القائمة الرئيسية

الصفحات

محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس

 



أسماء شميس
حكاوي بالعامية




انا مريت بتجربة صعبة جدًا كانت قاسية عليَّ بس الحمد للّٰه كانت درس ليَّ، عمري ما هنساه أبدًا، أنا متزوجة من ٧ سنين، زوجي بيشتغل مهندس، هو صديق أخويا، شافني كذا مرة وفي يوم لاقيت عمر أخويا بيقول لي جالك عريس يا غولة، خالد صاحبي ما إنتِ عارفاه!


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس


كنت أعرفه شكلًا بس عمرنا ما اتكلمنا بس كنت بلاحظ ساعات إنه بيبص لي بإعجاب لكن عمره ما حاول يكلمني،

وافقت عليه ولما عرفته أكتر حبيته واحترمته شاب وسيم ومحترم وأخويا دائمًا كان بيشكر فيه..

و تزوجنا أول سنة كانت لذيذة و كلها مرح ودوشة وحب، تاني سنة ربنا رزقنا بـ خديجة كانت الحاجة الحلوة اللي نورت حياتنا، خالد شغله بدأ يزيد وبقى يتأخر برّا البيت عرضت عليه أرجع أشتغل تاني لإني كنت واخدة اجازة وضع، أنا خريجة كلية تجارة قسم محاسبة وكنت شغالة في شركة.

 وافق ورجعت الشغل بعد ولادتي بـ ٤ سنين كانت خديجة بدأت تتكلم وتتحرك وتجري وتلعب وبتعرف تعمل حاجات كتير لوحدها وبقيت اسيبها مع حماتي وأروح الشغل..

كنت بشوف خالد في اليوم نص ساعة بالكتير يا دوب يلحق يأكل عشان يرتاح كم ساعة ويرجع ينزل تاني وساعات كان ممكن يبات برّا في موقع الشغل، وكنت دائمًا اقعد اعيط ومش عارفة أنام.

 لما رجعت الشغل بدأت أتسلى شوية ومبقيتش ازعل من بعده زي الاول وبقيت أحس إن هو كمان ارتاح من الزن أكتر وحتى كلامنا بقى قليل جدًا ومعظم التعامل بقى بالاشارة أو بالحفظ وهز الرأس، يعني جه من الشغل بحضر الغدا، اتغدىٰ بعمله شاي، نام بصحيه يروح الشغل وهكذا..

بدأت أركز في الشغل أكتر كنت ببقى مش نايمة كويس ومجهدة وتعبانة من السهر والتفكير والحالة اللي وصلنا لها، بقى كل الناس بتسألني مالك؟ إنتِ مطفية ليه كده؟ بقيت ابتسم وأقول مفيش حاجة..

وفي يوم كنت قاعدة بشرب قهوة في كافيتريا الشركة لإني كنت مصدعة ودماغي هينفجر، لاقيت شاب وسيم جدًا جاي يقول لي ممكن اقعد عشان مفيش ولا كرسي فاضي؟!
..


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس


استغربت بس قولت لنفسي سبيه يقعد كده كده كنت دقيقة واحدة وهقوم، قولت له اتفضل، وقعد معايا والدقيقة بقت ٣٠، عمري ما ضحكت من قلبي ولا استمتعت جدًا بالكلام مع حد كده ولا حتى مع خالد زوجي!

عرفت إن اسمه عاصي وشغال بقاله سنتين في الشركة من ضمن محامين الشركة، ذوق جدًا وجنتل وشكله شيك وكان وسيم برغم ملامحه الخشنة، دمه خفيف جدًا وضحوك، بعد ما البريك خلص قومت وسيبته ورجعت الشغل تاني حسيت إني صحصحت وكل ما افتكر كلامه ابتسم وأحس إني عايزة اروح اقعد معاه تاني!

 الشغل خلص ورجعت البيت كانت خديجة نايمة عند جدتها سيبتها عندها عشان لو أخدتها هتصحى، وطلعت شقتي عشان احضر الغدا لخالد لاقيته بيتصل بيا بيقول لي إنه مش جاي وهيبات برّا عشان الشغل، عادي اتعودت!

 قررت مطبخش حاجة وطلبت بيتزا وفتحت اللاب شوية عشان اتسلى بفتح الفيس لاقيت طلب صداقة من عاصي، تفاجأت وفرحت بصراحة وافقت على الاضافة بعدها بخمس دقايق لاقيته داخل يكلمني!!

محستش بالوقت، فضلنا نتكلم لحد الساعة ٢ بليل حسيت إني كنت محتاجة لحد أفضفض معاه، وعرفت إنه كان متزوج وطلق استغربت ازاي ممكن حد يتجوز إنسان لطيف بالشكل ده ويسيبه لاقيته هو اللي بيقول إنه سابها لما عرف إنها بتحب راجل غيره مقدرش يكمل معاها وهي بتحب غيره، يااااه أد إيه عنده ذوق و رقة لسه في رجالة كده؟!!

..

فات يوم واتنين وتلاتة وبقت عادة كل يوم لازم نتكلم ونهزر ونضحك سوا بصراحة عمري ما شوفت حد دمه خفيف وجذاب كده في حياتي، وأنا قاعدة مع خالد كنت بقارنه بعاصي، يااااه إيه جاب لجاب خالد كان خنيق وطول الوقت تعبان ورجليه وظهره بيوجعه يا مصدع ومش قادر يفتح عينه وهدومه على طول مبهدلة !

عاصي طول الوقت جنتل وشيك والضحكة مش بتفارق وشه، اتمنيت وقتها إن عاصي هو اللي يكون زوجي مش خالد! اتصدمت من تفكيري!

في يوم كنت في الشغل لاقيت عاصي بيخبط عليَّ في المكتب فرحت جدًا لما شوفته بس مابينتش حاجة لاقيته جايب لي شوكولاته.. يااااه محدش فكّر يهاديني بقلم رصاص قبل كده حتى!

فرحت أوي كأني طفلة بس افتكرت خالد وقتها وبان على وشي الحزن لاقيت عاصي بيسألني مالك؟

معرفش إيه اللي خلاني أفضفض معاه وأحكي له؟ يمكن عشان طيبته وحنيته! أو عشان بيسمعني من غير ما يزهق وهو مستمتع بكل كلمة بقولها! ياااااه حسيت براحة غريبة أوي لما اتكلمت معاه واللي ريحني أكتر الكلام اللي هو قاله لي..

قال لي ازاي حد ممكن يكون عنده زهرة زيك ويسبها تدبل كده أنا لو مكان زوجك كنت هخبيكِ جوا عيوني وأقفل عليكِ اللّٰه يسامحه، فيه حد يزعل واحدة زيك برضو ويهملها كده! بجد ومن غير زعل زوجك ده جاحد للنعمة ومعندهوش نظر!

يومها حسيت إني بقيت طايرة في سابع سما من السعادة اللي كنت فيها، ياااااه أخيرًا في حد حس بيَّ وبقلبي!


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس


فات أربع شهور على معرفتي بعاصي، وبقينا نتكلم في التليفون، مفيهاش حاجة كلامنا كان عادي كله هزار بس ساعات عاصي كان بيقول مجملة لطيفة أو غزل بريء في وسط الكلام وكنت بضحك عادي لحد ما في يوم لاقيته بيقول لي -- - بحبك!

اتصدمت وقتها!

= بتحبني ازاي يعني يا عاصم؟


- بحبك يا أميرة هو الراجل بيحب الست ازاي؟!


= احنا أخوات وأصحاب وبس يا عاصي أنا ست متزوجة !


- كنا أصحاب كنا! بس بعد ما عرفتك واتعلقت بيكِ عرفت إني بحبك ومش هقدر أعيش ولا يوم من غيرك


= إنتَ اتجننت!! بقول لك متزوجة وعندي بنت كمان إنتَ بتهرج أكيد أنا مستحيل أسيب خالد !


- ومين قال تسبيه ممكن نفضل مع بعض عادي زي ما احنا !


= إيه اللي إنتَ بتقوله ده إنتَ بني آدم قذر!


- قذر! دلوقت بقيت قذر يا أميرة ليه كده؟ أنا بقولك إني بحبك!


= مستحيل اللي زيك يعرف يحب إنتَ تعرف تهد تعرف تحرق تعرف تقتل بس مستحيل تعرف تحب!


- وإيه اللي فرق ما احنا كده كده كنا مع بعض من ورا جوزك؟!


= اخرس قطع لسانك أنا كنت بتعامل معاك على إنك اخويا معرفش إنك بالحقارة دي !


- أخوكِ شيء للّٰه يا أخوكِ بجد ضحكتيني واللّٰه، مفيش راجل بيتعامل مع واحدة غريبة على إنها أخته، لازم يكون عايز منها حاجة، عجباه وعايز يقرب منها، مضايق منها وعايز يكسرها، لكن جو أختِ في اللّٰه ده قديم أوي! بيبقى سكة بس بتجيب مع أمثالك بسهولة.


= إنتَ حيوان لا يمكن تكون إنسان ابدًا!


- ليه كده بلاش غلط يا أميرة بلاش غلط وأفتكري إنك إنتِ اللي سهلتي ليا الطريق والشهادة للّٰه متعبتش معاكِ خالص كنتِ مُريحة وبتفكي بسرعة طالما كنت بسمعك الكلام اللي إنتِ محتاجة تسمعيه، يعني لو أنا حيوان ولا قذر زي ما بتقولي يبقى احنا الاتنين زي بعض والطيور على اشكالها تقع ولا إيه يا روحي؟


مقدرتش ارد، اللي صدمني وقتها إنه كان عنده حق في كل كلمة رغم الاحترام اللي كان بيمثله عليَّ ودائمًا كان بيقول لي أنا بحترمك وبقدرك طلع كله كذب؟!!

فضلت في البيت أسبوع مش بروح الشغل ولا عارفة اخرج من البيت كنت بحاول أكل أي حاجة عشان اقدر اصلب طولي وبس، ولا نوم ولا أكل لحد ما أغمى عليَّ صحيت لاقيت نفسي في السرير وخالد قاعد جنبي وماسك إيدي أول ما فتحت عنيا لاقيته حاطط إيده على رأسي وبيرقيني!

معرفتش أبص في عنيه مقدرتش، حسيت إني خاينة، بعد ما خلص الرقية لاقيته محضر لي صنية أكل كبيرة وجايبها لي لحد السرير وحلف عليا لازم اخلصها كلها وهيأكلني بإيده مقدرتش استحمل ولاقيت نفسي انفجرت في العيط ساب كل حاجة وأخدني في حضنه وفضل يهدي فيَّ وقعد يقرأ قرآن لحد ما عيني راحت في النوم صحيت تاني يوم لاقيته قاعد جنبي زي ما هو متحركش من جنبي وأول ما عينه جات في عنيا ابتسم لي هربت من عنيه مقدرتش ابص جوا عنيه حسيت نفسي اد إيه أنا حقيرة ومستهلش حتى نظرته ليَّ!


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس


بعدها الظهر اذن ونزل عشان يصلي لاقيت تليفوني بيرن برسالة بفتحها لاقيت عاصي باعت لي رسالة واتس بصوتي وأنا بضحك وبهزر معاه، وبيقول إن عنده تسجيلات لمكالمتنا بالساعات عنده استعداد يسمعهم لخالد كلهم لو أنا رفضت إني أكمل معاه حسيت إني اتكسرت، هيفضحني !

فضلت اعصر في تفكيري لحد ما قررت إني أطلب الطلاق من خالد قبل ما يعرف أي حاجة واتفضح، كان الراديو شغال جنبى على إذاعة القرآن الكريم سمعت القارئ وهو بيقول الآية دي
"وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا"

حسيت إني اتكهربت وحاجة وقعت في قلبي ولاقيت نفسي بعيط وبستغفر، حسيت إني عايزة أقف قدام ربنا وأعيط قلبي كان شايل ومليان ذنوب والشيلة كان حملها كبير أوي وخنقاني، قومت أتوضيت ووقفت أصلي أول ما قولت اللّٰه أكبر انفجرت في العياط أول مرة أفهم معناها دلوقت.

 اللّٰه أكبر من همومي، اللّٰه أكبر من مصيبتي وفضيحتي اللي مخوفاني، اللّٰه أكبر من الحقير اللي بيهددني، اللّٰه أكبر مني ومن خالد ومن أهلي ومن الدنيا كلها، المفروض عشان هو أكبر من أي شيء أخاف منه هو مش من العباد!

 لما سجدت عيطت له وفضفضت وأنا ندمانة ومكسورة، يارب أنا عارفة إني مستاهلش الستر عشان أنا اللي عملت كده في نفسي بس زوجي وبنتي ميستهلوش الفضيحة يارب أنا عارفة إني استاهل إنك تسلط عليا الحقير ده بس أنا نيتي واللّٰه ما كانت شر، يارب أنا غلطانة وأستاهل الرعب اللي أنا فيه دلوقت بس أنا ضعيفة ومليش غير رحمتك، الطف بيا يارب ياربي أنا، رب المستضعفين أنت ربي إلى من تكلني إلى بعيد يتجهمني أم إلى عدوًا ملكته أمري إن لم يكن بك غضب عليَّ فلا أبالي يارب اعفو عني اعفو عني يا حبيبي يا كريم يا ستار يا لطيف الطف بيا يارب..

خلصت صلاة ومكنتش قادرة أرفع رأسي من الارض وحاسة إن جسمي كله مكسر والدنيا بتلف بيا لاقيت خالد بيحركني رفعت رأسي كان مصدوم وبيسألني مالك؟ غبتي أوي وأنتِ ساجدة في الارض قلقت عليكي في حاجة بتوجعك!


- أنا عايزة أنام


.. سندني لحد السرير ونمت محستش بأي حاجة جنبي مصحتش غير تاني يوم الصبح على صوت التليفون ومريم زميلتي بتتصل بيا تطمن عليا كان الاسبوع اللي اخدته اجازة من الشغل خلص ولازم ارجع تاني يوم، وبالفعل روحت بس مكنتش شايفة حاجة ولا أي حد قدامي كان تفكيري كله في ربنا وعمالة اناجيه في سري لاقيت الشركة كلها فوضى ومش فاهمة إيه اللي بيحصل سألت حد من اللي واقفين قال لي أستاذ عاصي المحامي في بلطجية طلعوا عليه في جراچ الشركة وضربوه جامد وولعوا في عربيته!

لاقيت نفسي بجري على مكتبي قفلت الباب ووقفت وراه اعيط مش مصدقة اللي سمعته! لاقيت نفسي بتحرك ناحية المكتب وبمسك ورقة وقلم وكتبت استقالتي !

وقدمتها ومشيت، مشيت وأنا ناوية أقطع الصفحة دي من حياتي نهائي، لاقيت مريم بتوقفني وبتقولي :


- رايحة فين شوفتي اللي حصل، عاصي المحامي عضمه اتكسر وولعوا في عربيته تسلم إيديهم واللّٰه، يستاهل ربنا رحم الناس من شره دا مسابش واحدة في الشركة غير ورمى عليها بلاه يخربيته...

 دي زوجته طفشت منه ومن شره برغم وسامته واسلوبه الحلو ده إلا إنه شيطان ربنا يكفينا شره أكيد اللي عمل فيه كده حد من اللي بيكرهوه يلا ربنا ينتقم منه..


كنت في قمة صدمتي ومش مصدقة اللي بسمعه مشيت وسيبتها من غير ولا كلمة، وأنا مش شايفة قدامي غير خالد الراجل اللي كان هيضيع مني وأخسره باقي حياتي ومستحيل أعوضه تاني..

رجعت البيت بسرعة حضرت العشا ونظمت البيت ولبست طقم شيك واستنيته، أول مرة اشوفه النهاردة بشكل مختلف كان يا حبيبي مش قادر يوقف ولا يفتح عنيه من التعب استقبلته وأخدت بإيده وعنيه في عنيا لاقيته مستغرب!


- ازيك يا أميرة بقيتِ أحسن؟!


= أنا بخير طول ما أنت بخير يا خالد...  ساكت ليه؟


- مش عارف بس حاسس إنك متغيرة كتير فيه حاجة كده في عنيكِ مش عارف إيه هي بس مريحاني أوي.


= كلامك صح أنا فعلًا متغيرة بس إنتَ السبب.


- أنا!


= آها إنتَ، إنتَ اللي خلتني أعرف أد إيه ربنا بيحبني عشان يرزقني بيك، إنتِ الحقيقة الوحيدة في حياتي اللي مش ناوية اتنازل عنها أو أخليها تتحول سراب إنتَ وخديجة بنتنا بس!


- هو أنا مش فاهم حاجة بس بالنسبة لبنتنا الغلبانة دي مش بتفكري تجيبي لها أخ وإنتِ حلوة كده؟!


= اممم بصراحة بفكر.


- طيب أنا فكرت وأخدت القرار


=لا لا لا معلش نتعشى الاول لو سمحت الاكل هيبرد!


- لا معلش أنا ميرضنيش بنتي تعيش من غير أخ واللّٰهِ.


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس


معرفش ازاي ممكن الشيطان يزين للإنسان القذارة ويخليه يشوفها طوق نجاة بالشكل ده، بس اللي عرفته إن ربنا بيغفر ويرحم مهما كان الذنب عظيم،

 المهم منستسلمش للشيطان ونيأس، لو رجع بيَّ الزمن تاني كنت هركز في كل كلمة وكل حرف وكل تصرف بعمله، عشان موقعش في الفتنة دي، بس اللي اتعلمته من تجربتي القاسية دي إن محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة،

 هي بتبقى تنازُلات بتقدمها مرة ولا مرة لحد ما تلاقي نفسك بقيت إنتَ كمان مجرد تنازُل بتقدمه قصاد شعورك بشهوة مُزيفة بمجرد ما تنول الشهوة دي هتبقى بتكتب أخر كلمة في قصتك، بتكتب نهايتك.
.
.
.
.


محدش بيوقع في الفتنة مرة واحدة ، أسماء شميس




هل اعجبك الموضوع :

تعليقات