أعمال القلوب للدكتور خالد السبت
كتاب أعمال القلوب للدكتور خالد السبت تناول فيه المؤلف 16 موضوعا، هي (الصبر ، الرجاء ، الخوف ، الخشوع ، التوبة ، الحياء ،الإخلاص ،اليقين، المراقبة ، الورع ، التوكل، المحبة، الرضاء، الشكر ، الغيرة ، التفكر).
و أشارة الى انها أهم الأعمال القلبية و نبه المؤلف الى ان الأعمال القلبية في غاية الارتباط و الاتصال ، و أنه لا يغني بعضها عن بعض ، بل إن بعضها متوقف على البعض الأخر، و العبد بحاجة الى ان يستكملها و يربي قلبه عليها.
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
سلسلة المقالات مقتبسة من قناة التيلجرام .
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
"
قال الله عن أهل الجنة: (وقالوا الحمدلله الذي أذهب عنّا الحزن إن ربنا لغفورٌ
شكور)، قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: غفر لهم الكثير من السيئات، وشكر لهم
اليسير من الحسنات.
وقال سعيد بن جبير: ما أُعطي أحد ما أُعطيت هذه
الأمة: (الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه راجعون)،وذلك أن الله
عزوجل يقول: (وبشر الصابرين، الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا لله وإنّا إليه
راجعون)، فجعلها بشارة لهم، وهذا مما يفتح أبواب الشكر.
وعن شكر الرب لعبده: فيقول الزبيدي: الشكور في صفات
الله عزوجل فمعناه: أنه يَزكو عنده القليل من أعمال العباد، فيضاعف لهم الجزاء..
وقال شيخنا: الشكور في أسمائه: هو معطي الثواب الجزيل بالعمل القليل.
والله عزوجل علّق على الشكر الزيادة فقال؛ (لئن
شكرتم لأزيدنكم )، وعلّق على الصبر الجزاء بغير حساب، فقال: (إنما يُوفى الصابرون
أجرهم بغير حساب).
قال الفيروز آبادي: الشكر أعلى منازل السالكين،
وفوق منزلة الرضا؛ فإنه يتضمن الرضا وزيادة، والرضا مُندرج في الشكر؛ إذ يستحيل
وجود الشكر بدونه، وهو نصف الإيمان.
ولا ريب أن أولياء الله تعالى نالوا بوجود عدو
الله إبليس وجنوده، وامتحانهم به من أنواع شكره ما لم يكن ليحصل لهم بدونه، فكم
بين شكر آدم وهو في الجنة قبل أن يخرج منها، وبين شكره بعد أن ابْتُلي بعدوه، ثم
اجتباه ربه وتاب عليه، وقَبِلَهُ.
وقال طلق بن حبيب: إن حق الله أثقل من أن يقوم
به العباد، وإن نِعم الله أكثر من أن يحصيها العباد، ولكن أصبحوا توابين وأمسوا
توابين.
وقال مقاتل بن حيان في قوله تعالى: (وأسبغ
عليكم نِعمه ظاهرة وباطنة)، قال: أما الظاهرة فالإسلام، وأما الباطنة فستره عليكم
المعاصي.
يقول أبو الدرداء: من لم يعرف نعمة الله عليه
إلا في مطعمه ومشربه؛ فقد قلّ عِلمه، وحضر عذابه.
قد جعل الله سبحانه لكل مطلوب مِفتاحا يُفتح
به؛ فجعل مفتاح الصلاة الطهور.. ومفتاح الحج الإحرام، ومفتاح البِر الصدق، ومفتاح
الجنة التوحيد، ومفتاح العِلم حُسن السؤال وحسن الإصغاء، ومفتاح النصر والظفر
الصبر، ومفتاح المزيد الشكر.
وعن محمد بن منصور الطوسي أنه سُئِل: إذا أكلتُ
وشبعت فما شُكر تلك النعمة؟ قال : أن تصلي، حتى لا يبقى في جوفك منه شيء.
وعن عبدالله بن عمر بن عبدالعزيز، قال: ما قلّب
عمر بن عبدالعزيز بصره على نعمة أنعم الله بها عليه إلا قال: اللهم إني أعوذ بك أن
أُبدّل نعمتك كُفرا، أو أكفرها بعد معرفتها، أو أنساها فلا أُثني بها".
قال الذهبي: بلغنا أن المزني كان إذا فرغ من
تبييض مسألة وأودعها مُختصره صلى لله ركعتين.
وقال أبو العالية: إني لأرجو ألا يهلك عبدٌ بين نعمتين: نعمة يحمد الله عليها، وذنب يستغفر الله منه
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
الغيرة:
وأما
الغيرة للشيء: فهي الحمية والغضب له إذا استهين بحقه، وانتُقصت حُرمته ،فيغضب له،
وتأخذُه الغيرة له بالمبادرة الى التغيير، وهذه هي غيرة المحبين حقا، وهي من غيرة
الرسل عليهم الصلاة والسلام ،وأتباعهم لله تعالى..
وغيرة
العبد من نفسه أهم من غيرته من غيره؛ لأن العبد إذا غار من نفسه صحّت له غيرته لله
تعالى من غيره، والذي لا يغار من نفسه لا يغار من غيره من باب أولى؛ لأن أهم مطلوب
هو نجاة العبد عند الله عزوجل، وأن تنفك رقبته وتُعتق من عذاب الله جل جلاله.
وكان
أبو الفضل محمد بن عبدالكريم الرافعي القزويني (ت٥٨٠هـ) شديد الإنكار على منكرات
الشرع، يدفعها بيده ولسانه بحسب وسعه وإمكانه، وإذا لم يستطع الدفع تأثر به
اغتياظا، وربما ارتعد وأخذته الحمى.
قال
المناوي: “من الغيرة غيرة العلماء لمقام الوراثة ، وهو مقام العلم" ، فالعلم
دُرة شريفة لا تُبذل للبطالين، والمسألة الدقيقة اللطيفة حينما تُبذل لغير أهلها
كالمرأة الحسناء تُهدى الى ضرير مقعد.
وأعظم
الناس غيرة على الأعراض الأنبياء عليهم السلام، ثم الأمثل فالأمثل ،فكلما كان
العبد متشبها بالأنبياء، مكملا للإيمان، مستوفيا للرجولة؛ كانت غيرته أتم. وذلك لا
يختص بالرجال، بل إن المرأة المؤمنة تغار على عرضها، وعرض المؤمنات.
يقول
ابن القيم: وملاك الغيرة وأعلاها ثلاثة أنواع: غيرة العبد لربه أن تُنتهك محارمه
وتضيع حدوده، وغيرته على قلبه أن يسكن الى غيره، وأن يأنس بسواه، وغيرته على
حُرمته أن يتطلع إليها غيره، فالغيرة التي يحبها الله ورسوله دارت على هذه الأنواع
الثلاثة.
فكلما
اشتدت ملابسة العبد للذنوب والمعاصي أخرجت من قلبه الغيرة على نفسه وأهله وعموم
الناس، وقد تضعف في القلب جدا حتى لا يستقبح القبيح لا من نفسه ولا من غيره...
ونقل
عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: أما تستحون؟ ألا تغارون أن تخرج نساؤكم؟
فإنه بلغني أن نساءكم يخرجن في الأسواق يُزاحمن العلوج".
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (1)
إقتباسات أعمال القلوب للدكتور خالد السبت (2)
══════════════¤❁✿❁¤══════════════
Comments
Post a Comment