجي يوم يقول لي برضو يا أنا يا أهلك ؟! أو حد تاني من أهله يخيره بينه وبيني وساعتها ممكن يفرط فيَّ بسهولة؟! وقتها حسيت معاه بعدم الامان.
أنا فاكرة مرة كان عندنا في البيت جاي زيارة وقال لي عايز أشرب لما قومت أجيب له يشرب رجعت لاقيته ماسك تليفوني وبيفتش فيه و بيقرأ الرسايل ولما دخلت قال لي كل دي بنات عندك ؟! ملهمش لازمة بصي اقفلي الأكونت ده وأنا هعملك واحد غيره.
اسلوبه ضايقني أوي لاقيت نفسي شديت منه التليفون وقولت له أنا مش بعمل حاجة غلط مش من حقك تدور في حاجاتي الخاصة وحتى لو بعمل حاجة غلط مش من حقك تهتك ستر ربنا عليَّ.
رد عليَّ وهو بيضحك بسخرية وقال لي لأ احنا مفيش بينّا خصوصيات وبعدين مش ممكن تكوني بتكلمي حد من ورايا زي ما كنتي بتكلميني من ورا أهلك؟!
وقتها معرفتش أرد نهائي ولاقيت نفسي بنسحب على أوضتي وأنا ساكتة.
ولما رجع بيته حاول كتير يكلمني مكنتش عايزة اكلمه، سابني اسبوع وبعدها جالي البيت وجاب لي هدية وفضل يراضي فيَّ ويعتذر ويقول لي أسف حقك عليَّ مكنتش أقصد ازعلك أنا بحبك وفضل يصالحني، لاقيت قلبي بدأ يميل إني أسامحه شوية بشوية وسامحته وعدى الموضوع..
وحصل مابينا صدامات كتير طول سنة رابعة لحد ما اتخرجنا، وكانت القشة اللي قصمت ظهر البعير لما عرضت فكرة إني احضّر الماجستير يومها قال لي إنتِ مش محتاجة الماجستير في حاجة اصلًا لأنك مش هتشتغلي !
يا سلام! يعني أنا مش هشتغل بعد الكلية وأنا اخر من يعلم؟! وقتها مشيت وسيبته ولما وصلت البيت سألت على بابا ودخلت اتكلم معاه..
كنت محتاجة احكي لحد بيحبني بجد، محتاجة نصيحة من حد صادق وبيحبني وخايف على مصلحتي، صحيح وقتها كنت خايفة بس كان لازم احكي، وحكيت له كل حاجة حصلت من الاول خالص من قبل الخطوبة حتى..
فضل بابا قاعد ساكت بيسمعني لحد ما خلصت كلام، لاقيته بيقول لي طبعًا إنتِ غلطانة وغلط كبير يخليني أفقد كل ثقتي فيكِ بس أنا هحاول أسامحك عشان جيتي وحكيتِ لي لوحدك ولجأتي لي، أي نعم حكيتِ متأخر بس المهم إنك حكيتِ لي لما حسيتي إن فيه حاجة غلط والأهم إنك لازم تستغفري وتتوبي من ظلمك لنفسك وتقليل قيمتك، هو عمومًا أنا مكنتش موافق على ياسر من الأول أصلًا بس قولت سيبها وشوف الموضوع ده هيبقى جد لحد فين واحساسي طلع صح أهو ومعرفتيش تستمري.
أنا شايف من خلال كلامك دلوقت إنه انسان مش سوي ولا سليم نفسيًا وطل الوقت معيش في مشاعر متضاربة خوف وترقب وعدم أمان أو يطمنك ويرجع يحسسك تاني إنكم مش متفقين وبيفاجئك بقرارات مهمة المفروض كنتوا تتناقشوا فيها الأول سوا مع بعض وإنتِ مش حابة تكملي معاه وعايزة تسيبيه صح؟!
سكتّ ومعرفتش ارد على بابا وأنا بفكر معقول ياسر حب ٣ سنين وأكتر هسيبه كده بسهولة حسيت بـ حيرة وتوهة اكتر؟!
لاقيت بابا بيقول لي بصي أنا عندي حل، إنتِ تجيبي ورقة وقلم وتقعدي مع نفسك في هدوء واقسمي الورقة نصين جزء للصفات الحلوة اللي في ياسر والمواقف الحلوة اللي عشتيها معاه، وجزء للعيوب اللي فيه والمواقف اللي وجعك وخذلك فيها، وردي عليَّ بكرة بقرارك النهائي، بس خليكِ صادقة مع نفسك وركزي وإنتِ بتكتبي المميزات والعيوب، المواقف الحلوة والموجعة، واحسبي حسبتك كويس وردي عليَّ لما تقرري بإذن اللَّه وبلغيني بقرارك ، عشان أحاول أتدخل وأصلح الامور واستخيري مرة أخيرة.
عملت اللي بابا قال لي عليه وقتها حسيت بمدى غبائي وقدر كل حاجة والمشاعر اللي في قلبي بقت مشوهة من أفعال ياسر وكلامه وتصرفاته، أخدت قراري بمنتهى الحسم لما لاقيت المقارنة أصلًا خسرانة وكافة العيوب طابة ومليانة، وكافة المميزات ضعيفة وقليلة، تاني يوم قعدت مع بابا وبلغته قراري بمنتهى الحسم، وقولت له مش عايزاه يا بابا، وقتها اتصل بوالد ياسر وقال له كل شيء قسمة ونصيب.
ياسر حاول كتير يوصل لي بعد ما رجعنا له كل حاجته وقررت أكلمه لأخر مرة عشان اخلص ضميري ولما اتكلمت معاه وقولت له على أسبابي وإننا مش هينفع نكمل حسيت إني كنت شايلة حمل كبير أوي على كتفي وأخيرًا بدأت اتحرر منه.
بدأت احضر للماجستير وفات شهرين ولاقيت بابا جاي يتكلم معايا في موضوع ارتباط، كان عريس عايز يتقدم لي، ابن صاحب بابا.
قال لي بيشتغل محاسب وأكبر منك بخمس سنين، اقعدي واتكلموا سوا واتعرفوا على بعض وشوفي قلبك هياخدك على فين؟ أنا عارف إنك مش عايزة ترتبطي دلوقت بس محمد إنسان كويس وأنا مش هجبرك على حاجة اقعدي معاه وبعدين قرري، بس عايز أقول لك على كذا حاجة هتريح بالك وإنتِ بتاخدي خطوة مهمة زي دي وبتختاري على أساسها شريك حياتك عشان غلطتنا متتكررش تاني.
دلوقت إنتِ مسلمة موحدة باللَّه وبتصلي وملتزمة بدينك، مينفعش تفرطي وتقبلي بواحد مش بيصلي دا شيء مرفوض تمامًا مش محتاجة تفكير، كمان لازم يكون كريم ماديًا ومعنويًا مهم جدًا، والأهم يكون عنده أخلاق ومباديء وطموح، ويكون حنين على والدته وتكون عنده من أهم اولوايات حياته ويكون طيب وصاحب لأخواته خصوصًا البنات، وإنك تحسي معاه بالأمان وتستأمنيه على نفسك وشيفاه أب كويس لأولادك وزوج صالح، وأهم حاجة إنه يكون سويّ و سليم نفسيًا..
وكل ده اكيد مش هيبان من أول مقابلة بس هتحسي إنك مرتاحة لو فيه قبول، هتحبي إنك تشوفيه تاني دا في حد ذاته دليل كافي للموافقة، وساعتها هنصلي الاستخارة ونتوكل على اللَّه وربنا يوفقنا للي فيه الخير والاصلح لينا، فهماني؟!
كلام بابا شجعني وخلاني عايزة أخوض التجربة دي .. تاني يوم محمد كان عندنا واتكلمنا كتير أوي حسيت وقتها إننا نعرف بعض من زمان برغم إننا كان باين علينا الخجل أحيانًا بس كنا حابين الكلام مع بعض ومكنتش عايزاه يمشي من عندنا، بابا وقتها لاحظ ابتسامتي وضحك ليَّ إنه فاهم إن فيه قبول.
وبعد فترة من التفكير والاستخارة بلغت بابا بالموافقة، ضحك وقال لي ما أنا عارف إنك هتوافقي هو ده يترفض يا عبيطة، واتخطبنا.
وفرق شاسع، على النقيض تمامًا بين تفكير ياسر وتفكير محمد..
من أول المواقف الحلوة اللي حصلت بينّا في الخطوبة كان عندي مرة وبنتلكم لاقيته بيقول لي بصي بقى ياستي احنا نعرف بعض من دلوقت بس أي حاجة حصلت في حياتك قبلي أنا مش عايز اعرفها ولا عندي فضول إني أعرفها ولو إنتِ عايزة مني حاجة اطلبيها فورًا من غير مقارنة أو كلام كتير قولي أنا عايزة منك كذا أنا عايزاك تكون كذا، أنا عايزاك تعمل كذا ونتناقش ونتفق على قرار ننفذه سوا عشان محدش يكون مجبور على حاجة، وبفكرك تاني أي حاجة حصلت معاكِ قبل ما ادخل حياتك متخصنيش ولا تهمني أنا اللي يهمني إنتِ من وقت ما عرفتك وأنا عارف أنا خاطب مين كويس.
كلامه دخل في قلبي وكان سبب إن هو شخصيًا يدخل جوا قلبي ويكبر في نظري.
موقف تاني كان مفاجأة بالنسبة لي لما قالي اتشطري يلا عشان تخلصي الماجستير وتحضري الدكتوراه عشان أبقى زوج الدكتورة ♡
وقتها معرفتش أرد من الصدمة الحلوة دي، ساعتها فهمت كلمة بابا يعني إيه إنسان سليم نفسيًا وسويّ ومحمد كان كده فعلًا، غير حنيته على والدته وهزاره مع اخوانه والمقالب اللي كانوا بيعملوها في بعض حسيت إن حياتي معاه هتبقى كلها نشاط وبهجة.
فاكرة يوم ما قولت لأهلي إني مش عايزة أكمل في المحاماة ونفسي افتح المشروع بتاعي محل الحلويات اللي كان نفسي افتحه من زمان، يومها كل أهلي عارضوني ورفضوا إلا محمد قال لي أنا موافق بس عندي شرطين أول شرط هتكملي الماجستير وبعدها الدكتوراه وتاني شرط أبقى شريكك بالنص في المحل زي ما هكون شريكك في الحياة.
النهاردة كان افتتاح المحل، محلي أنا ومحمد وبنتنا كانت معانا وكل الناس كانت بتقول لي يا دكتورة بس مهمنيش ولا حد غير محمد ونظرة الفخر اللي كانت في عنيه وهو بيبص عليَّ كأنه بيبص على بنته وبابا واقف جنبي وبيقول لي شوفتي بقى بابا بيفهم ازاي!
أنا مؤمنة ان الراجل الصح مش لازم يكون سبب إنك تنجحي لحد ما تكوني رئيسة الجمهورية، بس كفاية إنه يكون سبب في نجاحك لحد ما تكوني رئيسة جمهورية نفسك.
.
.
Kommentare
Kommentar veröffentlichen